هزاع أبوالريش (الرياض)
في بادرة رائدة من دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، خلال مشاركتها بالجناح الإماراتي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في دورته الـ32، المستمرة في العاصمة السعودية الرياض حتى السابع والعشرين من فبراير الحالي، استعان الجناح الإماراتي بالتكنولوجيا الحديثة لإحياء الموروث القديم، والغوص في أعماق البيئة المحلية لاستقطاب كافة الفئات التي تزور الجناح، ودمجها ضمن المشروع التثقيفي الذي يثري مداركهم، ويعرفهم بالمفهوم الحقيقي للتراث المحلي المعني بالبيئة الإماراتية. كما استخدمت دائرة الثقافة والسياحة، تكنولوجيا الواقع الافتراضي التي تأخذ الزائر إلى الإمارات، ناقلة الحياة المحلية لهم، كما هي دون أي إضافات، مما يجعل زائر الجناح يعيش اللحظة بالطبيعة الإماراتية متنقلاً ما بين بحارها، وهضابها، ورمالها، وجبالها، وشوارعها، راصداً كل ذلك الجمال عن كثب.
أماكن
الواقع الافتراضي (VR) هو عبارة عن مصطلح ينطبق على محاكاة الحاسوب للبيئات، التي يمكن محاكاتها مادياً في بعض الأماكن في العالم الحقيقي. حيث تقوم هذه التقنية بإدخال المستخدم داخل عالم افتراضي آخر عبر أداة تُلبس على الرأس أو نظارة معينة، وتقوم بعزله عن العالم الخارجي. وبالنسبة للأماكن التي سهل الجناح الإماراتي لزواره مشاهدتها والعيش بها بشكل مباشر، هي عدة مناطق ومعالم متنوعة، ومنها: جزيرة ياس، ومدينة العين، وصحراء الختم، وغيرها من الأماكن التي يقصدها السياح عادة، والتي تبرز جماليّتها، وروعة طبيعتها. وقدم جهاز الواقع الافتراضي لمستخدميه بالجناح، فرصة مشاهدة فيديو يعيش من خلاله تفاصيل يوم كامل تم تصويره من كاميرا 360، والتي تصور كافة الأبعاد، ولذلك حين يجلس الزائر ويرتدي النظارة ثم ينظر إلى الفيديو ويسمع الأصوات المسجلة من حوله ويعيش التجربة، يشعر بالدهشة والذهول لما يراه من عمق فلسفي، وطرح عميق بالفكرة للترويج للدولة، بهذا الشكل الدقيق والأنيق الذي يواكب التطوّر والتقدم، والرقي، والازدهار، وذكاء الدمج ما بين الماضي والحاضر في استخدام التكنولوجيا لإبراز وإظهار الماضي بصورة تستطيع إيصالها للجيل الجديد بحرفية واحترافية، كي تكون المسألة لديه سهل تقبلها، واستحواذها. ولاقت التجربة إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور، معبرين عن اهتمامهم بأن يروا تاريخ الإمارات ومناطقها السياحية من خلال هذه الشاشة، لأن تأخذهم إلى الإمارات، وخوض التجربة الحقيقية التي لا مثيل لها من دون تعب وعناء، وتذاكر طيران.
فنون شعبية سعودية
استهوت الفنون الشعبية التي تشتهر بها منطقة مكة المكرمة، زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة، بعروضها اليومية وفي طليعتها ألوان الينبعاوي، والخبيتي، والمجرور، والمزمار، والحدري، والبحري، والمجس، التي تقدمها الفرق الشعبية على المسرح الرئيسي للفعاليات بجناح المنطقة، والذي يتسع لأكثر من 600 زائر. وتعودت منطقة مكة المكرمة على إشراك الفرق الشعبية في كل دورة من دورات المهرجان لتقديم مثل هذه الألوان التي تدلل على غزارة الفنون الشعبية بالمنطقة، وتألقها في مختلف الفعاليات والمشاركات الوطنية، ويدلل ذلك كثافة الزوار على جناح مكة في الجنادرية، الذين يحرصون على المشاهدة والاستمتاع بأصوات الألوان الشعبية الشهيرة في محافظات مكة المكرمة.وعبر وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للشؤون التنموية المشرف العام على جناح المنطقة بالجنادرية، عبد الله بن أحمد آل طاوي عن بالغ سروره بمشاركة الجناح في كل دورة من دورات المهرجان والتعريف بمثل هذه الفنون الشعبية التي تلامس التراث الأصيل والتفاعل مع رغبات الجمهور الذي يثير حماس المنظمين للعمل على التميز والإبداع، مما يرسخ الاعتزاز بتراث مناطق ومحافظات المملكة، مؤكداً أن هذا التنوع في المشاركات يحظى بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة.
آلاف الزوار يتوافدون على جناح الدولة
يواصل جناح الإمارات استقبال الزوار في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، ويسعى القائمون على الجناح لتعريف زواره على الفنون التراثية العريقة والصناعات والحرف اليدوية التقليدية، وغيرها من تراث الدولة، ويجذب الجناح يومياً آلاف الزوار من هواة الصقور وعشاق الفنون الشعبية وراغبي اقتناء التحف والمشغولات اليدوية، من خلال المشاركات المتميزة للعارضين في الجناح.
وأكد زوار جناح الإمارات، أن برامج وأنشطة الجناح تميزت بالثراء والتنوع الثقافي الذي يعكس هويه دولة الإمارات، ما جعل الجناح حاضراً وبقوة، مشيدين بحسن الاستقبال والتنظيم وجهود مسؤولي الجناح.
المطبخ الإماراتي
حفل القسم النسائي في جناح الإمارات، ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، بالعديد من البرامج والفعاليات التي تقدم موروث الدولة للزوار والمهتمين.
وأوضحت المشرفة على قسم الحرف اليدوية في جناح الإمارات، صافية بنت درويش القبيسي أن الجناح أصبح وجهة رئيسية للعائلات السعودية في مهرجان الجنادرية، حيث يقدم العديد من الأصناف والمأكولات الشعبية القديمة التي اشتهرت بها دولة الإمارات منذ القدم، كما تشارك الحرفيات الإماراتيات بإبراز صناعتهن اليدوية مثل السرود المعروفة بـ«سفرة الطعام» والمكبة، والمرفاع، كما يستضيف القسم النسائي «بيت العروس الذي يمثل ملابس العروس وعطورها وحليها وجهازها من مفارش وسرر وغيرها التي كانت تستخدم في الماضي.
ولفتت القبيسي إلى أن مشاركة 6 حرفيات في جناح دولة الإمارات أسهم في تعريف الزائرات بالحرف اليدوية والمشغولات الفضية والأكلات الشعبية التي تقدم في المطبخ الإماراتي.
عدد اليوم
