الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مأساة فلسطينيي سوريا مستمرة

14 فبراير 2018 22:34
سبع سنوات مرت على بدء الأحداث الدامية في سوريا، ليعاني الشعب وكل من يقيم على الأراضي السورية الكثير من المآسي، ولعل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين يتجاوز عددهم 526 ألفاً، حسب إحصاءات وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، كان لهم نصيب كبير من المأساة التي بدأت بالقصف والاعتقالات والتشريد، مروراً بحصار أكبر مخيمات اللاجئين في سوريا «مخيم اليرموك»، ومن ثم سيطرة تنظيم «داعش» عليه، وفرض إرهابه بالقوة على من تبقى من سكانه. مأساة فلسطينيي سوريا شملت معظم المخيمات من شمال البلاد إلى جنوبها، بدءاً من الاعتقالات والخطف والموت جراء التعذيب في سجون النظام، والموت جوعاً نتيجة الحصار على بعض المخيمات، ما أسفر عن فرار مئات الآلاف، ولجوء عدد كبير منهم إلى الدول المجاورة، خصوصاً لبنان والأردن، وإلى أوروبا، بحثاً عن الأمان المفقود. وتعرض مخيم الحندرات بمدينة حلب للتدمير بشكل شبه كامل، وهجّر معظم سكانه نتيجة القصف المتواصل للنظام طيلة فترة خضوعه للمعارضة المسلحة، كما عانى أهالي مخيم النيرب في حلب أيضاً من المعارك العنيفة التي جرت بين النظام والمعارضة في محيطه. بدوره، يعتبر مخيم الرمل الجنوبي والأحياء المحيطة في مدينة اللاذقية، أول ما تلقى قصف البوارج الحربية للنظام رداً على خروج مظاهرات مناوئة لحكم بشار الأسد. وحدثت العديد من التفجيرات التي ضربت محيط مخيم العائدين في مدينة حمص، راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين. وفي درعا، كان لمخيمها نصيب كبير مما حل في أغلب أحياء المدينة من تدمير وتهجير ممنهج لسكانه. ويعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني «مخيم اليرموك»، الأبرز مما حل بفلسطينيي سوريا من مأساة. بدأت بمجزرة مسجد عبد القادر الحسيني الذي قصفته طائرات النظام وهو يؤوي عشرات العائلات النازحة من الأحياء المجاورة رغم عدم وجود أي عنصر من المعارضة المسلحة به حينها، مروراً بالحصار المطبق عليه منذ نهاية عام 2012، ما تسبب في وفاة مئات الأشخاص نتيجة الجوع الذي لم تشهد مثيلاً له أي منطقة أخرى في سوريا. حصار تزامن مع قصف يومي بمختلف أنواع الأسلحة، ومعارك عنيفة كانت تدور على أطراف المخيم بين قوات النظام والميليشيات الموالية له من جهة، وبين فصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، كان اللاجئ الفلسطيني هو الخاسر الأكبر فيها. ولم يمض الكثير من الوقت، حتى خرجت «داعش» لتعلن سيطرتها على المخيم بعد طردها المعارضة المسلحة منه للأحياء المجاورة، وفرضها قانونها الأسود المشؤوم بالقوة، وقيامها بمختلف أشكال الإرهاب ضد من تبقى من الأهالي، بدءاً من الإعدامات الميدانية بالرصاص وقطع الرؤوس وتعليقها وقطع الأيدي وتفجير المفخخات، وغيرها من أشكال الإرهاب الخسيس. قدر الفلسطيني في سوريا أن يعيش مأساة بدأت على يد عصابات الهاجانا والأرغون الإسرائيلية منذ عام 1948 حتى عصابات «داعش»، وإرهاب تخلى عن أبسط مبادئ الإنسانية. خالد عبد الرحمن - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©