الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لدي 6 أبناء آخرون فداء للإمارات

لدي 6 أبناء آخرون فداء للإمارات
19 ديسمبر 2014 03:37
محمد صلاح (الاتحاد) يتكئ علي سيف الحمودي والد الشهيد عبد الله الحمودي على أريكة مجلسه وحوله يتجمع ابناؤه وأحفاده بصمت، تكاد لا تسمع الا نحيب مهموس يتسلل من ألم المصاب، وفي الجمع يمرح ابن الشهيد مداعبا عمومته، بينما تنسال الدمعة على خد الجد، وقد فارق ابنه، فيشد وشاحه باكياً ولده الشهيد، ويردد على مسامع المعزين: لدي 6 أبناء آخرون مستعد لتقديمهم فداء للوطن، وأنا راض بقضاء الله وقدره وأن مصابي الجلل هو مصاب أهل الإمارات جميعاً، الذين التفوا اليوم حولي قيادة وشعباً لتقديم التعزية والمواساة منذ سماع الخبر. علي سيف الحمودي، الإماراتي العسكري المتقاعد الذي خبر الفنون العسكرية، وتتلمذ فيها على حب الوطن، يقول: غرست في أبنائي حب العسكرية والوطن منذ نعومة أظافرهم»، فذاك نهج الآباء حرصاء على الوطن وفلذات أكبادهم، يذوقون المر في سبيل تأمين الحياة المعيشية الأفضل للابناء، ودفاعا عن الوطن، ويؤكد أن وقوف الجميع اليوم بجواره في هذا الظرف خفف من آلام الأسرة التي فجعت بخبر استشهاد الملازم طيار عبد الله أثناء التمرين المشترك بين قواتنا المسلحة والقوات المسلحة المصرية في مصر. ويروي الأب تفاصيل حياة الشهيد، الذي كان على تواصل يومي معه أثناء الفترة التدريبية، للاطمئنان عليه وعلى أحواله وكذلك لطمأنته على ابنه الوحيد وزوجته اللذين يعيشان معه في البيت، يقول الاب، ويضيف: «ابني محبوب من جميع أهالي المنطقة ويحرص بشكل متكرر على زيارة أقاربه في الإجازات، ودائما يوصي باقي إخوته ببر الوالدين ويطمئن على والدته باستمرار». عائلة الشهيد الحمودي في الطويين التابعة لإمارة الفجيرة تربوا جميعا في كنف أب وأم يروا أن الوطن اثمن شيء في حياتهم، في ظل قيادة رشيدة لم تبخل على مواطنيها بشيء واليوم قد حان دور أبنائهم في رد الجميل، يتابع والد الشهيد: «لدي عشرة من الأبناء والبنات أكبرهم حمد بالقوات المسلحة، ثم الشهيد عبد الله، وسيف وسالم ويوسف وسعيد وحمدان إلى جانب ثلاث بنات، وقد تزوج عبدالله منذ سنتين وأنجب ابنه علي الذي كان متعلقاً به ويتوق دائما لرؤيته». وايضا شهيد الوطن له من الذكر الطيب في كل مكان حل فيه، بين الأصدقاء والجيران والأقارب، عرفوه اخوته بابوهم الثاني، وخبره اصدقاؤه بأخلاقه الحميدة، وشهد له الجيران بالجار الكريم، إذ يؤكد الشقيق الأصغر للشهيد الذي يعمل بالشرطة، أنه كان على تواصل دائم مع شقيقه للاطمئنان عليه، وأن التفاف القيادة وأبناء المنطقة حول الأسرة ساهم في تخفيف هذا المصاب الجلل محتسباً شقيقه شهيداً فداء لهذا الوطن الذي يستحق منا جميعاً أن نقدم أرواحنا فداء له. وأضاف سالم 13 عاماً (أحد أشقاء الشهيد): لقاؤنا الأخير كان قبل عشرة أيام وكان حريصاً على توجيه النصح والإرشاد لي، حيث كان أخي طيباً ويمتاز بالخلق العالي ودائم النصيحة لنا، فقد كنا نعتبره معلماً واباً إلى جانب كونه شقيقاً لنا. الشهيد الحمودي الشهيد عبد الله الحمودي من مواليد 1989 والتحق بالقوات المسلحة منذ نحو 8 سنوات وتخرج من الكلية الجوية في العام 2010 ليبدأ رحلته كملازم أول طيار خادماً للوطن، وجندياً وفياً تحت سمائها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©