الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سوالف

15 مايو 2007 23:44
من يملك الشجاعة؟.. سألت أحد العاملين في قطاع المراحل السنية عن السبب العام في ندرة المواهب واللاعبين الجدد الذين نشاهدهم في الدوري، في أفضل الأحوال عددهم يمكن حصره على أصابع اليدين ونراهم متمركزين في ناد أوثنين· أجاب بلا تردد: المواهب موجودة بكثرة لكن المسألة تحتاج إلى من يمنحهم الفرصة على مستوى الفريق الأول، هناك الكثير من المدربين الذين يخافون من المغامرة وإشراك اللاعبين الشباب، ولعل الأسباب معروفة لدى الجميع· وهذه بالتأكيد حقيقة·· معظم مدربي الدرجة الأولى تحت ضغط النتائج ومطالبتهم الدائمة بتحقيق الفوز أصبحوا يفضلون الابتعاد عن المغامرة في منح الفرصة اللاعبين الجدد القادمين من المراحل السنية· عوضاً عن ذلك تفكيرهم يتماشى مع التفكير العام السائد في الأندية والذي يركز في مجمله على تحقيق المكاسب بعيداً عن عملية البناء والتأسيس التي تحتاج في العادة إلى وقت وصبر، لكن من لديه الصبر على العمل بسياسة النفس الطويل· الأندية إذا صبرت فإن الجماهير لن تصبر، ومع تكرار الخسائر والنتائج ستقام الدنيا ولن تقعد، وستسمع المطالبين بإقالة المدرب وتغيير اللاعبين الأجانب ومحاصرة الإداريين عند مداخل النادي ومخارجه ومطالبتهم بالرحيل بعد أن دمروا النادي، وكل الأسطوانة التي نسمعها منذ سنين في مثل هذه الحالات· المواهب موجودة في الأندية، لكن تحتاج إلى فرصة، شاهدنا هذه الفرصة تحصل في الوحدة ومعها شاهدنا نخبة من اللاعبين الذي يبشر مستقبلهم بكل خير، وشاهدنا هذه الفرصة تحصل في الأهلي مع أحمد خليل· أي لاعب ناشئ يحتاج في البداية إلى من يؤمن بقدراته ويدفعه ويمنحه الفرصة ومنذ فترة، والآن ميشيل يشرك أحمد خليل على دفعات، وقد جاءت مباراة الوحدة ليقدم هذا النجم الواعد أوراق اعتماده بتسجيله هدفاً لا تمل من مشاهدته مهما أعيد· إذاً المسألة تحتاج إلى شجاعة·· لا نريد إداريين ومدربين في شجاعة أرسين فينجر الذي لم يتردد في خوض نهائي أحد كؤوس انجلترا بإفراد الصف الثاني، فيما أبقى على كبار النجوم خارج الملعب، مبرراً ذلك بالقول: إن هذه المجموعة هي التي أوصلت الفريق إلى النهائي، وهي بالتالي التي تستحق أن تجنبي تعبها· نعرف أن مثل هذا التصرف عندنا يمثل انتحاراً فنياً وكارثة، أي مدرب يتصرف عندنا بنفس طريقة أرسين فنجر دون شك سيوصف بالجنون رسمياً! لا نريد مثل هذه الشجاعة المطلقة، ولكن نريد إداريين ومدربين لديهم القدرة على تحمل الضغوط من أجل فعل ما هو صواب ويخدم المستقبل أكثر من عملية البحث عن حالات انتصار وقتية سرعان ما يطويها الزمن!·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©