بالأمس، سمعت أختي الصغيرة تتذمر: لماذا يسمح للأولاد بالخروج كثيراً، ويلعبون مع أبناء الجيران طوال اليوم، ونحن لا يسمح لنا، لماذا تفضلون الأولاد؟
ابتسمت لها وأخذتها في حضني وقلت لها: عندما كنت صغيرة، كنت أردد العبارات نفسها، وكنت لا أحب الأولاد، لم يكن والداي يفضلان الأولاد علينا- حاشا لله، بالعكس كان والدي أشد اهتماماً بنا نحن البنات· ولكن كان يسمح للأولاد بأشياء لم يكن يسمح لي بها كفتاة، ولم أكن أعلم لماذا؟ لا ألوم والديّ فربما لم يستطيعا أن يفهماني ما فهمته أنا بعدما كبرت، وحاولت أن أبينه لأختي الصغيرة· أتعلم لماذا عزيزي القارئ تشعر الفتيات بأنهن مظلومات بتفضيل الأولاد؟ لأنك أيها الأب وأنتِ أيتها الأم تشعران بناتكما بهذا وكأنهن أقل قدراً، وحقيقة الأمر أن رب العزة لم يفضل الذكور على الإناث، إنما سبحانه خلق لكل جنس تركيبته ووظيفته، فالرجل خلق ليعمل ويخرج وينجز، هذا ما جبلت عليه طبيعته· في حين المرأة منحها الله القدرة على تربية الأبناء والصبر عليهم، بجانب واجباتها المنزلية والزوجية·
لماذا نربي أبناءنا على أن الذكر أفضل من الأنثى، سواء أكان ذلك بطرق مباشرة أو غير مباشرة، لماذا لا نفهمهم أن الذكر قد ميزهه الله بقدرات لا تملكها الأنثى، وأنتِ أيتها الأنثى ميّزك الله بقدرات لا يملكها الذكر ليكمل كل منكما الآخر، لا لينتقص كل منكما الآخر·
أمل عبدالله
عدد اليوم
