الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الازدحام المروري يفرز ممارسات إيجابية عند «محتجزين» في المركبات

الازدحام المروري يفرز ممارسات إيجابية عند «محتجزين» في المركبات
7 ديسمبر 2013 01:30
يمتلك البعض رصيدا كافيا من التفاؤل، تجعله لا يرى سوى النصف المملوء من الكأس في كل ما يصادفهم من عقبات، وهؤلاء يرتدون ثوب الأمل لانتزاع الجمالية من كل ما يحيط بهم في الحياة حتى وإن كان الازدحام المروري الذي يغلق الطريق ويحتجز السائقين في المركبات لساعات، فما هو الوجه الآخر للازدحام، وكيف ينظر البعض إليه بإيجابية؟ فوائد صحية تقول إيمان مهدي «اعتيادنا على الازدحام المروري اليومي الصباحي ولد نوعاً من الألفة معه حتى بات الأمر روتينياً، ولكن إذا ما نظرنا للموضوع من الناحية العملية نجد أن محاولة البعض في التغلب على الازدحام المروري ينطوي على تغير في أنماط حياتهم، فمثلاً تخوفي من التأخر عن الدوام بسبب الزحمة قادني للاستيقاظ باكراً، وبذلك تغلبت على السهر لساعات طويلة». أما جابي أسمر فتنظر للموضوع من منظور جمالي، وتقول «المعادلة الجمالية للازدحام قادتني إلى فقدان الوزن، إذ تطلب مني الازدحام الاستيقاظ فجراً لتجنب التأخير، وبالتالي النوم باكراً أي الساعة الثامنة مساءً، وهكذا بت أتناول طعام العشاء بحدود الساعة السادسة مساءً، وبذلك استطعت التغلب على الأكل ليلاً الذي يعد ليس سببا للسمنة وإنما للكثير من الأمراض». ويتحدث الطالب سامر خلدون طالب عن أن الازدحام المروري يتيح له مراجعة الدروس في طريق المدرسة والتحضير للدرس الجديد، خاصة وأن الدراسات أكدت أهمية وفائدة الدراسة الصباحية وأن أنسب وقت للمذاكرة يقع في تلك الفترة من الرابعة فجراً للثامنة صباحاً، وأن أفضل وقت للنوم هو من العاشرة مساءً والاستيقاظ وقت صلاة الفجر. ويضيف «بحكم الازدحام اعتدت على هذا النمط في النوم والاستيقاظ والمذاكرة وبالتالي التحصيل الجيد». ويرى باسم مساعد أن الازدحام مكروه من الجميع، ولكن بما أنه بات أحد أبرز مظاهر العصر الحديث كان لا بد له من التكيف معه وتقبله بطريقة أو بأخرى. ويقول «أحاول جاهداً أن أسيطر على أعصابي إذا ما علقت في زحمة خانقة، وكي لا أفقد هذه السيطرة على أعصابي وكذلك المركبة قمت باختيار باقة من أجمل ما أفرزته الموسيقى العالمية على مر العصور كوني من عشاق الموسيقى العالمية لترافقني يومياً، وتعينني على مواصلة الطريق والاستمتاع بالازدحام». وقت قيم معتز كامل يرى أن أفضل طريقة للاستفادة من زحمة السير بإحالة الوقت المهدور إلى وقت قيم من خلال ذكر الله، ويقول «أداوم على الاستغفار مادامت في الطريق فهذه الوسيلة تجعلك تمضي وقتك بما هو نافع، كما أن ذكر الله ينزل على نفسك سكينة وطمأنينة وهدوءاً يقهر التوتر والعصبية التي تسيطر على الكثير من السائقين، وتقودهم بالتالي للحوادث والمشاكل على الطرقات». ويختار جاسم كريم الرفقة الطيبة لتعينه على زحمة الطريق، ويقول «أنا وزميلي في العمل اتفقنا على الذهاب سوياً وبالمناوبة، فيوم هو ضيفي في سيارتي، ويستضيفني هو في اليوم التالي وهكذا نفطر سوياً ونتناقش في الكثير من الأمور ولا نشعر بالازدحام، فضلاً عن توفير الوقود، والإسهام ولو بشكل غير مباشر في تخفيف الازدحام». وتتحدث سماح جهاد كيف أن الزحمة كان لها الأثر في جعلها صبورة، فتوضح «الازدحام المروري الذي أعيشه يومياً في طريقي من الشارقة لدبي روض نفسي وعلمني الصبر، ودربني على التعامل مع الأمور التي تزعجني بروية وهدوء». أما جاسم أبوالقاسم فكان للزحمة دور في أن يهدأ من سرعته في كل شيء، ويقول «الزحمة عودتني أن أقود السيارة بهدوء وأنا أستمع للموسيقى». من جانب آخر، ترى أحلام عبدالله أن الازدحام المروري يتيح لها فسحة لتشكل خلالها كما تقول الثالوث الرائع مع قهوتها والموسيقى فقط. وتضيف «أغلق الهاتف أثناء القيادة ورغم الزحام المحيط بي إلا أنني أنعزل بسيارتي عن العالم». وبعفوية الأطفال يقول علي يوسف «أمي توصلني للمدرسة وبما أنها يومياً تعلق في زحمة أنام ساعة إضافية قبل الدوام». أهمية التفكير الإيجابي حول أهمية التفكير الإيجابي في ظل ضغوطات الحياة المدنية، تقول الأخصائية النفسية بهيجة العدنان «بعيداً عن التفكير الإيجابي لن تستطيع مواصلة الحياة بصورة سليمة، فإذا سيطرت النظرة السلبية السوداوية على تفكيرك، فإن هذا سيؤثر على نفسيتك ويجعلك تشعر بالإحباط والفشل، لأن التفكير السلبي ينعكس على سلوكياتك ليصبح بالتالي سلبياً»، مضيفة «القاعدة تقول إن التفكير هو الذي يؤدي للشعور وبالتالي يولد السلوك. ومن هنا يجب علينا مراعاة الإيجابية في تفكيرنا وسلوكياتنا في كل ما يعترضنا». وتتابع «هذه الإيجابية لن نحصل عليها بين يوم وليلة وإنما تحتاج إلى تدريب ومراس ليتحول هذا الفعل إلى عادة، واكتسابها يتطلب التركيز على العناصر الإيجابية في الحياة، ومرافقة من هم إيجابيون في تفكيرهم، وأن تكون على يقين بأن لكل مشكلة حلاً، إلى جانب الابتعاد عن المبالغة والتهويل في نظرتك للأمور، ومحاربة الأفكار السلبية»، لافتة إلى أن «القاعدة الذهبية للتفكير الإيجابي هي الابتسامة لأنها ستنعكس على كل ما حولك، والثقة بالنفس وبالقدرات وهذا سيبسط العراقيل، وسيلمع ضوء حل المشاكل في ذهنك».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©