الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السياح يسجلون حضوراً لافتاً في مهرجان الشيخ زايد التراثي

السياح يسجلون حضوراً لافتاً في مهرجان الشيخ زايد التراثي
7 ديسمبر 2013 00:39
أحمد السعداوي (أبوظبي)- شهد مهرجان الشيخ زايد التراثي في نسخته الرابعة، حضوراً لافتاً للعديد من أبناء الجنسيات المختلفة، الذين حرصوا على مشاركة أهل الإمارات فرحتهم بالكرنفال التراثي الكبير الذي تشهده منطقة الوثبة. البيت الكبير وبين مجموعة تطالع المشغولات التراثية، وأخرى تستمتع بعروض الخيالة والهجن، وثالثة تتابع مسابقة جمال السلوقي، ورابعة تتذوق حليب الإبل ربما للمرة الأولى في حياتها، تعددت مشاهد فرحة الزوار الأجانب بالمفردات التراثية الإماراتية، التي زينت أرجاء المهرجان، وجعلت منه واحة للفن والجمال، يقصدها الباحث عن عراقة لا يزال الشعب الإماراتي متمسكاً بها، مفتخراً بكل ما رسخته في نفوس أبنائه من قيم وعادات وأفكار أصيلة، جعلت من الإمارات بيتاً كبيراً يضم بين جنباته أفراداً من بقاع العالم حاملين رسائل الحب والتقدير لكل ما ينبت من الأرض الإماراتية. وقالت إيفا كلوش، من السويد، وتعمل موظفة بإحدى المؤسسات في أبوظبي، إن ما دفعها لزيارة مهرجان الشيخ زايد التراثي، انبهارها بالتجربة الإماراتية وكيف استطاع الإماراتيون التوفيق بين ماض مترسخ في جذورهم، وحاضر قوي تعكسه نهضة قوية تبدو ملامحها في كل أشكال الحياة داخل المجتمع الإماراتي، وشهدت به كل دول العالم. وأشارت إلى أنه من واقع رؤيتها للكثير من الفعاليات والاحتفالات في دول العالم، فإن مهرجان زايد يأخذ سمة تراثية خالصة، يمكن من خلالها رؤية كل ما يتعلق بالبيئة الإماراتية في أجمل مظاهرها. ووصفت المهرجان، بأنه ممتع للجميع صغاراً وكباراً، بما احتواه من أشكال مختلفة للفنون، موضحة أن هناك عروضاً للموسيقا الشعبية، والأهازيج التي لا تعرف معناها، ولكنها تشعر بجمال أداء أبناء الإمارات الذين قدموها وفرحتهم بأنهم يطرحون فنونهم الخاصة، وقدرتهم على إبهار الآخرين بها، فضلاً عن كرم الضيافة الإماراتي وتقديم الأطعمة والمشروبات المحلية مجاناً للزائرين. وقالت إن أجمل ما لفت نظرها حين زارت المهرجان ليلاً، الأزياء البيضاء لأبناء الإمارات، التي زادتهم بهاءً، وجعلت المهرجان يظهر وكأنه كرنفال أزياء تراثي، مؤكدة أن العودة إلى الجذور تمنح الراحة والهدوء لكل من يزور هذه البقعة الجميلة من الأرض. وأوضحت أن الفارق بين الفعاليات والمهرجانات المقامة في بلدها، وتلك التي شاهدتها في الإمارات، أن الأولى ليست فيها أي ملامح للحضارة والعراقة التي تعكسها المشاهد المختلفة في المهرجان، وهذا الجمال الموجود في كل مكان، جعلها تشعر بالبهجة، ما يشجعها على حضور الفعاليات التراثية الآن ومستقبلاً. أخفاف الإبل كريستين دبارا، جاءت من العاصمة البريطانية لندن، وقالت إنها تعمل مؤرخة وتهتم بكل ما يتعلق بالتاريخ وتراث المنطقة العربية خصوصاً، موضحة أنها حرصت خلال زيارة المهرجان على التقاط مجموعة صور كبيرة لأخفاف الإبل، باعتبارها تتميز بخصائص خاصة، ساعدت الإبل على العيش في مختلف البيئات التي مرت بها البشرية عبر عشرات الآلاف من السنين. وأشارت إلى أنها استمتعت بشرب حليب النوق الطازج، وتعرف قيمته الغذائية العالية، ومن الصعب أن تجد حليباً بهذه الجودة في بلدها، وتعتبرها تجربة فريدة وممتعة، وينبغي لكل من يزور المنطقة العربية أن يتعرف على هذا الموروث الجميل. كسينيا من أوكرانيا، وتعمل مخرجة أفلام وثائقية، حضرت إلى المهرجان، مدفوعة بحب التراث الإماراتي الذي سمعت عنه وقرأت عنه الكثير، وتمنت لو عاصرت كل هذه المفردات التراثية بنفسها، وهو ما حدث معها هنا حيث جلست إلى بعض الأمهات الإماراتيات ممن يقمن بشغل أعمال تراثية مختلفة من الخوص وغيره من منتجات النخيل، وصورت مجموعة مشاهد باهرة، تمثل لها مادة مهمة لعمل فيلم وثائقي قوي عن التراث الإماراتي وحرص الإماراتيين على التمسك به رغم الحداثة والتقدم الذي حققته الإمارات في كافة المجالات. ونوهت كسينيا، بأن محتويات المهرجان، تجتذب قطاعات واسعة من الأوروبيين وغيرهم من أبناء الجنسيات المختلفة، غير أنه يحتاج مزيداً من تسليط الضوء عليه تجاه الأجانب حتى يعرفوا عنه أكثر، ويرتبوا لزيارته والاستمتاع بفعالياته، وأن تكون هناك حملات إعلامية أكثر في الصحف ووسائل الإعلام غير الناطقة بالعربية، لتشجيعهم على زيارة حدث مهم ويضم فعاليات كثيرة مثل مهرجان زايد التراثي. وأشارت إلى أنها مقيمة في الإمارات منذ أشهر عدة، أحبت خلالها الأطعمة الإماراتية مثل اللقيمات، وسبق لها أن زارت مهرجان الظفرة بالمنطقة الغربية، واشترت بعض البخور والعطور العربية ذات الرائحة المميزة التي لم تجد مثيلا لها سوى عندما زارت الإمارات. الزي النسائي وقالت شقيقتها بولينا، التي حضرت إلى الإمارات الأسبوع الماضي، إن أكثر ما أبهرها في التراث الإماراتي الزي النسائي خصوصاً أغطية الرأس، التي تحفظ الرأس من الشمس والأتربة، كما أنها تمثل جزءاً من أناقة المرأة التي ترتديها. وبينت أن الاحتفالات في مهرجان الشيخ زايد التراثي جميلة وتأخذ طابعاً مختلفاً عن بلدها، نظرا لاختلاف البيئات والموروث الحضاري لكلا الشعبين، غير أن كلاً منهما يحمل خصائص تميزه، تجعل من رؤية الإرث الحضاري لأي شعب على هيئة مجسمات وأشكال جميلة، شيئاً بديعاً ويبعث على السعادة. وأوضحت أن الاحتفالات والمهرجانات الشعبية في أوكرانيا، لا تأخذ نمطاً محلياً خالصاً، كما هو الحال في مهرجان الشيخ زايد التراثي، بل يتم مزج الماضي بالحاضر والموسيقا القديمة بالحديثة، بعكس الحال في الإمارات التي تقدم فعاليات تراثية خالصة، مايجعلها تدرك المعنى الحقيقي لموروث الأجداد وتعطيه القدر الكافي من الاهتمام الذي يستحقه. عرضة الخيل بناء على دعوة من أحد الأصدقاء الإماراتيين، جئت ضيفاً إلى المهرجان، هكذا بدأ مدرب الخيول الإنجليزي، أنتوني مانويل، حديثه إلى “الاتحاد”، مشيداً بفكرة إقامة مهرجان للموروث الشعبي الإماراتي بهذا الحجم من الضخامة، البادية من اتساع المساحة الجغرافية المقام عليها المهرجان، والفعاليات المتنوعة المنتشرة في كل مكان وترضي كل الأذواق، فهناك معارض للرسومات الفنية، وأخرى للصور الفوتوغرافية، وثالثة للمنتوجات اليدوية الإماراتية، التي أبهرته لدقة صنعها والخامات الطبيعية المستخدمة في صناعاتها. وأشار إلى أن أكثر ما أعجبه في المهرجان، عرضة الخيل التي قدمت على المسرح الرئيسي في ساحة الاحتفالات، والتي عكست قوة أداء راكبي الخيل أبناء الإمارات، بشكل لم ير له مثيلاً في أي من الفعاليات الخاصة بالخيل ومسابقاتها في أي من دول العالم الكثيرة التي زارها لمتابعة سباقات الخيل بحكم طبيعة عمله. ولفت إلى أن هذا الأداء الراقي لأبناء الإمارات وهم يعتلون ظهور الجياد، يبين إلى أي مدى ارتبط الإنسان في هذا البلد بالخيل التي يعرف العالم كله أن العرب هم أمهر من استخدموها على مر التاريخ. مشاهد التراث وعن باقي مناشط المهرجان، أشاد مانويل، بكثرة المشاهد التراثية “ما يجعلنا ندرك القدر الكبير من النجاح الذي حققه الإماراتيون في بناء دولتهم، وإنجاز نقلة حضارية من حياة بدوية خالية من أشكال الحضارة الحديثة، إلى بلد راق ومتقدم في مجالات متعددة، عبر سنوات قلائل”. وثمن فكرة إقامة المهرجان بالتوازي مع احتفالات اليوم الوطني، التي انتشرت في أنحاء الدولة، وهو ما أعطى المهرجان مذاقاً خاصاً وساهم في إعطائه درجات أعلى من النجاح. تراث غني كريستين دبارا، التي جاءت من مدينة لندن بإنجلترا، وتعمل متخصصة في تاريخ وتراث المنطقة العربية، أشادت باهتمام أبناء الإمارات بتراثهم الغني، وسعيهم إلى الاحتفاء به وإبرازه للآخرين، بشكل جذاب، عبر فعاليات كثيرة ومتنوعة أقيمت في المهرجان وتوفير كل سبل الراحة للزائرين القادمين إليه سواء من داخل الإمارات أو خارجها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©