"اليمن السعيد" والإنترنت.. قصة نجاح

صنعاء- مهيوب الكمالي: رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل الاتصال بشبكة الإنترنت، بما يحتاجه من أجهزة كمبيوتر ومصاريف للاشتراك مسألة محدودة للغاية في المجتمع اليمني، إلا أن اليمن عرفت الاتصال بشبكة الإنترنت منذ سبتمبر عام ،1996 في بلد أغلبية سكانه البالغ عددهم نحو 20 مليون نسمة من ذوي الدخل المحدود· تحدث المهندس عبد الملك المعلمي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن عن ما تحقق في قطاع الاتصالات والإنترنت والتوجهات المستقبلية قائلا: ''سعت الوزارة الى تحقيق أهدافها وتوجهاتها من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والانجازات من خلال ''المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية'' والسعي نحو تهيئة البنية التحتية اللازمة للاتصالات وتقنية المعلومات، والعمل على تحديث وتطوير خدمات الاتصالات والخدمات الهاتفية عن طريق استكمال تنفيذ الشبكة الرئيسية الرقمية على المستوى الوطني· يقول المهندس كمال الجبري مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية ان رعاية المؤسسة لإنشاء البوابة اليمنية للإنترنت جاء ايمانا منها بضرورة تقديم خدمة الإنترنت بطريقة حديثة وممتازة وقادرة على استيعاب متطلبات التنمية الشاملة في كافة المجالات وتخفيض تعرفة الإنترنت وتشجيع الباحثين والدارسين والطلاب للاشتراك بهذه الخدمة· وافاد المهندس عبد الملك المعلمي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ان الوزارة قامت مطلع العام 2004م بتغيير نظام تشغيل الإنترنت الذي كانت تصل سعته الى 32 ميجابايت ويعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية، وذلك باستئجار 155 ميجابايت عن طريق الالياف الضوئية، واكد ان هذا التغيير ساهم في تحقيق سرعات عالية في خدمة الإنترنت التى تقدمها يمن نت للمشتركين وللقطاع الخاص والجهات الحكومية· وتوجد فى اليمن شركتان لتزويد خدمات الإنترنت، هما شركة ''تيليمن'' www.teleyemen.com.ye وشركة ''يمن نت'' www.yemen.net.ye. وقال المهندس الجبري: ان عدد خطوط الهاتف الثابت حتى بداية عام 2006م بلغت مليونا و 278 ألفا و315 خطا هاتفيا· في حين اعتبر المهندس ياسر العماد مدير ادارة الإنترنت بشركة يمن نت عدد المشتركين في شبكة الإنترنت يتجاوز 200 ألف وقدر عدد المستخدمين في المقاهي والمنازل بنحو 600 الف شخص مما يعني ان الخدمة تنتشر بشكل سريع كما ان مواقع الإنترنت المستضافة لدى المزودين المحليين قد تجاوز 286 موقعا· المهندس الجبري يؤكد ان المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية تسعى لمواكبة التطورات الحاصلة في مجال المعلومات وذلك بتطوير كل ما هو تقليدي لكي يصبح الكترونيا، مثل:E-Government, E-Commerce, .E-Trade, E-Health . نائب المدير التنفيذي لشركة تليمن يتحدث عن الاختلاف في الخدمة التي ينفرد بها كل مزود للخدمة على حدة فقال لنا المهندس عمر بن شهاب: ان خدمة ''Y net'' التي توفرها الشركة تقدم بطائق ايزي اكسس، وهي أسهل طريقة لتصفح الإنترنت اينما يكون المستخدم وبدون عقود او رسوم تسجيل، وبدون رسوم اشتراك شهرية او فواتير كل ذلك يستعاض ببطاقات ايزي اكسس التي توفر للمستخدم اسرع الطرق واسهلها لتصفح الإنترنت واستخدام البريد الاليكتروني والاستفادة من كل الخدمات التي تقدمها شبكة الإنترنت· وايزي اكسس توجد في ثلاثة انواع، كل نوع له قيمة معينة وساعات استخدام محددة· وقال بن شهاب نائب المدير التنفيذي لتليمن ان المستخدمين للإنترنت في اليمن هم الذين يستطيعون التمييز بين التسهيلات والخدمات التي تقدم من قبل واي نت أو يمن نت كمزودين للخدمة· واضاف بن شهاب ''ندرك تماما أهمية كفاءة وسيلة الاتصال وكيف يمكن للمؤسسات والأفراد الاستفادة من إمكانية التراسل بالنطاق السريع'' قائلا بأنه ومن خلال إطلاق خدمةY.net ADSL التي وفرتها واي نت فان الشركة تحقق هدفا من أهدافها الرامية إلى توفير خدمات اتصال عالية الكفاءة لتربط اليمن بالعالم وهي مهمة من مهام الشركة· من جانبه يلخص المهندس ياسر العماد مدير الانترنت بشركة يمن نت الخدمات التي توفرها شركته، خدمة سوبر يمن نت والاتصال الهاتفي والرقمي والخط المؤجر وتراسل المعطيات واستضافة المواقع وحجز IP. وعن خدمة ال(سوبر يمن نت) يقول المهندس العماد بأنها عبارة عن خط المشترك الرقمي اللامتماثل (ADSL)، خدمة متقدمة تتيح الدخول بسرعة عالية على الإنترنت عبر الخط الهاتفي العادي· ويمكن لخدمة سوبر يمن نت أن تتيح حلول غير مكلفة توفر السرعات العالية المطلوبة لتصفح الإنترنت بشكل فعال· خدمة استخدام خط المشترك الرقمي غير المتماثل Asymmetric Digital Subscriber Line أوالـ ADSL. تنقل كل من معلومات الإنترنت والمكالمات الصوتية في نفس الوقت، دون خفض مستوى جودة الخدمة لأي منهما· واللامتماثل Asymmetric تعني بحسب المهندس العماد أن سرعة التحميل من الانترنت Download لا تساوي سرعة النقل من الكمبيوتر إلى الانترنت Upload.وهي خدمة مريحة صممت خصيصا لتلبي شريحة كبيرة من مستخدمي الشبكة التي تتضمن مستخدمي الشركات الذين يحتاجون إلى اتصال فائق السرعة بالإنترنت على مدار 24 ساعة ·وتعمل خدمة الإنترنت سوبر يمن نت على نقل المعلومات أسرع من المودم العادي بعدة أضعاف · سألنا المستخدم الصحفي عبد الواحد البحري عن المميزات التي يجدها المشترك والتعاملات مع الشركتين المزودتين للخدمة والتحديات الماثلة حاليا امام المشتركين فقال: كلتا هما ''واي نت ويمن نت'' تبحث عن العملاء ولكل مزود جمهوره وسوقه لتسويق بضاعته لكن من خلال تعاملنا الشخصي مع خدمة الشركتين نجد التساوي في التسهيلات المقدمة وبعض السلبيات التي تحتاج الى اعادة النظر في حلها خصوصا وهناك شكاوى من قبل الجمهور تنصب حول بطء الخطوط المستخدمة ورداءة الخدمة والمشاكل التي تنعكس على نفسية المستخدم· وقال :كثيرة هي المشاكل الناجمة عن استخدام الانترنت بشكل غير موجه وعلمي لان مجتمعنا اليمني يحتاج الى المزيد من المعرفة عن جدوى الاستفادة من الشبكة العالمية العنكبوتية التي تعد اليوم موردا اقتصاديا هاما لكل الدول المتقدمة والنامية · وقد سألنا المهندس ياسر العماد مدير الانترنت بيمن نت عن الاشكاليات القائمة في هذا المجال والتحديات التي تواجه شركته فقال: بطء الخط او تسريعه يرتبط احيانا بقرب خط الهاتف من تيار الكهرباء ومدى سلامة ربط الخط من السنترال الى غير ذلك من الاسباب الفنية · واضاف العماد نواجه اشكالية معينة تنحصر في النظرة الدونية لقيمة شبكة الانترنت في مجتمع تسود اوساطه الامية الابجدية والثقافة التقليدية والعادات التي تنتقص من قيمة الاستفادة من الانترنت ومع ان الامور تتجه نحو الانفتاح من خلال وسائل الاعلام وثورة المعلومات المتدفقه الا ان هناك مشكلة اخرى تواجه تقدمنا خطوات الى الامام وخصوصا في نقص التأهيل للكوادر البشرية وعدم امتلاك اجهزة الحاسوب مما دفع جهات الاختصاص الى تبني دورات لتدريب المشتركين على كيفية التعاطي مع الانترنت وكذا تبني مشروع رئيس الجمهورية لتوزيع اجهز الحاسوب بالتقسيط من اجل المساعدة في انتشار خدمة الانترنت والتعامل معها بسهوله ويسر · كما ان هناك من يعتقد ان الانترنت فقط وظيفتها نشر المناظر الاباحية المناهضة لقيم المجتمع وهذا فهم خاطئ ونحن بدورنا نستخدم تقنيات متطورة لحجب وفلترة المواقع المخلة بالآداب والمسيئة للوطن وسمعته او تلك التي تشوه تراثه الثقافي والحضاري، سالنا المهندس العماد عن الشكاوي المقدمة من بعض أصحاب المواقع الالكترونية الحزبية والاهلية الذين يقولون بأن مواقعهم تعرضت للحجب اثناء الانتخابات الرئاسية والمحلية فاجاب قطعا بأن هذه الجهات دائما تختلق لها المبررات بحثا عن الشهرة الخارجية وتحاول الظهور بانها ضحية من اجل الحصول على مصلحة مشبوهة·