الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحو استعادة الاستثناء الأميركي!

17 ديسمبر 2015 22:42
في كتاب «استثنائية.. لماذا يحتاج العالم إلى أميركا قوية؟»، يشرح المؤلفان ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة السابق، وابنته ليز تشيني نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى، الطبيعة الفريدة للقوة الأميركية، ويكشفان النقاب عن الأضرار الفادحة التي ألحقتها سياسة التخلي عن القيادة التي يتبعها الرئيس أوباما، بذلك المبدأ الذي حافظ عليه الرؤساء الأميركيون المتعاقبون منذ روزفلت، ويؤكدان أن أميركا قادرة ويجب أن تعمل على استعادة قيادتها العالمية. يهاجم المؤلفان أوباما لتخليه عن هذا التقليد الذي حافظ عليه الحزبان طوال عقود، واختار أسلوب «القيادة من الخلف»، فابتعد عن حلفاء أميركا وشركائها، وتقرب من أعدائها، بل قدم لهم الاعتذار عن سياساتها تجاههم. ويذكر أن تشيني عندما تحدث عن هذا الموضوع العام الماضي، وقبل وقت من صدور كتابه، لقي استحساناً واسع النطاق من الإعلام الأميركي، حيث صدرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، وهي تحمل العنوان: «تشيني ما زال على حق»، كما أثنت «واشنطن بوست» على تعليقاته وكتبت: «ما لم يكن لدينا رئيس يفهم أن العمل الاستباقي المبكر، والقوة العسكرية الصلبة أمران جوهريان، ولا غنى عنهما لأمننا القومي، فسنظل للأبد نحاول عبثاً اللحاق بأعدائنا». وفي هذا الكتاب تنضم «ليز تشيني» لأبيها في بيان كيف قطع أوباما على نحو جذري مع الإجماع التقليدي للحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة بشأن سياستها الخارجية، والتي انبنت أساساً على مبدأ تفوق القوة العسكرية الأميركية، وتبؤها سدة القيادة في المنظومة الدولية، وهو إجماع مكنها من الخروج منتصرة في الحرب العالمية الثانية، وفي الحرب الباردة، ومن تحقيق انتصارات مؤثرة في المرحلة الأولى من الحرب التي تخوضها حالياً ضد الإرهاب العالمي. ويكشف المؤلفان عن الأضرار التي ألحقتها سياسة أوباما بالأمن القومي للولايات المتحدة، وكيف أن عدم استعداده من الأساس لحماية القوة الأميركية، والدفاع عنها، قد أضعف الأمة الأميركية، وقلص من قدرة رؤسائها مستقبلاً على الدفاع عنها. ومن الأضرار العديدة لسياسة أوباما، كما عددها المؤلفان في كتابهما، أنه تخلى عن العراق تاركاً وراءه فراغاً ملأه أعداء أميركا، وأنه ينوي تكرار الخطأ ذاته في أفغانستان، كما أعاد صياغة السياسة الخارجية الأميركية لتجنب إغضاب إيران، وكان متلهفاً على توقيع اتفاق نووي مع زعمائها، رغم معرفته بأنهم لن يلتزموا بهذا الاتفاق، تماماً مثلما لم يلتزموا بالاتفاقات المبرمة معهم سابقاً في ملفات عديدة منها الملف النووي، كما ضلل الشعب الأميركي بشأن حقيقة ما جرى ويجرى من اتصالات مع الإيرانيين قدّم لهم خلالها تنازلات خطيرة على حساب الأمن القومي لأميركا ولحلفائها في المنطقة. وأخيراً يرسم تشيني وابنته خارطة طريق لاسترداد النفوذ الأميركي، ويشرحان ما الذي يتعين القيام به لعكس الاتجاه الذي يسير فيه أوباما، والذي ألحق بأميركا أفدح الأضرار، بل يحددان معالم المسار الذي يجب أن تتبعه الولايات المتحدة لتحقيق النصر على الإرهاب، وإعادة بناء قدراتها العسكرية، وطمأنة حلفائها التقليديين خصوصاً في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية القصوى للولايات المتحدة كالشرق الأوسط، والتأكيد لهم أنه بمقدورهم الاعتماد دائماً على قيادة أميركا. سعيد كامل الكتاب: استثنائية.. لماذا يحتاج العالم إلى أميركا قوية؟ المؤلفان: ديك تشيني وليز تشيني الناشر: ثريشولد إيديشن تاريخ النشر: 2015
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©