الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الغفور» يستر العيوب ويتجاوز عن الذنوب

«الغفور» يستر العيوب ويتجاوز عن الذنوب
6 فبراير 2014 20:32
القاهرة (الاتحاد) - الغفور من أسماء الله الحسنى، فيه معنى المبالغة، أي أنه كثير الغفران، والأسماء التي ترجع لمعناه الغافر والغفار، وهذا الاسم يحمل عدة معان، منها عظم المغفرة، أو بليغ المغفرة، وعموم المغفرة وطلاقتها لله تعالى، وتأتي بمعنى التبشير وتعجيل السرور للمذنبين، وإثبات اتصاف الله تعالى بعموم مغفرته، وبمعنى الصفح والعفو وعدم المؤاخذة. ويقول العلماء: ورد اسمه سبحانه «الغفور» في القرآن الكريم إحدى وتسعين مرة، وتنوعت صورته، كما تنوع التركيب الذي ورد فيه بحسب السياق والمقام، ورد معرفا في إحدى عشرة آية والبقية من دون «أل» مما يفيد أن المقصود الأعلى من هذا الاسم عموم المغفرة وشمولها، ومن الآيات الدالة على ثبوت هذا الإسم الكريم قوله تعالى: «وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم»، «يونس:107»، وقوله تعالى: «قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم»، «يوسف: 98»، وقوله سبحانه: «نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم»، «الحجر: 49»، وقوله: «وربك الغفور ذو الرحمة» «الكهف: 58»، وقوله عز وجل: «قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم» «القصص:16». الغفور الرحيم وورد في السنة في دعاء علمه النبي لأبي بكر رضي الله: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذّنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم».وجاء اسم الله الغفور مفردا في موضعين في كتاب الله تبارك وتعالى، ويقترن غالبا باسم الله الرحيم، والغالب أن الله يقدم الغفور على الرحيم، وقد ورد في موضع واحد تقديم الرحيم على الغفور لمعنى أشار إليه ابن القيم في كتابه «بدائع الفوائد» وذلك في سورة سبأ، فقد جاء في اثنتين وسبعين مرة الاقتران بين الغفور والرحيم. صفة الرحمة ولا شك أن الملازمة شديدة بين هذين الاسمين، ولذلك كثر الاقتران بينهما، لأن الله عز وجل من رحمته أنه يغفر ذنوب المذنبين، فيتجاوز عنها ويستر أصحابها فلا يفتضحون، فالمغفرة أمر لازم للرحمة لأن المغفرة إنما تكون بسبب رحمة الله بخلقه وعباده، وفي موضع واحد قرن الله عز وجل بين اسمه الغفور وصفة الرحمة حيث قال: «وربك الغفور ذو الرحمة». وجاء اسم الله الغفور مقترنا باسمه الحليم ست مرات، ووجه هذا الاقتران لا يخفى إذ إن معنى الحليم أنه لا يعاجل بالعقوبة، فمع كثرة ذنوب المذنبين، فالله عز وجل يمهلهم عليهم يتوبون. واقترن اسم الله الغفور واسمه العفو، وذلك أن العفو هو الذي يمحو أثر الذنب، وجاء مقترنا باسم الله العزيز في موضعين، فقد صدرت المغفرة لهذه الذنوب عن عزة. جاء اسم الله الغفور مقترنا باسمه الشكور في ثلاثة مواضع، فالغفور هو الذي يقي العبد شؤم الذنب فلا يؤاخذه به، كما أنه يستره، أما الشكور فهو الذي يجازي عن الحسنات إحسانا، واقترن باسمه الودود مرة واحدة، والودود هو الذي يحب عباده المؤمنين، فالودود والغفور وجه الاقتران بينهما ما عبر عنه ابن القيم بقوله: وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم وبالغفور، فإن الرب تعالى يغفر لعبده إذا تاب عليه ويرحمه ويحبه. ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي، العفو الغفور الغفار الذي لم يزل بالعفو معروفا، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفا، كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابهما قال تعالى: «وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى».و«الغفور» في اللغة من صيغ المبالغة على وزن فعول، يعني كثير المغفرة، يغفر كل وأكبر ذنب، يدل على الكثرة والقوة، والكم والنوع، هو الذي يستر العيوب والذنوب، مهما بلغ الذنب من الكبر، ومهما تكرر من العبد وأراد الرجوع إلى الرب، فإن باب المغفرة مفتوح في كل وقت، ما لم تغرغر النفس. الاستغفار اسم الله «الغفور» يدل على دعوة العباد للاستغفار، غفور لمن أقبل وتاب، لمن رجع وأناب، لمن أصلح واستغفر، فالله سبحانه وتعالى عندما يستر عيوبنا الأخلاقية سواء منها الظاهرية أو الباطنية، فهو غفور يستر القبيح بعدم إطلاع الناس عليه، ويزيد في الستر، بأن يكسونا بالظاهر الجميل من الأفعال، فالغفور هو من يستر القبيح بالجميل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©