الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«زايد التراثي».. نافذة المرأة المنتجة على السوق

«زايد التراثي».. نافذة المرأة المنتجة على السوق
7 ديسمبر 2013 00:40
محمد الأمين (أبوظبي) - تشكل فعالية السوق الشعبي في مهرجان الشيخ زايد التراثي في نسخته الرابعة، نافذة مفتوحة على التراث الإماراتي بكل ألوانه وأشكاله، وتمثل فرصة نادرة لشراء منتجات محلية. ويعرض السوق المنتوجات والمعروضات، ويؤرخ لكل المراحل التي عايشها، ويحدد ملامح كل مرحلة، والوسائل المستخدمة فيها؛ خاصة ما تنتجه المرأة. في الوقت نفسه، يشكل السوق دعامة اقتصادية للأسر والحرفيات، حيث يعد مقصداً لزوار المهرجان للاطلاع والشراء والتعاقد لشراء المنتجات، خاصة من الزوار والسياح ومحبي المقتنيات الخاصة، حيث التحف التراثية المصنوعة بأدوات ومواد محلية، منها: السدو، والخوص، والبخور، والإبداعات الخاصة بالمرأة. وتتحدث العارضات بالسوق عن البضائع والمقتنيات والمشغولات المعروضة، خاصة أن تطوير ودعم الحرف والحرفيات والأسر المنتجة أمر ثابت في كل برامج وسياسيات الدولة التي تدعم بكل السبل النشاط الحرفي، سواء بشكل غير مباشر عبر دعم المؤسسات التي تدعم الحرفيات من خلال المعارض والفعاليات المتخصصة أو المباشر عبر شراء المنتج، لتطوير المرأة ودعمها في كل ما من شأنه زيادة دخلها. ورغم أن اللجنة المنظمة للمهرجان لم تجرِ حصراً للأرباح وحجم المبيعات، إلا أن المبدعات الموجودات في المحال الشعبية أكدن استفادتهن الكبيرة من الفرصة. ومن أبزر العارضات بالسوق الشعبي، الأسر المنتجة تحت مظلة الاتحاد النسائي، و”مبدعة” تحت مظلة مؤسسة خليفة، حيث تشارك المبدعات والأسر المنتجة في المهرجانات والاحتفالات الخاصة بالدولة من خلال عرض منتجاتهن في المؤسسات الحكومية، إذ تقوم المرأة في الإمارات بدور مميز للحفاظ على التقاليد من خلال إحياء الصناعات التقليدية القديمة واستمرار التواصل بين الماضي والحاضر. رفد التنمية وتركز السيدات الموجودات بالسوق الشعبي على صناعة وبيع الملابس التراثية مثل التلي بهدف استمرار التراث وزيادة دخل الأسرة والارتقاء بمستواها مادياً وتحقيق احتياجاتها. كما تسهم في الوقت نفسه برفد التنمية بإبداعات من شأنها تطوير المجتمع، وإيجاد دخل ومورد آخر في حالة وجود أي أزمة أو ضائقة مالية قد تتعرض لها الأسرة بدل أن تكون المرأة أو الأسرة عالة ترهقها الديون، وهذا ما توفره هذه المهرجانات والمعارض عن طريق توفير مساحة للمرأة والأسرة المنتجة لعرض منتجاتها وبضاعتها التي تشمل الملبوسات والأكسسوارات وأدوات الزينة والعطور، كما يتوافر لهن سوقاً يعد وسيلة لتعريف الناس بهن وبقية الأسر، حيث تفتح هذه المزارع باب رزق من خلال التواصل مع المشترين وتلبية طلباتهم الخاصة. صفقات وقالت عائشة عبد الكعبي من الأسر المنتجة: «إن المهرجان يوفر لها فرصاً كبيرة لعرض بضاعتها في السوق الشعبية، تحت مظلة الاتحاد، كما تعرضها بدعوات خاصة من البلديات، والمؤسسات الأخرى». ولفتت إلى أن هذه المهرجانات تمكّن العارضات من جذب الزائرات لعقد صفقات قد تكون من خارجه، حيث يتيح للمشاركات زيادة دخلهن وتحسين أحوالهن المالية، بما يعود عليهن بالفائدة، ويدفعهن إلى المنافسة وتطوير حرفهن. من ناحيتها، أوضحت كليثم كشيش الشامسي، من العين، أنها تعرض بضاعتها في السوق الشعبي في معظم المهرجانات، مؤكدة أنها أبرمت صفقة أمس لتوفير العود المعطر والعود الممسك والدخون والخلطات العربية والمخمرة ودهان بالمحلب، مؤكدة أن المبيعات والعروض تزيد في هذه المهرجانات، منوهة بأن المهرجان يتيح للمشاركات زيادة دخولهن وتحسين أحوالهن المالية، بما يعود عليهن بالفائدة، كما يدفعهن إلى المنافسة وتطوير حرفتهن. وتابعت: «أبيع الهدايا المتنوعة التي يقبل عليها رواد المهرجان، من مختلف الجنسيات والأعمار لاقتناء الهدايا التذكارية من الحرف اليدوية والعطور المصنوعة بمواد محلية، حيث يوفر السوق فرصاً جيدة لتسويق منتجات المرأة الإماراتية العاملة في هذا المجال، ويدفع بها إلى المشاركة الفاعلة في اقتصاد المنزل والاكتـفاء الذاتي، وتطوير العمل إذا ما كانت صاحبة المشروع تتسم بالطمـوح والرغبـة في الارتقـاء وتطوير نفسها». وأكدت شمة خلف، من الأسر الوطنية المنتجة، أن المهرجانات توفر فرصاً كبيرة للحرفيات لعرض بضاعتهن وتصريفها؛ ما يزيد من دخلهن؛ إضافة إلى أنه يزيد من خبراتهن في طريقة التسويق وطريقة عرض المنتج والتعرف إلى مجموعة كبير من المتسوقين واتجاهاتهم ورغباتهم. وقالت مريم مسري الهاملي، صاحبة منتجات ربوع ليوا: «إن كل المواد التي تبيعها خالية من المواد الكيماوية التي يقبل الناس على شرائها». وعلى مستوى المتسوقين، أكد عدد منهم أنهم يشترون هذه المواد التقليدية التي ترتبط بالثقافة والذوق، في حين قال بعض السياح إنهم يشترون تحفاً وهديا تذكارية جميلة مصنوعة من المواد الطبيعية. تحقيق الأرباح وأكد عدد من زوار المهرجان الحرص على شراء بعض السعفيات والبخور والعطور، إضافة إلى تحف جميلة، حيث يحرص الحرفيات على صناعة جميلة ورائعة، كما أن سيدات البيوت يحرصن كذلك على اقتناء هذه التحف المميزة، حيث تبذل الحرفية في ظل المنافسة مزيداً من الجهود لتطوير أعمالها. وأشاروا إلى أهمية حرص اللجنة المنظمة للمهرجان على إتاحة الفرصة للجميع من عارضين ومتسوقين وجمهور، ليتمتعوا بالاطلاع على الموروث الثقافي الإماراتي، واقتناء تحف مميزة مصنوعة من سعف النخيل وميداليات مصنوعة على شكل ثماره، أو من الصوف، إذ تمكن المهرجان من أن يمزج بين إحياء التراث وتحقيق الأرباح المادية للمشاركين في المهرجان، سواء من الباعة أو الزوار. وأشارت عائشة غليطة المهري، مسؤولة الأسر المنتجة في الاتحاد النسائي العام، والمشرفة على السوق، إلى 200 محل، منها 100 تابعة للاتحاد باسم الأسر المنتجة، و100 لمؤسسة خليفة باسم المبدعات، تعرض منتجات متنوعة من العطور، إضافة إلى أدوات الضيافة والخوص والسدو والجلود، إضافة إلى أمور مبتكرة، ومنها مخلل التمر والنيسر اللذان أبدعتهما فئة المبدعات الشابات. وأشارت إلى أن الاتحاد يركز على فئة الشابات من الهواة المتميزات؛ لاستقطابهن بهدف إدخالهن السوبر ماركت، وطيران الاتحاد، كنظرة مستقبلية، فيما يتم دعمهن وتوجيههن لطريقة تطوير المنتج. وأوضحت أن الأسر المنتجة تحترف الإنتاجية المميزة في مجال المشغولات اليدوية الحرفية والتراثية واللوحات الفنية والعطور ومواد التجميل المصنعة في المنزل، إلى جانب المواد الغذائية وغيرها من المنتجات الحرفية التي تعكس إبداعات المرأة الإماراتية، وتمكن المرأة في المجال الاقتصادي ومن ثم الإسهام بشكل فاعل ومباشر في تحسين الوضع المادي للأسر والارتقاء بظروفها الحياتية ومستوياتها المعيشية، إضافة إلى التعريف بالتراث الإماراتي وتسويقه بطريقة قابلة للاستمرار. نجاح التجربة وأشارت المهري إلى أن معظم المصنفات في مجال الأسر المنتجة يؤكدن نجاح التجربة في الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للكثير منهن، وتشجيعهن للخروج للعمل، ومن ثم الإسهام في عملية التنمية حاضراً ومستقبلاً. وشددت على أن الأسر الإماراتية المنتجة والحرفيات والمبدعات استطاعت تحقيق قفزات مهمة في مجال الاقتصاد والتجارة المحلية وزيادة الدخول وتبني مشاريع استثمارية من خلال المشاريع الصغيرة والمنتجات المنزلية كالمشغولات اليدوية والحرفية والملابس والبخور والعطور والمأكولات الشعبية. مبدعة كانت فكرة مشروع الأسر المنتجة دافعاً وراء سعي مجلس سيدات أعمال أبوظبي لإصدار ترخيص مشروع “مبدعة” الذي يوفر للمواطنات إمكانية ممارسة بعض الأنشطة التجارية والخدمية بشكل رسمي من خلال المنزل. ويعد مشروع “مبدعة” واحداً من أهم المشاريع التي خطط مجلس سيدات أعمال أبوظبي لإطلاقها لخدمة سيدات الأعمال والمواطنات في إمارة أبوظبي، وتوفير التسهيلات والخدمات كـافة التي تساعدهن على دخول معترك العمل التجاري وتقديم الدعم اللازم لهن للقيام بتأسيس الأعمال التجارية والخدمية الخاصة بهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©