الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرقة «عروس الثورة» تنعى الحرية في قبضة «القاعدة»

7 ديسمبر 2013 00:53
بيروت (رويترز) - يطلق عليها السوريون لقب “عروس الثورة”، إنها مدينة الرقة الواقعة في شرق سوريا التي عمتها الاحتفالات، بعد أن صحا سكانها صبيحة يوم من أيام شهر مارس ليشاهدوا رحيل آخر دفعة من قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وتعهد سكان المدينة، الذين يرون أن عهدا جديدا من الحرية قد بزغ، بأن يجعلوا من الرقة -وهي المدينة الوحيدة والأولى التي تقع بالكامل تحت سيطرة المعارضة- أنموذجا لعهد ما بعد الأسد. وقال أحد المقيمين والناشطين في اتصال مع “رويترز” عبر سكايبي “في الوقت الذي غمرتنا فيه السعادة جميعا بالتحرير، لم يكن مهما آنئذ من الذي يسيطر على المدينة. الرقة لجميع السوريين وكل من ساعد في تحريرها”. ولم تدم نشوتهم طويلا، ففي الأسابيع التي تلت ذلك ظهرت السجون في المباني العامة وانقطعت الكهرباء ومنع بيع التبغ في المتاجر -، إذ يعتبره المغالون في التعصب ضد تعاليم الإسلام- وبدأ المقاتلون المتشددون الملثمون يجوبون المدينة. وقال أحد المقيمين الذي يطالب المتطرفون بالقبض على ابنه الناشط في مجال الإعلام “لقد أغلقوا الجامعات أيضا، قائلين إنه ما دامت النساء يتلقين التعليم فيتعين إغلاقها”. وقال مقيم آخر وهو مثله مثل معظم أبناء الرقة رفض ألإدلاء باسمه خوفا على حياته “عندما تحررت الرقة ظننا أن النظام قد رحل الآن وأن عهدا من الحرية قد تجلى. وبدأ الناس ينظفون الشوارع. تصورنا أننا نعيش في حلم”. وأضاف “لقد كان حلما، لكنهم قتلوه”. واستولى المقاتلون على المباني الحكومية وحولوها إلى سجون ومقرات لقيادتهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن كنيسة للأرمن في الرقة تحولت إلى مكتب وآلت أخرى إلى مبنى إداري. ونفذ المتطرفون عمليات إعدام علنا في ساحة رئيسية، مما أشاع الرعب بين السكان وقضى على أي احتمال للاحتجاج. ويقول السكان إنه لا تفتح سوى قلة قليلة من المتاجر أبوابها خلال النهار لبيع المواد الغذائية الأساسية. ومع حلول الظلام تخلو الشوارع من المارة. وقال ناشط فر منذ أسابيع “انقطعت الكهرباء من جميع مناطق المدينة. ولا ترى الكهرباء إلا في مبانيهم. تعيش المدينة بأسرها في ظلام دامس فيما ينعمون هم بالكهرباء”. وألقى ناشط من الرقة -انتقل إلى محافظة إدلب بالمسؤولية عن السماح للمتطرفين بالاستيلاء على المدينة على الجيش السوري الحر. وقال “كل ما يهم الجيش السوري الحر هو السرقة وجمع الأموال. منذ اليوم الأول لتحرير الرقة تركوها لجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام”. ويقول أهالي المدينة إنهم لا يعرفون سوى القليل عن المقاتلين. ويقولون إن منهم عراقيون ومن ليبيا إلا أنهم يتكتمون هوياتهم خلف اللثام ويتحاشون التحدث للآخرين. وقال أحد السكان “كان المسلحون الملثمون يتعاملون بلطف مع الناس في بادئ الأمر وكانوا يساعدون الناس هنا”. لكن سرعان ما ظهرت المشاكل، لاسيما بعد أن بدأت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام تنفيذ عمليات الإعدام علنا في حق من ناصروا الانتفاضة، بل من ساعدوا المقاتلين على الاستيلاء على المدينة. وقال والد الناشط المطلوب القبض عليه “شرعوا في اغتيال قادة الجيش السوري الحر. وأحرقوا الكنائس ودمروا التماثيل في الحدائق العامة ونهبوا المتاحف أيضا، قائلين إن التماثيل والصور تتنافى وتعاليم الإسلام”. ومضى يقول “تغيرت العروس. فبدلا من ثوبها الأبيض أجبرت على أن تتشح بالسواد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©