الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سجن بلا قيود

18 ديسمبر 2014 23:30
سأخبرك بقصة، ربما أنت الآن تعيشها، وتستحي أن تخبر عنها أحد، ظناً منك بأنها لا تستحق أن تروى، سأخبرك بقصتي أولاً وسأتطرق لك ثانياً، فأعطني سمعك! أقصد عينك وعقلك. كنت أظن - وليتني ما زلت أظن- أن عالم الظلم مجرد عالم افتراضي لا حقيقة له، حتى وأنا صغير كنت إذا تابعت أحداً عبر الشاشة أحبه، وأرجو له الخير، مهما كانت آراؤه أو معتقداته. وجرت بي الأيام وكبر سني وكلما طال بنا الزمان، نرى ما لم نكن نراه في السابق، ربما لأننا نكبر وتتغير الدنيا معنا، وننسى أننا ننجب في كل عام أبناء وبنات لهم طريقتهم الخاصة في التفكير، وكلما تقدمنا في العمر تجرأ أبناء الجيل الجديد على بعضهم بعضاً، وما أسهل التخوين في عالم «تويتر» و«فيسبوك» وإخوانهما ربما لأن الذي يكتب متستراً بالإنترنت، ولو رأيته في الواقع لوجدته غير حقيقته في عالمه الافتراضي. لست هنا بصدد تبرير موقف أو صد آخر! بل مجرد متسائل أصابته الحيرة مما يرى في وسائل التواصل الاجتماعي، فهل نحن ممن يتواصل أم يفكك، كان ممن سبق، إن جاءهم رجل بخبر عن آخر، وكلاهم على خلق ودين كانوا ينتظرون البينة ممن ادعى، واليوم يأتي رجل وربما امرأة - فأنت في عالم الافتراض، وبالكاد أن تميز بين الإناث والذكور، فيأتي هذا المجهول ويرمي عليك حجراً وتجد ألف مجهل يعينه. أعزائي.. لست أنا من يقيّم عالم الافتراض، ولكننا نستطيع أن نقيّم أنفسنا، وليس الدين أن تجعله غطاء لتخوين الناس.. الدين لا يحتاج لمن يتسلق عليه بل لمن يستند إليه، نحن أمام جيل تربى في أحضان العالم الافتراضي وترك عالم الحقيقة، فأصبح يظن أن هذا العالم هو جنة الله في أرضه وما دونه سقر، ويتناسى أنه يحيا أسيراً لجواله وشبكته وحتى لمن يتابع! عالم الافتراض يجب أن يعيين عالم الواقع لا أن يهدمه، ويجب ألا يلهينا عن عالمنا الحقيقي، فاترك هاتفك وانظر للسماء، والتفت لحياتك وتأمل ما فيها، فعالم الافتراض سجن، ولكن بلا قيود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©