الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شعر عمر بن الخطاب في رسالة دكتوراة

15 مايو 2007 01:29
أحمد المنصوري: نال الباحث الإماراتي حسين احمد الرفاعي درجة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة سيدي محمد بن عبدالله في مدينة فاس المغربية، وذلك عن رسالته'' الرؤية النقدية للشعر عند عمر بن الخطاب''، اثبت خلالها ان أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كان يملك رؤية نقدية للشعر مستمدة من التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة، وانه كان واعيا بقيمة الشعر باعتباره رسالة تربوية وتعليمية تعلي من قيم الحق والخير والجمال· وقال الرفاعي إن شخصية عمر بن الخطاب لقيت اهتماما كبيرا من قبل الباحثين الذين تحدثوا عن عمر الخليفة وعمر الفقيه وعمر الصحابي الجليل، وأفردوا لذلك كتبا كثيرة· إلا أن شخصيته الأدبيّة لم تلق العناية اللائقة بمقامه النقدي والأدبي، كما مثل العناية التي لقيها نقاد عصر بني العباس· وأوضح الرفاعي أن لملمة جوانب الرؤية النقدية لعمر بن الخطاب لم تكن بالمسألة الهيّنة، بل استدعت منه الرجوع إلى أمّهات المصادر التراثية التي حوت في بطونها ملامح تصوّر نقدّي مشتّت هنا وهناك، فسعى خلال بحثه إلى الحصول على أجوبة على تساؤلات مثل كيفية تحديد رؤية عمر النقدية من هذه المصادر المتفرقة؟ وهل كان عمر بن الخطاب يملك تصوّرا نقديا متكاملا؟ وهل كان هذا التصوّر النقدي محكوما بمقاييس فنية وجمالية؟ ومن أين استقى عمر رؤيته النقدية؟ وما هي الروافد التي غذّت هذه الرؤية؟ وما هي الخلفية المعرفية التي كان يصدر عنها في توجيه أحكامه النقدية؟ وهل كانت هذه الأحكام والمواقف من الشعر والشعراء الجاهليين والإسلاميين عفوية وفطرية وانطباعية أم أنها محكومة بتصور نقدي منسجم؟ وقسم الباحث الدراسة إلى مقدمة ومدخل وبابين، الأول بعنوان ''رؤية عمر النقدية لوظيفة الشعر وروايته ومقاييسه الفنية'' وقسمها إلى ثلاثة فصول، حيث تناول الفصل الأول رؤيته النقدية لوظيفة الشعر،، فقد كان (رضي الله عنه) يرى أنّ للشعر وظيفة تربوية وتعليمية وإمتاعية· وتعرض في الفصل الثاني لرؤيته النقدية لرواية الشعر، ولم يكن عمر مجرّد راوٍ للشعر، بل كان راوية له، وكان له موقف واضح من رواية الشعر الجاهلي وشعر النقائض· أمّا الفصل الثالث فكان عنوانه ''مقاييس عمر الفنية في نقد الشعر'' تضمّن الحديث عن العاطفة ومقاييسها عند عمر (رضي الله عنه) وعن مقاييس المعنى، كما يراها، إذ كان يشيد بقيمة السبق إلى المعنى، ويثني على حسن أخذه وتقليده، ويتخذ الدين والخلق مقياسا أساسيا· وتطرق كذلك إلى مقاييس الأسلوب عنده، وهي مقاييس تتعلق بالمفردات، ومقاييس تتعلق بالجملة من حيث الإيجاز والإطناب، والطبع والصنعة والتكلف، والوضوح والتعقيد· أمّا الباب الثاني فكان عن رؤيته النقدية للأغراض الشعرية، وفيه أربعة فصول، الأول بعنوان ''رؤيته النقدية لشعر الغزل'' خلاصته أن عمر كان يرفض من شعر الغزل التشبيب بامرأة معينة، وما اشتمل على أوصاف حسّية تثير الغرائز وتخدش الحياء، وما تضمّن تغنيا بما حرّمه الإسلام، وما كان فيه اعتداء على الآخرين وحرياتهم، وما لم يراع فيه شرف الزمان والمكان· في حين كان (رضي الله عنه) يتعرض للغزل العفيف الصادر عن صدق الشعور، ونبل في الهدف وسمو في القصد، وتغزل الشاعر بزوجته، وما جاء منه رمزا أو كناية لا تعريض فيه· ويتعرض الفصل الثاني لغرض المدح، ومن المدح ما كان يرفضه عمر مثل مدح من تخشى عليه الفتنة، وما كان الغرض منه التكسّب والمفاضلة، ومنه ما كان يقبله بل ويثني عليه أحيانا، مثل مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصالحين من آل بيته الكرام، ومدح المجاهدين في سبيل الله، ومدح فضلاء المسلمين· أما الفصل الثالث فقد خصصه الباحث لغرض الرثاء منها رثاء النفس والرثاء الأسري· والفصل الرابع فتعرض فيه لرؤية عمر النقدية لغرض الهجاء، ذاكرا فيه موقفه من الهجاء وأسباب نهيه عن الهجاء المرفوض·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©