الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التقنية النووية السلمية حق لكل الدول

17 مايو 2007 00:35
تسعى بولندا منذ انهيار الشيوعية إلى تفعيل الجهود الدولية عبر مختلف الأنشطة والفعاليات السياسية والأمنية لردع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتسرب التقنية النووية أو الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وأكثر ما يثير خوف البولنديين الخبرات والتقنيات النووية المتطورة التي كانت للاتحاد السوفييتي والتي شهد العالم تسربها بعد تفتته، وقد وضعتها حادثة تشيرنوبل أمام مفترق طرق كان لابد فيه أن تغير استراتيجياتها التكنولوجية وخططها لحيازة تكنولوجيا جديدة ومتطورة، إضافة إلى منع انتشار هذه التقنية عبر العالم خاصة وقد كانت الحاضن الأول لمبادرة أمن الانتشار التي رأت النور في مدينة كراكاو البولندية في مايو عام ·2003 وفي إطار هذه التوجهات، أعاد البولنديون صياغة سياساتهم الأمنية لفترة ما بعد الحرب الباردة، ووضعوا نصب أعينهم التحديات الجديدة ودور البلاد في النظام العالمي الجديد، خاصة وإن روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء تجاورها وهي الدول التي تضم أكثر الترسانة النووية الروسية· وفي هذا الاطار كان الحوار مع وكيل وزير الخارجية البولندي فيتولد فاشتشيكوفسكي على هامش ندوة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حيث اشار في معرض حديثه عن مبادرة ''أمن الانتشار'' إلى الدول المخولة وغير المخولة في إطار الحديث عن أسلحة الدمار الشامل والتقنية النووية وحيازتها أو مطاردة الساعين للحصول عليها· وبداية كان السؤال عن أهمية المبادرة، فقال فاشتشيكوفسكي ''تعد المبادرة أداة مهمة لتطبيق آليات وبنى عدم الانتشار الحديثة على التهديدات والتحديات الأمنية الجديدة، وهي تبني وعيا عالميا بالأخطار التي تمثلها أسلحة الدمار الشامل، كما تشيع وتطور استجابات عملية وتوفر حافزا لمقاربة دينامية فاعلة لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل· واضاف إن مبادرة أمن الانتشار صاغت إجراءات صارمة لمنع شحنات أسلحة الدمار الشامل ونظم إطلاقها والمواد المرتبطة بها وفقا للقوانين الوطنية والدولية وأطرها، وتعتبر إنجازا مشتركا لدول ومنظمات عديدة مشاركة في المساعي الرامية إلى منع انتشار أسلحة الدمار الشامل والمواد ذات العلاقة، وينبغي التأكيد على ان أنشطة المبادرة تنسجم والقوانين والأطر الوطنية والدولية، وان المبادرة تعد مسعى عالميا ذا طبيعة شاملة يعتمد على تعاون واسع بين الدول من مختلف أنحاء العالم· ؟ دار الحديث عن الدول المخولة وغير المخولة، لماذا يجب أن يكون لبعض الدول حق في حيازة التقنية النووية وأسلحة الدمار الشامل كما يكون لها الحق في مطاردة الآخرين والبعض الآخر ليس له حق ومعظم الذي لا يحق لهم من العالم الثالث؟ ؟؟ في الواقع لكل الدول الحق في الحصول على التكنولوجيا السلمية واستخدامها بطرق تخدم مجتمعاتها، ولكن بعض الدول تهدف من ورائها الى تحقيق مكاسب عسكرية أو تنفيذ برامج عسكرية وهو المرفوض دوليا، ولننظر إلى شبكة العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان كمثال، وكوريا الشمالية التي وافقت أخيرا على تفكيك برامجها العسكرية النووية، وحتى إيران التي تعيش أزمة مع العالم لها الحق في التكنولوجيا السلمية· لا أحد يستطيع أن يمنع دولة من هذا الحق، لكن المشكلة تكمن في الاستخدامات غير السلمية لهذه التقنية ووقوعها بيد منظمات غير مسؤولة أو لنقل إرهابية وعند ذاك يقع ما لاتحمد عقباه· وبالنسبة لبولندا وضعتنا حادثة تشيرنوبل أمام قرار مهم وهو أنه يجب أولا تحديث التكنولوجيا التي نمتلكها ووضع خطط حديثة للتكنولوجيا، وقررنا الاستفادة من الفرصة للحصول على خبرة جديدة ووضع خطط لعشرين عاما· ؟ قلت إن العولمة تسببت في خلق سوق لنشر أٍسلحة الدمار الشامل،والعولمة جزء من بناء دولكم ؟ ؟؟ صحيح إن العولمة جزء من مجتمعاتنا، لكن الوجه الآخر لها ان تطوير التقنية خلق الفرصة لاستخدام هذه التقنيات من قبل منظمات ذات أهداف سيئة، فهل يجب أن نغمض أعيننا عن ذلك؟· أنا أتفهم ان العولمة خلقت ذلك الوضع وأتاحت فتح الحدود وهو ماسمح للارهابيين باستخدام ذلك الانفتاح ثم انقلب الأمر علينا وعلى استراتيجياتنا، العالم المفتوح يمكن استخدامه من قبل الإرهابيين، ولكن بالمقابل ما المطلوب هل يجب أن نغلق الحدود أو نرتد عن العولمة؟ ؟ ماهو الحل بنظرك، إذا كنتم لا تريدون الرجوع عن العولمة ولا تستطيعون غلق أبوابها؟ ؟؟ الحل برأيي هو في التعاون بين الدول وخلق فرص لوضع خطط تعالج ضعف القوانين في الدول التي تواجه نمو الإرهاب لديها، وفي الدول الأخرى التي تطور برامج نووية وبيولوجية وكيميائية، يجب تنمية الآلة السياسية بشكل يقود إلى عالم أفضل وأكثر أمنا· ؟ هل الجزء من الحلول التي تعتمدها أوروبا إنشاء درع دفاعية صاروخية، أليس ذلك نشرا لأسلحة الدمار الشامل، ومعظم أوروبا موقعة على هذه المبادرة وغيرها مما سبق إضافة لأميركا؟ ؟؟ أنا أرى الأمر أكثر إيجابية وأشعر بشكل إيجابي في ما يتعلق بالدرع الدفاعي الصاروخي الأميركي· ؟ لكنه خلق أزمة مجددا مع روسيا وهناك حديث عن عودة الحرب الباردة؟ ؟؟ الأزمة ليست في الدرع التي تريد الولايات المتحدة نشرها، الأزمة بسبب سياسة روسيا التي ترفض التعامل مع الدول الديمقراطية بديمقراطية، فالاتحاد الأوروبي دول ديمقراطية تريد بناء نظام تنبؤي مع الحليف الأميركي من أجل رصد احتمالات استهداف بلدان أوروبا وأميركا من قبل منظمات إرهابية، وليس الهدف ما تظنه روسيا التي مازالت تتعامل بشكل وبرؤية قديمة· روسيا ما زالت تعتقد انها دولة عظمى وتريد السيطرة على الأمور وهي ترفض العمل مع الناتو كما تريد تقسيم الحلف وإضعافه والسيطرة على أجزائه· المشكلة بين روسيا وبولندا مثلا انظري كيف تعمل روسيا على تعميق سياساتها مع دول الناتو لجرهم خارج الحلف· وروسيا أيضا تمتلك الغاز الذي تزود معظم أوروبا به وهي بذلك تمسك بعصب حيوي لنا وتهزه بوجهنا ملوحة، هي ليست أزمة خلقت بسبب نظام دفاعي وانما هي أزمة دولة مازالت تظن نفسها إمبراطورية كبيرة وتحاول كما قلت أن تقسم الحلف وتضعفه· ؟ إذن بولندا قد تقبل الدرع الدفاعية مادامت تنظر للأمر من هذه الناحية؟ ؟؟ لقد عرضت الولايات المتحدة علينا بناء قاعدة للرادار تابعة لنظام الدرع الدفاعي في بلادنا لمواجهة تهديدات قد تطالنا مثل كوريا الشمالية وإيران التي لديها صواريخ بمدى 3000 كيلومتر، بمعنى أنها قد تصل بلادنا وجاراتنا الأوروبيات، مثل رومانيا، بلغاريا، اليونان، تركيا، ونحن نتساءل ما السبب في بناء ترسانة كهذه لدى إيران مثلا، بالتأكيد إيران لا تسمح بـ''الستالايت'' (الاطباق اللاقطة) لذلك فهي لا تبني الصواريخ بعيدة المدى من أجل ذلك، إنما تؤسس لبرنامج عسكري، وأقل ما نستطيع فعله هو المواجهة عبر الدفاع والمقاطعة الاقتصادية ولا نريد أن نهاجم، لكن لنا الحق في الدفاع عن أنفسنا ضد أي خطر· ؟ هل يعني ذلك أن هناك نية لدى بولندا بالموافقة؟ ؟؟ أنا لم أقل ذلك، لم نوافق بعد، ولكن إذا وافقنا فسيكون ذلك دفاعا ضد الصواريخ الباليستية القادمة، المهم ان البرنامج ليس هجوميا إنه دفاعي، لنصب رادارات كما قلت لتغطية الجنوب· ؟ لماذا الدرع الصاروخية الأميركية، أليس لدى أوروبا برنامج للدرع الدفاعية ؟ ؟؟ كلا لا يوجد لدى أوروبا نظام لدرع دفاعية صاروخية· ؟ كيف ذلك لقد كثر الحديث ونشر كلام عن نظام لدرع دفاعية أوروبية (ميد) ؟ ؟؟ لا يوجد أي نظام لدرع دفاعي ما حصل انه كان هناك برنامج لدرع دفاعية أوروبية لكنه لم ينفذ ولم يخرج من ورقه، كان جملة مفاهيم لنظام درع دفاعية، هناك نظام دفاعية للناتو لكنه نظام ضد الصواريخ قصيرة المدى وليس ضد الصواريخ بعيدة المدى كالدرع الأميركية، ولهذا فإن الحلف يعمل على المزاوجة بين النظامين الأميركي والناتو من أجل تأمين درع واقية لأوروبا وأميركا، فالنظامان يمكن أن يعملا معا، وأكرر إنهما نظامان دفاعيان وليسا هجوميين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©