الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تباطؤ مبيعات شركات تكنولوجيا أميركية في الصين

تباطؤ مبيعات شركات تكنولوجيا أميركية في الصين
6 ديسمبر 2013 21:15
تشهد كبريات شركات الكمبيوتر والبرمجيات الأميركية تقلصاً مفاجئاً لمبيعاتها إلى الصين، وقال بعض المحللين إن ذلك يرجع جزئياً إلى تزايد عدائية الحكومة الصينية تجاه الولايات المتحدة. وقالت شركة سيسكو سيستمز المتخصصة في تصنيع معدات شبكات الكمبيوتر مؤخراً إن الطلبيات الواردة من الصين في الفترة الربعية الماضية انخفضت بنسبة 18% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفائت، كما توقعت سيسكو تراجع عائداتها العالمية بنسبة تتراوح بين 8% و10% في الفترة الربعية الجارية ما يعود جزئياً إلى استمرار تقلص مبيعاتها في الصين. وكانت شركات انترناشيونال بيزنس ماشينز (آي بي إم) وهيوليت باكارد ومايكروسوفت في وقت سابق قد أعلنت عن تقلص مبيعاتها إلى الصين في آخر فتراتها الربعية المالية. وذكر تنفيذيون عدة أسباب وراء هذه الظاهرة، بما يشمل اقتصاد الصين المتباطئ وفترة التوقف المؤقت المتعلقة باجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وتوجه الشركات الصينية بقوة إلى استخدام منتجات مصنعة محلياً. غير أن تنفيذيي شركة سيسكو هم الأكثر صراحة حتى الآن، في الإشارة إلى أن العملاء الصينيين، خصوصاً أولئك المرتبطين بعلاقات مع الحكومة، ربما يقومون بتقليص المشتريات من معدات التكنولوجيا الأميركية، رداً على القيود الأميركية على الشركات الصينية والتسريبات التي كشفت عن قيام وكالة الأمن القومي الأميركية، بممارسة أعمال المراقبة على كيانات صينية. وحين سُئل الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو جون تشمبرز مؤخراً عما إن كانت الضجة حول مراقبة وكالة الأمن القومي تعيق أعمال الشركة في الصين، أقر تشمبرز بأن هناك تأثيراً سلبياً على نشاط الشركة في الصين، كما قال روب لويد رئيس قطاع التطوير والمبيعات في سيسكو إن توتر الحكومة الصينية يؤثر سلباً على معاملات العملاء. وتوصل بعض المحللين إلى النتيجة ذاتها، إذ قال مارك ماكنزي الخبير في مؤسسة افركور بارتنرز إن لتبعات تسريبات وكالة الأمن القومي الأميركية تأثيراً كبيراً على إنفاق التكنولوجيا، كذلك ذكر إد ماجواير أحد أعضاء مجلس إدارة بنك الاستثمار الآسيوي سي إل إس إيه أن تسريبات وكالة الأمن القومي يمكن أن تغير قواعد اللعبة لشركات التكنولوجيا الأميركية من خلال تزايد حصص الشركات الصينية السوقية. وتأتي أرقام المبيعات الواهنة وسط توترات تجارية متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين عملت تسريبات وكالة الأمن القومي على تفاقمها. وحذرت وسائط الإعلام الصينية الخاضعة للحكومة من استخدام معدات التكنولوجيا الأجنبية، وظهرت مقالة في صحيفة تشاينا ايكونوميك ويكلي الأسبوعية عنوانها «إنهم يراقبونك»، وذكرت ثماني شركات أميركية من ضمنها سيسكو وآي بي إم ومايكروسوفت أنها تشكل خطراً على شبكات الحوسبة في الصين. غير أن بعض شركات التكنولوجيا الأميركية لم تصرح بوجود أي مشاكل في الصين، وقال براد بروكس مدير تسويق شركة جونيبر نتووركس إحدى منافسات سيسكو في مقابلة عقدت مؤخراً إن الشركة لم تشهد أي تباطؤ في الصين، وقال جونيبر إن مبيعات الشركة في آخر فترة ربعية إلى آسيا المحيط الهادي، بما يشمل الصين، زادت مقارنة بالفترة الربعية السابقة، كما قالت شركة إي إم سي المتخصصة في تصنيع نظم التخزين مؤخراً إن الشركة تنمو على نحو جيد في الصين. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية كين جانج إن اتفاقيات الصين مع الدول الأخرى مرتكزة على الاحترام المتبادل ولكنه أضاف أنه على الحكومة الصينية واجب ومسؤولية حماية الأمن القومي، وقال ذاكراً تقارير الإعلام عن ممارسات تجميع المعلومات الأميركية: «نأمل أن تنتبه الولايات المتحدة ليس فقط إلى هواجس الصين بل إلى باقي العالم في هذا الشأن». تشكل الصين قرابة 10% من سوق التكنولوجيا العالمية وتشكل ما يتراوح بين 15% و20% من الطلب العالمي على الأجهزة، حسب مؤسسة سي إل إس إيه بنك الاستثمار الآسيوي، وقال البنك إن الشركات الصينية تتحكم في نحو 70% من السوق المحلية الصينية لمعدات الاتصالات، ولكن الشركات الغربية تشكل قرابة 70% من مبيعات خوادم الكمبيوتر. طالما روجت الصين لموردي التكنولوجيا الصينيين على حساب الأسماء التجارية الأجنبية، غير أن بعض المراقبين استشعروا توجهاً متصاعداً في هذا الشأن خلال الأشهر القليلة الماضية، وحذر مجلس الأعمال الأميركي الصيني في تقرير صدر في شهر أكتوبر الماضي من عزم الجهات المنظمة الصينية على انتهاج سياسات دعم الشركات المحلية وتعزيز أمن المعلومات على نحو من شأنه الإضرار بالموردين الأجانب. وأكدت مؤسسة جارتنر البحثية تلك المخاوف في تقرير صدر في شهر أكتوبر جاء فيه تراجع مبيعات خوادم الكمبيوتر المصنعة من قبل آي بي إم وإتش بي. وقال تشين باو يو المدير المالي لشركة انفنتك التي تصنع خوادم لشركات غربية تشمل إتش بي إن العملاء يتضررون من التوجه جدياً إلى موردين محليين. وقال بعض الموردين الصينيين إنهم يحصدون المكاسب، وقال لي يونجمنج مدير عام شركة سوجون انفور ميشن اندستري الصينية المتخصصة في تصنيع الخوادم: «التوجه في الصين هو أننا يجب أن نستخدم منتجاتنا التي نبرع فيها»، وأضاف: «هذا مع الالتزام بخطط الحكومة الصينية حيال صناعة التكنولوجيا». وقال ينجمنج إن سوجون فازت بعقود جديدة لمعدات الشبكات ولكنها لاقت صعوبة في البيع لمصارف حيث تهيمن آي بي إم على ذلك القطاع. هذا وتعد مساعي الولايات المتحدة وحلفائها إلى مراقبة شركة هواوي تكنولوجيز الصينية مصدر توتر آخر، ذلك أن هواوي تصنع معدات الشبكات والاتصالات وتنافس سيسكو في بعض المناطق. وكان تحقيق أجراه الكونجرس الأميركي العام الماضي قد خلص إلى أن هواوي وزد تي إي تشكلان مخاطر أمنية على الولايات المتحدة، نظراً لإمكان استخدام أجهزتهما في التجسس على الأميركيين، غير أن هواوي وزد تي إي أنكرتا مراراً تلك الادعاءات. وفي هذا العام ألزمت الحكومة الأميركية شركتي سوفتبنك وسبرنت كورب بإعطاء الحكومة صلاحية الاعتراض (الفيتو) على بعض مشتريات سبرنت من معدات الشبكات وموردي خدماتها، وتهدف هذه الاتفاقية الأمنية إلى فرض قيود على موردين صينيين مثل هواوي في دخولها على شبكات أميركية. عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©