محسن البوشي (العين)- بدأت مستشفى توام تطبيق ضوابط ومعايير جديدة لعلاج حالات السمنة، تتضمن إخضاع الحالة لبرنامج غذائي ودوائي لإنقاص الوزن بإشراف أخصائي التغذية لمدة لا تقل عن 6 أشهر، على أن يتم إخضاع الحالات التي لا تتجاوب مع البرنامج العلاجي للجراحة.
وأوضحت الدكتورة طيف السراج، رئيسة الخدمات الطبية المساندة بالمستشفى، أنها بدأت في تطبيق هذه الإجراءات الجديدة في ضوء قرار صدر عن هيئة صحة في أبوظبي مؤخراً بهذا الشأن بهدف حصر وتحديد الحالات التي تستوجب التدخل الجراحي لإنقاص الوزن والفصل بينها وبين الحالات الأخرى التي يمكن علاجها دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.
وتصنف حالات السمنة وفق 3 مستويات مختلفة استناداً لقياسات كتلة الجسم يشمل المستوى الأول الحالات التي تتراوح كتلة الجسم لدى الأشخاص البدناء بين 30- 34 ويشمل المستوى الثاني الحالات التي تتراوح فيها كتلة الجسم بين 35- 39، فيما يشمل المستوى الثالث الحالات التي تزيد فيها كتلة الجسم 40 وحدة فما فوق.
وتوجد في مستشفى توام 4 عيادات لعلاج حالات السمنة الأولى تعالج حالات السمنة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة والثانية تعالج حالات السمنة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 16، وتعالج العيادة الثالثة حالات السمنة التي يعاني أصحابها من أمراض أخرى كالسكري، فيما تختص العيادة الرابعة بعلاج ورعاية حالات السمنة التي تستدعي التدخل الجراحي قبل وبعد العملية.
وتخضع حالات السمنة المرضية في مستشفى توام لبرنامج لإنقاص الوزن بنسبة 5% قبل إجراء العملية وإلى برنامج آخر توعوي إرشادي لتبصيره وتوعيته ببعض المرتكزات الأساسية التي يستوجب مراعاتها قبل إجراء العملية الجراحية لتوفير ضمانات نجاح الجراحة من أهمها التوقف تماماً عن التدخين إذا كان صاحب الحالة مدخناً.
كما يخضع المريض بعد العملية لبرنامج رعاية بإشراف أخصائي التغذية مدته سنة يتوقف على طبيعة ونوع الجراحة التي أجريت له، وتتوزع جراحات علاج السمنة بين عملية ربط المعدة ويهدف إلى إنقاص وزن الشخص البدين بنسبة 29%، عملية التدبيس وتهدف إلى إنقاص الوزن بنسبة 33% بالإضافة إلى عملية تغيير مجرى المعدة وتهدف إلى إنقاص الوزن بنسبة 48%.
وأكدت السراج أهمية تهيئة الأشخاص الذين يخضعون لجراحات السمنة للتعايش مع المعطيات الجديدة التي تفرضها العملية والتي تستوجب تغيير الأنماط والعادات الغذائية للشخص كلية والالتزام بأنماط وضوابط جديدة بصرامة ودقة تحاشيا للمضاعفات الصحية غير المرغوب فيها.
وتستوجب المعطيات الجديدة التزام المريض ببرنامج غذائي يتضمن تناول مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمكملات الغذائية لتعويض تداعيات نقص التغذية.
وأشارت السراج إلى أن مستشفى توام يعتمد ومنذ فترة غير قصيرة ضوابط وآليات محددة للتعامل مع حالات السمنة تتضمن تحويل الحالة في البداية إلى أخصائي التغذية، طبيب الغدد الصماء، أخصائي الطب النفسي والأخصائي الاجتماعي لدراسة الحالة وتشخيصها بدقة والوقوف على أسباب السمنة.
وتتراوح أسباب حالات السمنة بمستوياتها المختلفة بين أسباب وراثية وأخرى تتعلق بعوامل نفسية واجتماعية وأسباب ذات صلة وثيقة ومباشرة بالأنماط والعادات الغذائية المتبعة في مجتمع الإمارات حالياً والتي طرأ عليها تغييرات جوهرية ما أسهم في زيادة معدلات الإصابة بالسمنة.
وأكدت السراج ضرورة الالتزام بمعايير الجودة والسلامة في حالة التدخل الطبي لعلاج حالات السمنة وهو ما اكد عليه قرار هيئة صحة الاخير وفقا للاسس العلمية الحديثة بحيث يكون التدخل متدرجاً من خلال إخضاع الحالة أولاً لبرنامج غذائي يهدف الى تغيير الانماط الحياتية والسلوكية وإن لم يجد ذلك نفعاً تدخل الحالة لمرحلة العلاج الدوائي فإن لم تجد نفعاً يتم التدخل الجراحي بعد ذلك.
تجاوزات المراكز الطبية الخاصة والمضاعفات
أشارت الدكتورة طيف السراج، رئيسة الخدمات الطبية المساندة في مستشفى توام، إلى أهمية القرار بشأن هذه الضوابط لمواجهة بعض التجاوزات التي ترتبت على عدم التزام بعض المراكز والعيادات الصحية الخاصة التي تعالج حالات السمنة بالضوابط والمعايير الواجب مراعاتها عند التعامل مع هذه الحالات، حيث تباشر هذه العيادات والمراكز غالبا في اجراء عمليات جراحية لعلاج حالات السمنة، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
عدد اليوم
