الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ساحة ركوب الخيل.. مدرسة الفرسان الصغار

ساحة ركوب الخيل.. مدرسة الفرسان الصغار
17 ديسمبر 2015 22:38
أشرف جمعة (أبوظبي) الاهتمام برياضة الخيول جزء مهم من الثقافة الإماراتية التراثية الأصيلة، إذ يمثل الحصان العربي القوة، ويَرمز للشجاعة والبطولة، والفروسية رياضة عربية قديمة تتأثر بأفراد المجتمع في مجالسهم، ويذكرونها في أشعارهم، وقد حظيت ساحة ركوب الخيل في «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، الذي يستمر حتى الثاني من يناير المقبل، بإقبال كبير من الزوار، وشهدت حضوراً كثيفاً للشباب والناشئة، حيث الاستمتاع بركوب الخيل داخل المضمار الكبير في حضرة المشرفين التراثيين الذين قدموا المساعدة للراغبين في استعراض مهاراتهم في الفروسية، وهو ما منح فرصة للجمهور من أجل الاستمتاع بمشاهد الخيول العربية الأصيلة وهي تجري هنا وهناك، مستحضرة طبائع الخيل التي قيل عنها: «إنها تحمي الحمى، وتذود عن الجار، سريعة النجدة في الملمات»، لكن اللافت في هذه الساحة أنها استقطبت الأطفال بصورة كبيرة، بالإضافة إلى الأهازيج الشعبية، وملابس الأطفال التراثية التي ذكرت الزوار بحياة الأمهات والجدات. حماسة الأطفال شهدت ساحة ركوب الخيل في «مهرجان الشيخ زايد التراثي» في دورته الحالية عروضاً شائقة للخيول، وأظهرت قدرات الكثير من الشباب والناشئة والكثير ممن رغبوا في أن يخوضوا التجربة، فضلاً عن أنها كانت بمثابة ورشة عميقة لمن أراد أن يتعلم المهارات الأساسية في الفروسية، ومن ضمن الذين حرصوا على زيارة هذه الساحة الباحث التراثي علي الجنيبي الذي يعمل حالياً على إصدار كتاب عن الخيول في الإمارات، ويذكر أنه أثناء وجوده في المهرجان لفت نظره وجود ساحة ركوب الخيل التي وضعت حولها الحواجز الخشبية من كل ناحية، بحيث لا تنطلق الخيول بين الجمهور، ومن ثم يسهل السيطرة عليها، مشيراً إلى أنه أعجب كثيراً بالحماس الذي تحلى به الكثير من الأطفال ومن ثم إصرارهم على أن يرتادوا مواطن الخيل، وأن يكون لهم نصيب من ركوبها، والتعرف إلى أخلاقها وقيمها في إطار ربط الجيل الجديد بتراثه العريق، ومن ثم تأهيل فرسان المستقبل إلى أن يكونوا بين الذين يدخلون السباقات الخاصة بالخيول. مفهوم القيادة ويرى الجنيبي أن هناك مضامين كثيرة لوجود مثل هذه الساحة التي تنتشر فيها الخيول، وتساعد في أن يركب الأطفال والشباب على صهوات الخيول، وأن يتعلم هؤلاء الصبر والتحمل والقدرة على اتخاذ القرارات، وترسخ في أنفسهم مفهوم القيادة، حيث إن الفارس الحقيقي يتحلى بصفات كثيرة، فهو صاحب حلم وعفة وحياء وحكمة أيضاً، فضلاً عن الموازنة بين سرعة الفرس وقدرة الفارس على التحكم في فرسه، ويذكر أن ساحة ركوب الخيل في المهرجان أزالت رهبة الكثير من الأطفال الذين كانوا يهابون الخيول ويخشون الاقتراب منها، لكنهم عندما جربوا الاقتراب من الخيول وصعدوا على صهواتها أحسوا بالاطمئنان وألفوا ذلك. وأوضح أن رؤية الفرس العربي الأصيل تسر النفس، وتدخل البهجة على من يشاهده، فقد ارتبطت الخيول بالقوة والمنظر المبهج، وألوانها المختلفة التي تشيع السعادة في نفوس الآخرين. تجربة الفروسية قرب ساحة ركوب الخيل في «مهرجان الشيخ زايد التراثي» أصر الطفل عمر خليفة على دخول المضمار، واقترب من أحد المدربين التراثيين وطلب منه أن يأخذ جولة بأحد الخيول، فادخله على الفور ثم تحدث إلى الصبي بأن هذه الخيول لا تضر الفرد طالما أنه لا يؤذيها، وساعده على الصعود على صهوة فرس، وسار به بين السياج الخشبي الذي يحيط بساحة ركوب الخيل، واللافت أن عمر لم يخشَ الصعود على ظهر الفرس، ولم يخف وسار بالخيل حتى دار حول السياج بأكمله، ويبين أنه يحب الخيول العربية، وأن له تجربة سابقة في جزيرة السمالية، حيث تعلم الكثير من مبادئها، لكنه لم يشأ أن يجري بالخيل وحده، لأنه على قناعة بأنه من الصعب أن يفسح له المدربون التراثيون المجال ليجري بالخيل، مؤكداً أن «مهرجان الشيخ زايد التراثي» يجمع كل ألوان الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل، ويشجع الجميع على الزيارات المستمرة. جولة كاملة عائشة المرزوقي، طفلة تبلغ من العمر 10 أعوام، تكونت لديها رغبة في زيارة ساحة ركوب الخيل في «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، وهو ما جعلها تشاهد الكثير من الأطفال وهم يصعدون على ظهور الخيول، ثم يأخذون جولة كاملة داخل السياج الخشبي الذي يحيط بالساحة، وتذكر عائشة أنها انتظرت ما يقرب من نصف ساعة تقريباً حتى تتخذ قرارها بالدخول إلى ساحة ركوب الخيل، وتلفت إلى أنها فور دخولها الساحة شعرت في البداية بالخوف من أحد الخيول المهيبة، وبعد أن هيئها أحد المدربين التراثيين صعدت إلى صهوة الفرس وجلست والمدرب يمسك بطرف الحبل المتدلي من الفرس إلى أن أخذت جولتها كاملة، مبينة أنها تتمنى أن تكون فارسة في المستقبل وتحوز البطولات. مفردات الموروث ويورد سالم الحوسني أحد زوار «مهرجان الشيخ زايد التراثي» أنه يحرص على حضور هذه الفعالية التراثية الكبرى، إذ إنها تشمل كل مفردات الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل، مؤكداً أنه شعر بإعجاب شديد من كل تقدمه ساحة ركوب الخيل في المهرجان، خصوصاً وأنها تشجع فئة الأطفال على تعلم مبادئ الفروسية، وتعطيهم دفعة قوية وتشعرهم بالثقة أمام أنفسهم والآخرين، ويرى أن المهرجانات التراثية لها دور كبير في الحفاظ على تاريخ الآباء والأجداد، وتشجع الجيل الجديد على تمثلهم، والسير على خطاهم، ومن ثم التمسك بالقيم والتقاليد الأصيلة. سيرة الأبطال دخل سعيد أحمد النعيمي، 9 سنوات، إلى ساحة ركوب الخيل في «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، وطلب من المدرب التراثي أن يعطيه دوره في الحصول على جولة مماثلة مثل التي حصل عليها غيره من الأطفال. ويقول: «منظر الخيل بهرني، وفي الوقت نفسه جعلني أشعر بالخوف، لكنني أحببت أن أجرب الركوب مثل بقية الأطفال، إذ قلت في نفسي: (لست أقل شجاعة منهم)، وحين استقبلتُ الفرس وصعدت عليه ومشيت لم تسعني الدنيا، خصوصاً وأن أبي كان يتابعني من خارج السياج ويشجعني، وكلما اقتربت منه يصفني بالفارس، فأحس بالسرور والاغتباط لمثل هذه النعوت، وأتمنى أن تشجعني أسرتي في المستقبل، بحيث تجعلني أسير سيرة الفرسان والأبطال، وأن أتعلم فنون الفروسية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©