الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي على وزارة الدفاع اليمنية

الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي على وزارة الدفاع اليمنية
7 ديسمبر 2013 16:58
دان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، بشدة، الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر وزارة الدفاع اليمنية في العاصمة صنعاء أمس الأول، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا. وأكد سموه في تصريح أمس، أن دولة الإمارات تدين بشدة هذا العمل الإجرامي، وتجدد موقفها الثابت الرافض للعنف بجميع أشكاله وصوره، أياً كان مصدره، وتشجب بأشد العبارات ذلك العمل الإرهابي الغادر والجبان الذي يتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية. وأعرب سموه عن تعاطف الإمارات العميق وتعازيها الصادقة لأسر ضحايا هذا العمل الإجرامي. وأكد تضامن دولة الإمارات ودعمها للجمهورية اليمنية الشقيقة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه. واستعادت القوات الحكومية، أمس الجمعة، السيطرة على مجمع وزارة الدفاع في العاصمة اليمنية صنعاء الذي تعرض الخميس لتفجير انتحاري وهجوم مسلح أسفر عن مقتل 58 شخصا بينهم أجانب وجرح ما لا يقل عن 170 آخرين، فيما أعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي يعد الأعنف منذ مصرع أكثر من مائة جندي في تفجير انتحاري استهدف قوات أمنية جنوب صنعاء أواخر مايو 2012. وكانت قوات عسكرية وأمنية مدعومة بعناصر متخصصة في مكافحة الإرهاب، أفشلت الخميس هجوما مزدوجا على مجمع وزارة الدفاع، الواقع في منطقة باب اليمن التجارية والمكتظة بالسكان، لكنها لم تتمكن من استعادة السيطرة بشكل كامل على المجمع إلا في وقت مبكر أمس الجمعة، حسبما ذكر سكان ومصادر عسكرية. وأفاد سكان مجاورون لمبنى وزارة الدفاع بسماعهم دوي انفجارات متوالية من أماكن متفرقة داخل المجمع العسكري استمرت حتى فجر الجمعة، مشيرين إلى أن السلطات حذرتهم من الصعود إلى أسطح منازلهم خلال عملية ملاحقة المسلحين لدواعي أمنية. وقال أحد السكان لـ (الاتحاد)، إن جنودا أطلقوا النار على فتى في السادسة عشرة من عمره اعتلى سطح منزله الليلة قبل الماضية ما أدى إلى إصابة بجروح متوسطة. وقالت وزارة الدفاع اليمنية، أمس، إنه قوات الجيش استعادت السيطرة على مجمع الدفاع، بعد أن تم القضاء كليا على “الإرهابيين”، مشيرة في بيان إلى أن القوات العسكرية قتلت 11 من المهاجمين، خمسة منهم لقوا حتفهم “بعد أن حاولوا الفرار (..) ولجأوا إلى أحد المباني حيث تمت محاصرتهم والقضاء عليهم بشكل نهائي”. وأعادت السلطات اليمنية، مساء الجمعة، فتح الطرق المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع لكنها فرضت إجراءات أمنية مشددة على المركبات والمارة. وأشاد بيان وزارة الدفاع بـ”الموقف البطولي” لقوات الجيش والأمن “الذين أبلوا بلاءً حسناً وقضوا على كل عناصر الإجرام”، مثمناً أيضا المساندة الشعبية للقوات الحكومية خلال تصديها “لأعمال الإرهاب والتخريب”. وأعلنت جماعة “أنصار الشريعة”، المرتبطة بـ”تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، مسؤوليتها عن الهجوم على وزارة الدفاع في صنعاء، وقالت في رسالة بثتها على موقع تويتر في الساعات الأولى من صباح الجمعة “استمراراً لسياسة استهداف غرف عمليات الطائرات التجسسية قام المجاهدون بتوجيه ضربة قاسية لإحدى هذه الغرف الكائنة في مجمع قيادة وزارة الدفاع”. وأضافت إن “مثل هذه المقرات الأمنية المشتركة أو المشاركة للأميركان في حربهم ضد هذا الشعب المسلم هي هدف مشروع لعملياتنا في أي مكان كان وسنفقأ هذه الأعين التي يستخدمها العدو”. وقُتل 58 شخصا بينهم أجانب في هذا الهجوم، حسب مصادر طبية مسؤولة، إلا أن الإحصائية الأمنية التي أعلنتها اللجنة الأمنية العليا أشارت إلى مصرع 52 بينهم خمسة أطباء، ألمانيان وفيتناميان وطبية يمنية، إضافة إلى ممرضتين فلبينيتين وهندية. وقالت مصادر عسكرية ومطلعة أن أحد أقارب الرئيس عبدربه منصور هادي من بين القتلى. وشُيع أمس الجمعة في العاصمة صنعاء جثمان العقيد محمود السخي، الذي قتل الخميس خلال الهجوم على مجمع وزارة الدفاع. وتوعد الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، لدى استقباله مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر الذي وصل صباح الجمعة إلى صنعاء، بأن منفذي ومخططي الهجوم الذين وصفهم بالمجرمين “لن يفلتوا من العقاب العادل والرادع”. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن هادي أطلع المبعوث الأممي على “الأبعاد الخبيثة والمرامي الجهنمية لهذا المخطط الإجرامي”، الذي قال إن “أيادي إجرامية وإرهابية” نفذته. وأشاد بن عمر بـ”شجاعة وإقدام” الرئيس هادي لزيارته مجمع وزارة الدفاع أثناء احتدام المواجهات الخميس، مؤكدا إدانة الأمم المتحدة للهجوم “بأقوى العبارات”، وتصميمها على إنجاح العملية الانتقالية في اليمن بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية أواخر 2011. ودان الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، المتنحي العام الماضي تحت ضغط انتفاضة شعبية استمرت طيلة عام 2011، الهجوم على مبنى وزارة الدفاع، وقال إن “أعداء هذا الوطن يواصلون العبث بأمنه واستقراره ومؤسساته”. ودعا صالح في تصريح صحفي، الجمعة، إلى “تكاتف كل الجهود الوطنية وتضافرها مع جهود الدولة في التصدي الحازم لكل أعمال الإرهاب التي تستهدف استقرار وأمن ووحدة الوطن، وإقلاق السكينة العامة للمجتمع، وإشاعة الخوف والرعب في أوساط المواطنين”. وعلى صعيد متصل، دانت جامعة الدول العربية بشدة الهجوم على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء، وقالت في بيان أصدرته الأمانة العامة للجامعة، إن “من يقفون وراء هذه الهجمات أياد آثمة تستهدف المساس بأمن واستقرار اليمن”. وأضافت: “هناك من يحاول عرقلة الجهود المبذولة لمساعدة اليمنيين على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن”، مجددة وقوفها إلى جانب الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب. ودعا البيان كافة الأطراف اليمنية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها من أجل تذليل العقبات أمام إنجاز مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في صنعاء منذ مارس كأهم خطوة في عملية انتقال السلطة.كما دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الهجوم مؤكدة تضامنها مع اليمن ودعمها لأمنه ووحدته واستقراره. وقال الأمين العام للمنظمة، أكمل الدين إحسان أوغلي، في بيان: “إننا إذ نعرب عن تضامن منظمة التعاون الإسلامي مع الجمهورية اليمنية ودعم أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها فإننا نؤكد من جديد موقف المنظمة المبدئي والثابت الذي يدين الإرهاب بكافة أشكاله وصوره”. وفي السياق ذاته، دان مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي وصفه بـ”العمل الشنيع”، حسب بيان أصدره ليل الخميس الجمعة. وأعرب المجلس عن تعاطفه العميق وتعازيه الصادقة لأسر الضحايا وإلى الحكومة والشعب اليمني والدول التي كان بعض رعاياها من بين ضحايا الهجوم. وأكد البيان أن “الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها أينما وأيا كان مرتكبوها”، مشددا على ضرورة تقديم الجناة والمنظمين والممولين والراعيين لهذه الأعمال الإرهابية إلى العدالة. وجدد أعضاء مجلس الأمن الدولي في ختام البيان إدانتهم لأي أعمال تهدف إلى تعطيل العملية الانتقالية وتقويض جهود الحكومة اليمنية. كما دانت الولايات المتحدة بشدة الهجوم “المروع”، وأوصت “المواطنين الاميركيين بالإبلاغ عن كل تحركاتهم نحو اليمن أو قربه”. ونددت الصين بمهاجمة مقر وزارة الدفاع اليمنية وأكدت إلى جانب صنعاء في حربها ضد الإرهاب. وذكرت الخارجية الصينية في بيان أن اليمن “يعيش حالياً مرحلة حاسمة للانتقال السلمي للسلطة والتسوية السياسية، ونأمل من كافة الأطراف المعنية في اليمن بذل جهود مشتركة لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد”.
المصدر: أبوظبي، صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©