الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصداقة الإلكترونية.. أوهام ومخاطر

الصداقة الإلكترونية.. أوهام ومخاطر
18 ديسمبر 2015 13:13

أبوظبي (الاتحاد) كان ظهور الإنترنت هو بداية ظهور مفهوم الصداقة الإلكترونية التي باتت منتشرة في شتى المجتمعات وتعددت أشكالها من منتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعت هذه التكنولوجيا أن تخلق عالماً من التواصل الإنساني، حيث تضم حسابات الكثير من النساء أصدقاء وصديقات افتراضيين قد يكون المئات منهم معرضين لمضايقات الأمر الذي يسبب لهم أضرارا نفسية كما يشير له الكثير من علماء النفس والاجتماع. يؤكد الكثير من الخبراء النفسيين أن الأشخاص في الواقع يعرفون الذين يتعاملون معهم، وما الكلام الذي يصح قوله أمامهم، في إطار الحدود الاجتماعية، لكن «العالم الافتراضي» يلغي هذه الحدود خاصة عندما يشارك المستخدم كافة المعلومات الخاصة به مع الجميع، ونتيجة لذلك، يفقد الشخص الذي لديه مئات الأصدقاء على فيسبوك خصوصيته، ويعرض نفسه لأضرار نفسية تطال سمعته، ويصبح ضحية لسوء استخدام البيانات من قبل الآخرين، والسؤال الذي يطرح نفسه لدى لكثير من النساء، هل أصبحت شاشات الكمبيوتر وسيلة فعالة للتواصل والمحبة، وهل ممكن أن تكون الصداقة علاقة نقية ورائعة عبر الإنترنت؟ الثقة أقل باتت الصداقات الإلكترونية الافتراضية بمختلف أنواعها منتشرة بشكل خيالي وواسع، لكن ما لم نتوقعه هو انتشارها بمجتمع السيدات المتزوجات أيضاً، والتعرف على صديقة جديدة أمر رائع بالنسبة لربة البيت أسماء «أم لخمسة أبناء» والتي تحرص حسب قولها على عدم إخبار صديقاتها بأسرارها وأسرار عائلتها ولا أي شيء يخص عنوانها وحياتها اليومية، وتضيف: «إذا انزعجت صديقتي من تصرفاتي فلا أبالي حتى ولو كانت العلاقة بيننا عمرها سنين عبر هذه المواقع». في المقابل رغم كثرة الصداقات على حسابها الإلكتروني في الفيس بوك وتواصلها اليومي مع العديد من الصديقات، تقول مريم «متزوجة، 33عاماً»: لدي الكثير من الصداقات مع نساء عبر الفيس بوك، لكن الثقة بيننا تكاد تكون أقل لأنني لم أر من تحدثني إلا عبر العالم الافتراضي ولابد أن أكون أكثر حذراً وحرصاً في ما أقول، فأنا لا أثق ببعض الضمائر الضعيفة وأتحفظ كثيراً حول مفهوم الصداقة الإلكترونية لأنني أراها مجرد ثرثرة في وقت فراغ بلا فائدة. خطوط حمراء علياء تؤيد هذا النوع من الصداقات شرط توافر حدود وخطوط حمراء، وتضيف: «إذا كان الشخص صادقاً فإن الثقة تولد تلقائياً، وبالنسبة للأسماء المستعارة فإن أصحابها يفرضون احترامهم من خلال الأسلوب السليم، فالصداقة الإلكترونية شيء جميل ولكن يجب أن تكون متبوعة بحذر لأنها ممكن أن تكون ناجحة أو فاشلة، والحمد لله يشرفني أن أقول إني كونت لي صداقات كثيرة بفضل التواصل الإلكتروني في العالم الافتراضي، وبالنسبة لي تعرفت على سيدة متزوجة من دولة خليجية عن طريق الفيس بوك وتواصلت معها وزرتها واستقبلتني ورحبت بي وأصبحت علاقتنا قوية جداً». وتلفت هدى «موظفة حكومية» إلى أن الإنترنت بحر واسع يحوي الخبيث والطيب، لذا يجب على الشخص ألا يثق بالجميع، لأنه يجهل من يتحدث معه من خلف الشاشة وعليه أن يحافظ على خصوصياته. الوفاء والإخلاص «تظل الصداقة الإلكترونية لدى البعض مغلفة بالخداع والوهم والأكاذيب»، هذا ما تؤكده نضال الجابري استشارية أسرية، التي ترى أنه لابد من الحيطة والحذر من هذه العلاقات في العالم الافتراضي، حيث تظل هشة تنقصها الكثير من قيم الوفاء والإخلاص، فالصداقة الحقيقية الواقعية يمكن أن تري من خلالها الصديقة صديقتها ويتزاورا معاً وتعرف كل منهما على الأقل أين تسكن، ويربط بينهما العيش والملح، بينما الصداقة الإلكترونية تخلو من كل هذه المعاني، وعلى المرأة ألا تثق بمثل هذه الصداقات التي تهدم بيوتاً وتكون سبباً كبيراً للكثير من الخلافات الزوجية وغالباً ما تنتهي الأسرة في أروقة المحاكم بسبب تلك الصداقة الافتراضية. ورغم ما تحمله تلك الصداقات الافتراضية من مخاطر نرى البعض من النساء يستمتعن ويتواصلن بهذه الصداقات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©