الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وفاة مانديلا.. بطل النضال ضد الفصل العنصري

وفاة مانديلا.. بطل النضال ضد الفصل العنصري
6 ديسمبر 2013 11:20
أعلن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما في كلمة تلفزيونية مباشرة مساء الخميس أن "حبيبنا نلسون مانديلا، الرئيس المؤسس لأمتنا الديموقراطية، فارقنا. توفي بسلام محاطا بعائلته. إن أمتنا فقدت أعظم أبنائها". ولم يعلن تاريخ الجنازة غير أن جثمان نلسون مانديلا نقل إلى مستشفى عسكري في بريتوريا بحسب ما ذكرت الإذاعة العامة الجنوب افريقية. وفور إعلان وفاة مانديلا عن 95 عاما، الذي يمثل بنظر العالم أجمع تجسيدا للمصالحة بين السود والبيض، تقاطر مئات الأشخاص للتجمع قرب منزله في جوهانسبورج. ولم تكن الأجواء حزينة بل احتفالية حيث علت أناشيد ضد الفصل العنصري وأغان تشيد ب"ماديبا" كما هو معروف باسمه القبلي، رددها الحشد ملوحا بأعلام وهاتفا أحيانا "يحيا مانديلا". وقال فريدريك دو كليرك آخر رئيس أبيض لجنوب افريقيا والذي أخرج مانديلا من السجن قبل أن يتفاوض معه بشأن الانتقال الديموقراطي ويتقاسم معه جائزة نوبل للسلام عام 1993 "كان مصدر إلهام للعالم أجمع". وتواردت الإشادات من جميع عواصم العالم طوال الليل. وفي الولايات المتحدة، أمر باراك أوباما بتنكيس الأعلام حتى مساء الاثنين وأعلن في بيان "اليوم، خسرت الولايات المتحدة صديقا مقربا وخسرت جنوب افريقيا محررا لا مثيل له وخسر العالم مصدر وحي للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية". كما أمر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بتنكيس الأعلام واصفا مانديلا بأنه "تجسيد للأمة الجنوب افريقية ولحمة وحدتها وعزة افريقيا بكاملها". وأشاد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بمانديلا معتبرا انه كان "مصدر الهام" للعالم. واعلن الدالاي لاما الحائز جائزة نوبل للسلام انه خسر "صديقا عزيزا". ومانديلا، الذي احتفل ببلوغه الخامسة والتسعين في 18 يوليو، نقل أربع مرات إلى المستشفى منذ ديسمبر 2012 لإصابته بالتهاب رئوي متكرر. وهذه المشكلات الصحية المتكررة كانت مرتبطة على الأرجح بعواقب مرض السل الذي أصيب به خلال احتجازه في الجزيرة المعتقل "روبن آيلند" قبالة سواحل الكاب، والتي قضى فيها 18 من 27 عاما قضاها في سجون نظام الفصل العنصري. وبالرغم من غيابه منذ عدة سنوات عن الساحة السياسية، إلا أن ماديبا كان موضع إجلال كبير يتخطى حدود بلاده. وسيبقى في التاريخ الرجل الذي تفاوض مع حكومة الفصل العنصري على عملية انتقالية سلمية نحو ديموقراطية متعددة الأعراق، وسيحفظ له التاريخ أنه جنب شعبه حربا أهلية عرقية بدت محتومة في مطلع التسعينيات. وبعد أربع سنوات على خروجه من السجن في 11 فبراير 1990 مكللا بهالة من البطولة، أصبح السجين رئيسا للجمهورية تحت راية حزب المؤتمر الوطني الافريقي، مطلقا مسيرة مصالحة وطنية من خلال إعادة الاعتبار للأكثرية السوداء في البلاد وطمأنة البيض لعدم وجود ما يخشونه بسبب التغيير. وقال مانديلا عند توليه الرئاسة في العام 1994 ليكون أول رئيس إجماع "ندخل في عهد لبناء مجتمع يكون فيه جميع مواطني جنوب افريقيا، السود والبيض على السواء، قادرين على السير برؤوس شامخة من دون أن يعتصر قلوبهم أي خوف، مطمئنين إلى حقهم الثابت بالكرامة الإنسانية -- أمة قوس قزح بسلام مع نفسها والعالم". ونلسون مانديلا واسمه الأصلي روليهلالا وهي كلمة تعني بلغة قبيلته "الذي يجلب المتاعب" مولود في قرية مفيزو في منطقة ترانسكي، إحدى أفقر مناطق جنوب افريقيا، في 18 يوليو 1918. وهو الحفيد الأكبر لزعيم من قبيلة تمبو وقد أطلقت عليه معلمته في المدرسة اسم نلسون. وبعدما أسس الرابطة الشبابية في حزب المؤتمر الوطني الافريقي، تسلم قيادة الحزب الذي كان يعتبر موقفه ضعيفا في مواجهة نظام أرسى الفصل العنصري عام 1948. وبعد حظر الحزب عام 1960، انتقل مانديلا إلى العمل السري وعمل على تأسيس جناح مسلح للمؤتمر الوطني الافريقي في العام 1961 وبقي لفترة طويلة مصنفا إرهابيا في الغرب. وبعد عامين على اعتقاله عام 1962، حكم عليه بالسجن المؤبد خلال ما عرف ب"محاكمة ريفونيا" حيث ألقى كلمة تحولت بيانا رسميا لحركة مناهضة نظام الفصل العنصري. وقال مانديلا في هذه الكلمة "طوال حياتي، كرست نفسي لهذا الكفاح من أجل الشعب الافريقي. لقد حاربت سيطرة البيض وحاربت سيطرة السود. دافعت عن مثل المجتمع الديموقراطي والحر... هذه مثل أنا مستعد للموت في سبيلها". ومع تواريه عن الأنظار منذ العام 2010، تحول إلى بطل أسطوري لا يمكن المساس بمكانته سواء بالنسبة للسلطة أو للمعارضة في بلاده، ورمزا في العام برمته.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©