الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: تعاليم الإسلام تدعم المودة والترابط الأسري

العلماء: تعاليم الإسلام تدعم المودة والترابط الأسري
19 ديسمبر 2014 01:39
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء الدين أن الإسلام الحنيف وضع رؤية متكاملة للعناية بشأن الأسرة المسلمة واستقرارها وتقوية أركانها ومقوماتها، باعتبارها الدعامة الأولى لقيام المجتمع الصالح، حيث يعتبر الإسلام الأسرة العمود الفقري الذي يقوم عليه المجتمع، وقد أحاطها الإسلام برعاية عظيمة في كل مراحل تكوينها. وأكد العلماء أن الأسرة في الإسلام لها مكانة سامية، وقد حرصت التعاليم الإسلامية على تنمية الروابط بين أفرادها في إطار من الاحترام والمودة والمحبة، فضلاً عن أنها الوضع الفطري الذي ارتضاه الله تعالى لحياة الناس منذ فجر الخليقة. أسس صحيحة أكد الدكتور نصر فريد واصل ــ مفتي مصر الأسبق ــ أن الشريعة الإسلامية حثت على مراعاة عدة ضوابط وشروط لإقامة الأسرة على أسس صحيحة باعتبارها نواة للمجتمع الصالح، ومن هذه الضوابط حسن الاختيار، وشرعية الرؤية بين الخاطب والمخطوبة، والبعد عن الإسراف فى المهور والاحتفالات وكل مظاهر الرياء الاجتماعي، وتأسيس الحياة الزوجية على السكينة والمودة والرحمة، إضافة إلى شرعية تعدد الزوجات بقيوده وشروطه دون توسع أو تحريم، والإيمان بالأسر الممتدة التى تشمل الأبوين والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأولادهم، وذلك بما لهم من حق فى البر والصلة، ومن إيجاب النفقة عند الحاجة لقوله تعالى: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى» سورة النساء: «الآية 36»، كما أيد الإسلام نظام الأسرة المتكاملة والممتدة والشاملة بمجموعة من الأحكام فى الميراث والوصية والنفقة لتبقى متلاحمة في كل الأحوال. وقال أن النصوص الإسلامية تهدف إلى بناء الأسرة الإسلامية بناء متينا على قواعد سليمة، حيث ترتكز التوجيهات الإسلامية في هذا الشأن على دعائم عقلية منطقية، وعلى أسس نفسية قويمة مع مراعاة الجوانب العاطفية للإنسان لندرك بذلك مقدار سمو العلاقات الإنسانية التي يدعو إليها الإسلام في هذا المجال، فمن هذه النصوص قوله تعالى: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلفكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا»، ففي هذه الآية نرى أن الخطاب موجه للناس كافة، أي للإنسانية جمعاء، والخطاب القرآني ينادي بمراعاة قدسية الزواج والروابط الزوجية، ومن الرجل والمرأة حسب النص القرآني تكونت الخلية الأولى للأسرة، ومن مجموع الأسر يتكون المجتمع الإنساني، وكما على الإنسان أن يراعي الله في سائر تصرفاته، فعليه كذلك أن يراعي العلاقة الإنسانية وأن يصونها، وألا يقطع وشائج الأرحام، لأن هذه الأرحام لها مرتبة عظيمة عند الله الذي خلق الإنسان وجعله نسباً وصهراً. كما أن الإسلام يحبب الحياة الزوجية للناس ويجعلها مصدر تفاؤل وخير، ومبعث بهجة وسرور، يقول تعالى: «والله جعل لكم من أنفسكم أزوجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات»، فالحياة الزوجية من أهم بواعث اطمئنان النفوس، ووسيلة للحفاظ على النسل، ومدعاة إلى سريان الابتهاج في البيت بوجود الأبناء والحفدة، والرزق الطيب الذي ييسره الله، ويفتح أبوابه، وكل ذلك يؤكد مدى عظمة شأن الأسرة في الإسلام، حيث إن حب الإنسان للبقاء لا سبيل إليه في سمو إنساني وعلاقات رحيمة إلا بتكوين الأسرة عن طريق الزواج المشروع المحقق لأهدافه وغايته، فالإنسان محتاج في بقائه إلى أبنائه وأحفاده . وأضاف: من خلال بناء الحياة الزوجية على أسس تعاليم الإسلام يتهيأ الجو النافع والمناخ الصالح لتنشئة أسرة إسلامية قويمة، ولتربية أطفال ذوي أخلاق كريمة، وقد اعتبرت الشريعة الإسلامية الرجل قيّم الأسرة، وفي مقابل ذلك جعلت الزوجة راعية أمينة في بيت زوجها، فكلاهما مسؤول عن البيت والأسرة، إلا أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الزوج،، وهذا الأمر يدل على أن الشريعة الإسلامية أحاطت الحياة الزوجية بكثير من الضمانات حفاظا على استقرارها وسلامتها، وحفاظا على أخلاق الأبناء وسعيا في وجود جو ملائم لتربيتهم تربية حسنة، ومن أجل الحفاظ على استمرار روابط الأسرة أعطت الشرعية الإسلامية قيمة كبيرة للوالدين وجعلت برهما من قبل الأبناء من أهم دعائم الأسرة المسلمة. مكانة سامية وشدد الدكتور أحمد طه ريان ــ أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ــ على أن الأسرةفي الإسلام لها مكانة سامية، وقد عملت التعاليم الإسلامية على تنمية الروابط بين أفرادها في إطار من الاحترام والمودة والمحبة، وقيام كل واحد بواجبه نحو الآخر، مؤكدا أن الإسلام يجعل الأسرة هي العمود الفقري الذي يقوم عليه المجتمع الإسلامي، وقد أحاطها الإسلام برعاية عظيمة في كل مراحل تكوينها، وقد استغرق تنظيمها وحمايتها وتطهيرها من فوضى الجاهلية جهداً كبيراً، وأحاطها كذلك بكل المقومات اللازمة لإقامة هذه القاعدة الأساسية الكبرى للمجتمع المسلم، ونظرا لأهمية هذه القاعدة في تكوين النظام الاجتماعي ربطها الإسلام بجاذبية الفطرة بين الجنسين، حيث أودع في كل طرف رغبة ملحة للطرف الآخر لتحقيق المودة والسكينة التي يبحث عنها كل منهما لدى الآخر، وما ذاك إلا لتتجه إلى إقامة الأسرة القوية، وتكوين البيت الصالح الذي يتكون من مجموعهما المجتمع الصالح. وقال: الأسرة هي الوضع الفطري الذي ارتضاه الله تعالى لحياة الناس وفضله لهم، واتخذ من الأنبياء والرسل مثلا، فقال سبحانه «ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية»، ومن أهم المقاصد التي أرادها الإسلام من تكوين الأسرة تنظيم الطاقة الجنسية، حيث إن هذه الطاقة خلقت في الإنسان ذكرا أم أنثى لتحقيق غاية جليلة، وهي التناسل والتكاثر بغرض استمرار الجنس البشري لتتحقق العمارة التي أرادها الله تعالى للأرض، ومن مقاصد الأسرة أيضا في الإسلام بقاء النوع الإنساني فالإنسان مجبول على حب البقاء، وإذا كان الإنسان لا سبيل إلى بقائه بذاته، فإن سبيله إلى البقاء إنما هو النسل المعروف نسبته إليه، حيث يراه امتدادا في بقائه واستمرارا لذكراه. وأكد أن من أهداف الأسرة في الإسلام حسن التربية للأجيال فهي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية النشء ورعايته، وفي ظلها يتلقى النشء مشاعر الحب والرحمة والتكافل، ولهذا كله كانت الأسرة المستقرة الهادئة، ألزم للنظام الإنساني. الاستقرار النفسي وأوضح الدكتور سالم عبدالجليل ــ وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية سابقاً ــ أن الأسرة هي العماد الذي يقوم عليه كل ما ينشأ في هذه الحياة من مظاهر التحضر والعمران، لذلك شاءت إرادة الله تعالى حينما أزف رحيل آدم -عليه السلام- من الجنة ليهبط إلى الأرض ليبدأ الحياة والعمران أن خلق له من نفسه من تشاركه في هذه الحياة وفي إقامة هذا العمران، حيث يتولى هو بما أوتي من قدرات عقلية وبدنية تهيئة الأسباب المادية لهذا العمران، وتتولى هي تهيئة ما يحتاجه هذا الإنسان الكادح من راحة نفسية واحتياجات بدنية في منزله، ثم تنجب له الأولاد الصالحين والبنات الصالحات لتستمر الحياة وتتواصل الأجيال، وهكذا فإن الأسرة محور عمارة الأرض ومصدر حضارتها وتقدمها المستمر. وقال: لابد للإنسان السوي أن يكون منتسبا إلى أسرة، ومن عوامل الاستقرار النفسي لدى الإنسان كذلك أن يشعر بأن له أبناء وأحفادا ينتمون إليه ويحملون اسمه ولقبه، وبناء على ذلك تتقرر الحقوق والواجبات داخل الأسرة من تربية وحضانة ونفقة وإرث، وغير ذلك من الأحكام الشرعية التي لولا البناء السليم للأسرة لما أمكن ترتيب هذه الحقوق. وأضاف: لم يحظ أي تشريع باهتمام واسع من الشريعة الإسلامية بمثل ما حظي به تشريع الأسرة، فقد تناولت الشريعة الغراء كل مراحل تكوين الأسرة،والمحافظة على بنيانها قويا متماسكا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©