الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجمير شريف مدينة مقدسة ومزار للبراهمة منذ عهد سينغ شوغان

أجمير شريف مدينة مقدسة ومزار للبراهمة منذ عهد سينغ شوغان
6 ديسمبر 2013 20:45
القاهرة (الاتحاد) أجمر أو أجمير هي اليوم مدينة هندية صغيرة بولاية راجاستان تقع في منتصف الطريق بين دلهي وبومباي، وتبعد عن العاصمة الهندية 400 كم وعن عاصمة الولاية جايبور 135 كم. وتجسد أجمير نقطة التلاقي بين المسلمين والهندوس في شبه القارة الهندية فهي مدينة مقدسة ومزار للبراهمة الهندوس منذ تشييدها في عهد سينغ شوغان في القرن السابع الميلادي، وهي أيضاً من الأماكن الدينية التي يقدسها المسلمون بالهند، وكل سكان المدينة يلتزمون بالصيام خلال شهر رمضان بغض النظر عن دياناتهم احتراماً لمشاعر المسلمين. وقد اعتاد أباطرة المغول بالهند منذ عهد الإمبراطور أكبر أن تقام صلاة العيدين في تلك المدينة وبالتحديد في ضريح الشيخ معين الدين الشيشتي المعروف إلى اليوم باسم أجمر شريف. واستمرارا لهذا التقليد المغولي يحتفل السلمون هناك بكافة أعيادهم بما فيها أول السنة الهجرية في المحرم من كل عام، ويقوم تجار العطور التقليدية وغالبيتهم من الهندوس ببيع قنينات العطور للمسلمين حيث تشكل هذه العطور الهدايا الأكثر رواجاً في الأعياد. ويعود التقليد المغولي إلى نجاح الأمير سليم بن أكبر في الانتصار على أمراء الراجبوت القريبين من أجمير، بعدما اتخذ من المدينة قاعدة لعملياته الحربية الناجحة تيمناً بمجاورته لضريح الشيشتي، حتى أن زوجة أكبر كانت تحرص على زيارة الضريح سنوياً مشياً على الأقدام من أجرا، وصار من الرسوم المغولية إقامة صلوات العيدين داخل هذا الضريح. ومعين الدين الشيشتي “536 – 627 هـ” هو الخواجا معين الدين حسن بن الخواجا غياث الدين السجزي المتصوف الهندي المعروف بغريب نواز، أي مغيث الفقراء وقد ولد في سيستان عام 536 هـ وجاء إلى أجمير ليعمل بالدعوة وبها مات ودفن عام 627هـ. وقد اشتهر معين الدين بكرامات تناقلها الناس وكلها تتصل بمحاولات الملك الهندوسي ورجال الدين البراهمة دفعه هو وجماعته من الصوفية لمغادرة شاطئ البحيرة المقدسة آنا ساغار، والتي كانوا يشربون منها ويصيدون الأسماك فعندما طرده رجال الملك من المكان باعتباره مناخاً لجمال الملك، أبت الجمال أن تبيت فيه واضطر رجال الملك لطلب شفاعة ومسامحة معين الدين. وحسب الروايات، فإن معين الدين واجه انتقادات البراهمة ومحاولاتهم طرده بعيداً عن شواطئ البحيرة بعدة كرامات، منها تجفيف ماء البحيرة في يوم ونثر التراب بوجه الكهنة الهندوس حتى عميت أبصارهم مما اضطرهم للخضوع لرغبة معين الدين في الإقامة بجانب البحيرة المقدسة. وأولى أباطرة المغول عناية فائقة بضريح معين الدين الذي شيدت له عدة مبان حول ساحتين مكشوفتين، وفيهما كانت تؤدى صلوات العيد بحضور الأباطرة ورجال الحاشية بينما يصلي عامة الشعب في الساحات المحيطة، كما شيد الإمبراطور أكبر قصراً له بالمدينة، وهناك أيضاً عدة بوابات واستراحات تم تشييدها على الطريق المؤدي لضريح معين الدين الشيشتي نظراً لتوافد المسلمين الهنود لزيارته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©