رغبة في تكريس مبدأ الرزق الحلال عند فئة الأحداث، وجعلهم أكثر إقبالا على البحث على فكرة تسهم في دخولهم بوابة العمل التجاري، نظمت الشؤون الاجتماعية إدارة/ الرعاية اللاحقة متمثلة في إدارة التربية الاجتماعية، معرض التاجر المراهق في حديقة القرائن بإمارة الشارقة، وضم المعرض مشاركة واسعة من قبل فئة المراهقين الذين عرضوا إبداعاتهم ومواهبهم على منصة ضمت عشرين من المشاريع المختلفة التي حملت في طياتها مفهوم تاجر المستقبل.
مرحلة عمرية صعبة
حول المعرض وأهدافه، تقول المشرفة على المعرض حليمة عبدالله، من إدارة التربية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية «تعتبر فترة المراهقة من المراحل العمرية الصعبة التي قد يمر به كلا الجنسين.
وفي هذه المرحلة تجيش الانفعالات وتتضارب وتختلف الدوافع السلوكية والحوافز الاجتماعية، ويتسارع النمو بأشكاله كافة، ما قد يجرف المراهق ويحرف سلوكه، ليصطدم مع ثقافة المجتمع وقيمه، مضيفة «أردنا أن نوجه هذه الفئة العمرية من خلال إيجاد بيئة تحفز لديهم قيمة الرزق الحلال، وكيف يمكن أن يجدوا لهم دخلا جيدا يمنعهم من ارتكاب المحرمات كالسرقة، ففي هذه المرحلة نجد المراهق الذي ينشــأ فـي بيئة تعاني من مشاكل مادية، يستسهل طريق الانحراف ليسد النقص الذي يعاني منه من خلال هذا الطريق المشين الذي يقوده مستقبلاً إلى بوابة السجن».
وتوضح عبدالله «أردنا اقتلاع هذه البذرة السيئة وإحلال بذرة حسنة تسهم في نماء المجتمع، وذلك بتنظيم معرض التاجر المراهق من قبل إدارة الرعاية الاجتماعية التابعة لإدارة الرعاية اللاحقة بالشؤون الاجتماعية، حيث أتاح المعرض المشاركة للفئة العمرية: سبع سنوات إلى ثماني عشرة سنة، من كلا الجنسين حيث وصل عدد المشاركين إلى عشرين مشاركاً».
دمج مجتمعي
عن المشاركين في المعرض، تقول عبدالله «ضم عدداً من فئات الأحداث وأيضا من فئة الرعاية اللاحقة، بالإضافة إلى مشاركة من طلاب المدارس، وبعض ذوي الإعاقة محققين بذلك الرؤية التي نحاول إرساءها وهي عملية دمج هذه الفئة مع المجتمع.
وتكريس مبدأ العمل الصالح الذي لابد أن يكون النهج القويم الذي ينتهجه هؤلاء في حياتهم.
وأيضا رغبة في التعرف على ما يتمتعون به من هوايات، وتبادل الخبرات فيما بينهم من خلال الاطلاع على منتجات بعضهم البعض».
وحول المشاريع المشاركة، توضح «تنوعت المشاريع من مشغولات يدوية، إلى مواهب تصوير، ومأكولات شعبية، والكثير من الأفكار المنوعة التي نسجت هذا المعرض، وقد لمسنا مدى فرحتهم وهم يقومون بتعاملاتهم التجارية، وبدت عليهم ملامح الفرحة والسعادة وهم يحصدون نتائج هذا المشروع المتواضع، الذي يعتبر بداية حقيقية لهم نحو سلم الأمان الاجتماعي المكلل بالنجاح ومستقبل يحمل الكثير من التفاؤل».
وتلفت عبدالله إلى مشهد فتاة من رعاية الأحداث تبلغ من العمر 13 سنة، تجمع الحضور حولها، وهي تقوم بتحضير المأكولات الشعبية وتقديمها، ما يجسد قدرة هؤلاء الأحداث على بناء مستقبلهم بأيديهم فيما لو تم توجيههم وإرشادهم. فيما أخذ يلتقط عبدالله المشموم من فئة الإعاقة السمعية صورا للحضور عبر مشروع التصوير الذي شارك فيه.
استمرار المعرض
تقول المشرفة على المعرض حليمة عبدالله، من إدارة التربية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية «يعتبر معرض التاجر المراهق أول معرض ينظم على مستوى الدولة، ومن المقرر أن ينظم سنويا في مواقع مختلفة ومتجددة»، مضيفة «نشكر بلدية الشارقة على تقديم المكان للمعرض الذي نظم هذه السنة في حديقة القرائن. كما نأمل أن يكون هناك دعم وتعاون من قبل الجهات المحلية والشركات والتجار للإسهام في تنظيم هذا المعرض، وتنمية هذه الفئة التي تعتبر جزءا من هذا المجتمع، فهم بناته وعماده فلابد من الأخذ بأيديهم إلى الطريق القويم».
عدد اليوم
