الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد يسارع الخطى على طريق الدمج.. ويهضم أساليب التأهيل

خالد يسارع الخطى على طريق الدمج.. ويهضم أساليب التأهيل
6 فبراير 2014 20:34
أحمد السعداوي (أبوظبي) - يعتبر دمج الطالب خالد محمد الخوري واحدة من التجارب الناجحة لدمج الأطفال ذوي اضطراب التوحد في العملية التعليمية، باعتبارها من أفضل أساليب الدعم والتأهيل التي يتلقاها هؤلاء الأطفال خلال مراحل العلاج التي يخضعون لها، حيث يحقق لهم الدمج مع زملائهم داخل المدارس العادية، العديد من الفوائد التربوية والسلوكية، التي تساعدهم في النهاية على التعبير عن ذاتهم بشكل أكثر وضوحاً، فضلاً عن تنمية قدراتهم وطاقاتهم. تتحدث والدته، عن هذه التجربة الناجحة التي جعلت من خالد الآن نموذجاً ومثلاً للعناية التي يلقاها طفل التوحد داخل أسرته والمجتمع، ما جعله طالباً متميزاً ينال دروسه التعليمية ويتقدم فيها شأنه كباقي زملائه في المدرسة. قراءات خاصة تقول الأم: إن عملية دمج خالد محمد الخوري 14 سنة الطالب الآن بالصف السادس في مدرسة عبدالجليل الفهيم، بدأت منذ كان عمره 8 سنوات، حيث التحق بالحلقة الدراسية الأولى في مركز أبوظبي للتوحد التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، منذ 6 سنوات، واستمر هناك طوال 3 سنوات ودرس الروضة، التمهيدي، والصف الأول إلى أن بدأ دمجه في مدرسة جابر بن حيان للمرحلة الابتدائية، ودرس هناك بالصف الثاني، والثالث والرابع والخامس، والتحق بمدرسة عبدالجليل الفهيم في الحلقة الثانية. وتذكر الأم أن قراءاتها الخاصة ومعلوماتها العامة ساعدتها على اكتشاف حالة ابنها مبكراً، وبالتالي البدء المبكر في عمليات التأهيل والتدريب، ما ساعد على حدوث تطورات إيجابية لافتة في حالة خالد، وتقول: أنا متخصصة في الإذاعة والتلفزيون، لكن لي ميول في علم النفس وكنت أتابع محاضرات علم النفس في جامعة الإمارات وحين بلغ خالد، ثلاث سنوات أدركت أن لديه أعراض التوحد فقمت بمراجعة الأطباء، إلى أن أكد أحدهم أنه مصاب بالتوحد. لم تكن هناك مراكز كثيرة خاصة بالتوحد آنذاك، على حد قول أم خالد فألحقته بإحدى الحضانات من أجل تسهيل الدمج، والتواصل مع الحياة والمحيطين به، وهذه المرحلة بذلت فيها مجهوداً كبيراً، حيث لم تسع إلى أي وظيفة وتفرغت تماماً للتعامل معه وتهيئته لعملية الدمج، وأكثر مشكلة واجهتها، تدريبه على العناية بالذات، حيث استغرقت هذه العملية سنوات عدة، حيث نجح في الذهاب إلى دورة المياه بمفرده بعد نحو تسعة أشهر من التدريب، وكذلك اعتمد على نفسه في تناول الطعام بعد زمن طويل من التدريب. نصيحة أم إلى ذلك تنصح أم خالد أولياء الأمور أن يكونوا على قدر من الإلمام بهذا الاضطراب، الذي ربما لا تكون أعراضه غير معروفة ولا مفهومة لدى الكثيرين، ما يؤدي إلى صعوبة تأهيل ودمج حالة الطفل المتوحد فيما بعد. وتدعو الأم إذا اكتشفت الحالة ألا تنكر ذلك مثل ما تفعل بعض الأمهات اللاتي لا يقدرن أهمية التدخل المبكر لدى مصابي اضطراب التوحد، وإنما عليها بدء العلاج فوراً، وتستشهد أم خالد على ذلك، بأن إحدى صديقاتها أنكرت وجود المرض لدى ابنها، ما أدى إلى تفاقم الحالة، وظهور سلوكيات غير مرغوبة لديه، وهو الآن يحتاج إلى مجهود مضاعف لإنجاح عملية الدمج. من ناحيتها قالت عفاف محمود عبدالله، مشرف الدمج بمركز أبوظبي التوحد التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية إن خطة دمج الطالب تمثلت أولاً في تهيئته أولاً عبر عملية دمج اجتماعي اكتسب منها مهارات اجتماعية مختلفة، وممارسة أنشطة رياضية مع زملائه، إقامة حوارات معهم، دخول في مسابقات للأنشطة مع زملائه بين المدارس المختلفة. أما خالد السعيد مساعد مدير المدرسة ورئيس لجنة الدعم التربوي بمدرسة عبد الجليل الفهيم في أبوظبي، فقال: إن المدرسة بها حوالي 20 حالة منها ضعف سمعي، صعوبات تعلّم، توحد، وبعد وضع الخطة وتعاون أولياء الأمور نبدأ عملنا، حيث لا نجد صعوبات تذكر في عملنا، ونقوم بتحديد النواقص والمهارات التي نحتاج دعمها لدى الطلاب، مثل ضعف القراءة بالتركيز مع معلم اللغة العربية، التلفظ بالتعاون مع أخصائي تخاطب، ثم البدء عملياً في دمج الطالب تربوياً. عامل أساسي ويوضح السعيد أن الأم عليها العامل الأساسي، في إنجاح عملية دمج الأطفال المصابين باضطراب التوحد، ويصل أهمية دورها إلى حوالي 98% من نجاح الدمج، واستدل السعيد على ذلك، بأمل جلال صبري التي أصبحت من أكبر المتخصصين في تأهيل المتوحدين، نتيجة الخبرة التي اكتسبتها بالتعامل مع ابنها المصاب بالتوحد، والذي نجح عبر عمليات الدمج في الحصول على شهادة المرحلة الثانوية العامة هذا العام من أحد مدارس أبوظبي. رحلة الأم استفادت من ميولها إلى علم النفس ومتابعة محاضراته بجامعة الإمارات، في الكشف المبكر عن إصابة ابنها بالتوحد. أصرت على تأهيل ابنها بطرق علمية حتى جعلت من خالد طالباً يسلك دربه نحو التفوق الدراسي. لم تسع إلى أي وظيفة وتفرغت تماماً للتعامل معه وتهيئته لعملية الدمج. تتمنى أم خالد وجود أندية صيفية تعمل خلال فترة العطلة الصيفية كي يمارس فيها الطلاب مختلف الأنشطة فلا تنقطع عملية التعليم والدمج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©