الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشعل إيران الثوري··· من يحمله؟

مشعل إيران الثوري··· من يحمله؟
10 مارس 2008 01:45
تقوم الفصائل المتنافسة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية المرتقبة الأسبوع المقبل، بكسر الرموز التي كانت حتى عهد قريب من المقدسات، وذلك لتحدي الخصوم في تصويت يرجح أن يشكل توطئة لانتخابات 2009 الرئاسية، والواقع أن جميع الأطراف تقول إنها تحترم ''الثورة الإسلامية'' الإيرانية لـ،1979 وإنها ملتزمة بقيم زعيمها ''آية الله روح الله خميني''، ولكن مسألة من يحمل فعلا المشعل الثوري باتت موضوع نقاشٍ يتهم فيه الخصوم بعضهم بعضا بأنهم ''أعداء'' النظام وعازمون على تدميره· المعسكر المحافظ في إيران، الذي يضم حلفاء الرئيس ''محمود أحمدي نجاد''، منقسم على نفسه، ولكنه من المرجح أن يحتفظ بالأغلبية في البرلمان -ذي الـ290 مقعدا- في انتخابات 14 مارس، فقد تم خفض عدد المرشحين الإصلاحيين - وهم ليبراليون نسبيا يريدون تخفيف القيود الاجتماعية ووضع حد للعزلة عن الغرب-، ويرى المراقبون أن الخطاب يُظهر الثقة القوية التي باتت تشعر بها المجموعات اليمينية الراديكالية، غير أن جهودها من أجل الحفاظ على مكانتها في كل دواليب السلطة في إيران، تجعلها تخرق العديد من القواعد التي طالما احتُرمت في إيران، وفي هذا الإطار، قال رجل الدين الكبير ''آية الله العظمى الصانعي'' في مدينة قم الدينية: ''على مدى 29 عاما، لم تكن لديهم الشجاعة للتحدث بهذه الطريقة، أما اليوم، فقد أصبحت لدى (المتشددين) سيطرة تامة، حيث لا يوجد لديهم منافسون داخــل إيران أو خارجها''· ويمكن القول إن ثقة النظام لاقت دعما غير مقصود من قبل واشنطن، التي نشرت في ديسمبر المنصرم تقريرا لوكالات الاستخبارات القومية قال إن إيران أوقفت برنامج الأسلحة النووية في ،2003 ويقول ''إيراج جامشيد'' -محرر الشؤون السياسية في صحيفة ''اعتماد ملي'' الإصلاحية في طهران-: إن الاعتقاد بـ''حرب وشيكة'' اختفى فجأة، مضيفا: ''إن المحافظين يشعرون بقوة كبيرة في أنفسهم، وبخاصة بعد تقرير وكالات الاستخبارات الأميركية، إنهم يشعرون بأن احتمال شن الحرب عليهم قد زال·· وأن التهديد الخارجي لم يعد موجودا''· وبالفعل، فقد حافظ ''أحمدي نجاد'' على خطابه المعادي للغرب، حيث وصف الحزمة الثالثة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران مؤخرا، لعدم توقفها عن تخصيب اليورانيوم بأنها ''عديمة القيمة''، ومؤخرا قال إن تحدي إيران النووي ''ركَّع جميع القوى الكبرى''، كما ندد بالخصوم في إيران لأنهم يساعدون على ''تحقيق مخططات الأعداء''، وقد ترجَمت هذه الثقة إلى قتال سياسي داخلي محتدم، حيث خرق المتشددون القواعد التي وضعها ''آية الله خميني'' بنفسه ضد قيام الجيش بأي دور في السياسة، وضد انتقاد عائلة ''خميني''، فالشهر الماضي، قال قائد الحرس الثوري الجنرال ''محمد علي جعفري'': ''كي نتبع طرق الثورة الإسلامية، فإن دعم المحافظين ضروري ولا مفر منه، ويمثل واجبا إلهيا بالنسبة لكل المجموعات الثورية''، وقد أثارت هذه الكلمات انتقادات قوية عبر ألوان الطيف السياسي، بل حتى من قبل المتشددين أنفسهم، من أمثال صحيفة ''كيهان'' المتشددة، التي وصفتها بـ''التصريح الخاطئ'' و''المنافي للقواعد''· من بين المنتقدين الإصلاحيين، حفيد الزعيم الراحل الذي يحظى بالاحترام، ففي تصريح نادر قال ''سيد حسن خميني'' -رجل دين متوسط المستوى يشرف على ضريح جده-: ''إذا رغب أحد الجنود في دخول عالم السياسة، فعليه أن ينسى الجيش، ذلك أن وجود سلاح في السياسة يعني نهاية الحوار''، وأضاف قائلا: ''على الذين يدعون أنهم أوفياء لـ''خميني''، أن يكونوا جد واعين بهذا النظام الذي أقره هو بنفسه''، وبعد أن أشار إلى أن زعيم الثورة كان يولي أهمية كبيرة لتصويت الشعب، انتقد إقصاء نحو 2200 مرشح إصلاحي، من بينهم حفيد آخر لـ''خميني'' قائلا: ''لا أحد يمكنه أن يمنع الشعب من تحديد مستقبله''· لكن الهجوم المضاد للمتشددين كان سريعا وغير مسبوق؛ حيث استهدف موقعٌ على الإنترنت مقرب من مكتب الرئيس عائلةَ ''خميني'' نفسها ؟ وهو أمر لطالما كان محرما، فتحت عنوان ''سر احمرار خدي سيد حسن خميني''، كتب موقع ''نوسازي'' يقول: إن خميني تلقى سيارة ''دبليو· بي· إم·'' قيمتها 75 ألف دولار ويعيش حياة مترفة شمال طهران، حيث يرفض التخلي عن حمام ''السونا''، وإنه ''محظوظ لرؤية مشاكل الفقراء والمحتاجين بخديه الحمراوين''· لم يتأخر الرد الذي كان شرسا، فقد حذر المحافظون من أن حلفاء ''أحمدي نجاد'' تمادوا وتجاوزوا الحدود، وفي هذا السياق، كتب ''سين شارياتماداري'' ريس تحرير ''كيهان'' يقول مخاطبا الرئيس: ''احذر المخترقين و(الإصلاحيين) الأعداء، واحذر أكثر من الأصدقاء الجاهلين الذين يعدون أكثر خطــرا، أولئك الذين يدعون دعمك ودعم حكومتك''· ويرى البعض أن المشكلة الحقيقية تكمن في حكم مجموعة واحدة -المحافظين- لا تترك مجالا للمعارضة، وفي هذا الصدد، يقول ''آية الله العظمى حسين علي منتظري'' -الذي يعد أبرز رجل دين معارض في إيران، في حوار معه بمدينة قم-: ''الآراء المختلفة يجب أن تذهــب إلى البرلمــان، حتى يكون لدينــا صــدام أفكار تنتصر فيه الفكرة الأفضل والأصلح''، والحال أن المتشددين ''يريدون من الحكومة والبرلمان أن يكونا متشابهين، ومن الشعب أن يكون واحدا معهم، وينحّون الآخرين جانبا، إنهم يضعفون الثورة، ويضعفون الإسلام''· سكوت بيترسون- قم ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©