الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كُتّاب الأعمدة في الصحافة المحلية يتجاهلون قضايا المرأة خاصة الطلاق والعنوسة

كُتّاب الأعمدة في الصحافة المحلية يتجاهلون قضايا المرأة خاصة الطلاق والعنوسة
7 ديسمبر 2013 01:02
محمد وردي (الاتحاد) – تناقش الباحثة الإماراتية نورا إسماعيل شاهين في كتابها «قضايا اجتماعية» الصادر حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، دور الإعلام في الإضاءة على المشاكل الاجتماعية والمعيشية، ومدى انعكاس ذلك على الوعي الرسمي والاجتماعي العام. يتألف الكتاب من 220 صفحة من القطع الكبير، ويضم مقدمة وبابين.. في الباب الأول، الذي يتألف من ثلاثة فصول، تعرض الباحثة الإطار المنهجي والنظري للدراسة، والبيئة الصحفية في مجتمع دولة الإمارات. أما الباب الثاني فيتألف من فصلين، تعرض في الأول الإطار التحليلي للدراسة وإجراءاتها، وفي الفصل الثاني، تتناول قضايا الأسرة والشباب، والتربية والتعليم، والتوطين الوظيفي، والسلام والأمن الاجتماعي، والغلاء المعيشي، والخطاب في القضايا الاجتماعية، والتقييمات الأخلاقية، ونتائج التحليل. وترصد الكاتبة في دراستها موقع القضايا الاجتماعية آنفة الذكر في الصحافة المحلية، ومدى اهتمام الكتاب والإعلاميين بها، من خلال أعمدتهم اليومية والأسبوعية، على مدى ثلاثة شهور متواصلة، في جريدتي «الاتحاد» و»الخليج». وتعتمد الدراسة بشكل كبير على نظرية تحليل الإطار الإعلامي، التي تقوم على أن وضع الأحداث في إطار معين يُعطيها معنى، وذلك من خلال تنظيم المعلومات المرتبطة بها بطريقة معينة، تضفي عليها قدراً من الاتساق، من خلال التركيز على جوانب من الموضوع، وإهمال جوانب أخرى، متعلقة بهذه الأحداث. وتلاحظ الكاتبة، بعد تجميع وقراءة وتحليل الأعمدة عينة البحث، أنه بالإمكان تكوين صورة عن وضع الأعمدة الصحفية في الجرائد الإماراتية، حيث إن الأعمدة لها كيان ومعالم ومزايا أو خصائص، وتوليها الجرائد المحلية قدراً من الاهتمام، ولكن بنسب متفاوتة. وبنظرة سريعة على حصيلة الرصد تقول الكاتبة إنه بالإمكان ملاحظة فارق العدد والكمية بين مجموع الأعمدة التي ناقشت قضايا اجتماعية محلية، في جريدة الخليج على مدى ثلاثة شهور، حيث بلغت 60 مقالاً فقط، بينما في جريدة «الاتحاد» كان العدد بنفس المدة 81 مقالاً. ومع ذلك تؤكد الباحثة شاهين أن هذا العدد «كان بسيطاً جداً قياساً بالأعمدة التي تناولت القضايا السياسية والاقتصادية. وعلى قلة الأعمدة التي تناولت القضايا الاجتماعية، تقول الكاتبة، إن الكتاب أكدوا في أعمدتهم أهمية تماسك الأسرة في بناء المجتمع، وأهمية التربية الأخلاقية في البيت والمدرسة، وأهمية التخطيط في الميدان التربوي والارتقاء بمستوى التحصيل العلمي في المدارس، مطالبين بأن يكون ذلك من أبرز المهام والتحديات أمام وزارة التربية والتعليم. وبخصوص قضية التوطين، تقول الباحثة نورا شاهين إن الكتاب ذكَّروا الحكومة على الدوام، بواجبها تجاه هذه المسألة، مشددين على أن تكون هذه المسألة من ضمن استراتيجيتها الثابتة، من دون أن ينسوا الإشارة إلى تقاعس القطاع الخاص عن القيام بدوره تجاه هذه القضية. كذلك الأمر بالنسبة إلى السلام والأمن الاجتماعي، فتقول شاهين إن الكُتّاب يؤكدون على ميزة الأمن والأمان في مجتمع الإمارات، وخطورة العمالة الآسيوية والخلل في التركيبة السكانية، الذي تسبب في وجود جرائم دخيلة على المجتمع الإماراتي، كاغتصاب الأطفال وانتشار جرائم القتل بالسلاح الأبيض. أيضاً في قضية الغلاء المعيشي، تشير شاهين إلى إجماع الكتاب في أعمدتهم على خطورة هذه الظاهرة، خصوصاً على فئة ذوي الدخل المحدود. وتلاحظ الباحثة أنه في نهاية عام 2011 تم الإعلان عن حزمة مفاجآت في عيد الاتحاد، كان من ضمنها، تجنيس أبناء المواطنات، وزيادة الرواتب، وخصوصاً رواتب المعلمين، «وكل هذه القضايا تم طرحها في الصحافة، وكانت من ضمن القضايا التي تناولها البحث، وليس القصد أن تكون الصحافة هي العامل الأساسي لتحقيق هذه المطالب والاقتراحات، ولكن لا يمكن أن لا يكون لهذه الأعمدة أي دور يذكر فيها» . وختمت الكاتبة بالإشارة إلى تقصير الكُتاب في مجال الاهتمام بقضايا المرأة، كما يليق بإنسانيتها ودورها الفاعل في مجتمع ناهض بقوة في عمليته الحداثية، وخصوصاً غياب مسألتي الطلاق والعنوسة عن دائرة أقلامهم بشكل شبه كامل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©