الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«براءة الاختراع» تمنع الهواتف الصينية من «العالمية»

«براءة الاختراع» تمنع الهواتف الصينية من «العالمية»
19 ديسمبر 2014 21:50
ترجمة: حسونة الطيب: حققت شركات صناعة الهواتف المحمولة الصينية نجاحاً كبيراً في السوق الداخلية، لكنها تواجه عدداً من العقبات التي تعترض طريقها وهي تحاول تكرار ذلك النجاح في الخارج، وتأكيداً لذلك، اصطدمت شياومي واحدة من أكثر شركات صناعة الهواتف الذكية نمواً في الصين، بعقبة قانونية في الهند. وأصدرت مؤخراً إحدى المحاكم الهندية إنذاراً قضائياً، ضد استيراد وبيع هواتف شياومي المحمولة في الهند، في الوقت الذي تنظر فيه المحكمة شكوى براءة اختراع ضد الشركة مقدمة من قبل شركة أريكسون السويدية لإنتاج معدات الاتصال، وتدعي الشركة السويدية قيام شياومي باستخدام تقنيتها، في الوقت الذي ترفض فيه دفع عوائد مقابل ذلك. وأثار هذا القرار قلق شياومي وعرقل خططها في الهند التي حظيت فيها بحصة سوقية قدرها 1,5 % خلال الربع الثالث، بعد بدئها ممارسة البيع هناك في يوليو، وتدعي الشركة أنها لم تستلم أمر المحكمة حتى الآن، كما رفضت التعليق على الآثار المالية المترتبة على هذا الحظر. وقال مانو جين، مدير عمليات الشركة في الهند: تُعد الهند سوق بالغة الأهمية بالنسبة لشياومي، وسنقوم بالرد حالما تطلب الأمر ذلك». ويعكس الإنذار القضائي أن هيمنة الشركات الصينية لصناعة الهواتف المحمولة في الخارج، ليست بالأمر اليسير، رغم أنها أصبحت من ضمن أكبر الشركات مبيعاً في العالم في ظل مبيعات محلية قوية، حيث تسعى الآن للتفوق في الخارج على علامات تجارية راسخة مثل سامسونج وأبل، وبريادة شياومي، فإن أفضل خمسة من بين عشر شركات لبيع الهواتف الذكية صينية، مقابل اثنين فقط، هواوي تكنولوجيز، وزد تي إي، قبل ثلاثة أعوام. وحتى تكون قادرة على تحقيق النجاح خارج الصين، يترتب على هذه الشركات، التغلب على عقبات لم يسبق لها مجابهتها في سوقها المحلية، التي تتضمن نفقات براءة الاختراع واهتمامات المستخدم المتعلقة بالقرصنة الالكترونية. ويقول ليكسينج شينج، مدير عمليات زد تي إي في أميركا: ينبغي على العديد من شركات صناعة الهواتف المحمولة الصينية إعادة التفكير، قبل اتخاذ قرار التوسع في الخارج. وإذا لم تملك الشركة المقدرة على الابتكار، فإنها ربما تخاطر بمخالفة الملكيات الفكرية لشركات أخرى. وينبع نجاح شياومي، من بيعها لهواتف بمزايا تنافس شركات كبيرة مثل أبل وسامسونج وبثلث السعر، حيث تعمل على خفض التكلفة من خلال التسويق على المواقع الالكترونية، وتوسعت الشركة في 2014 في أسواق شملت جنوب آسيا والهند، حيث من المتوقع بلوغ مبيعاتها نحو 60 مليون وحدة حول العالم، مقارنة بنحو 18,7 مليون في 2013. وتُعد قضايا براءة الاختراع سمة شائعة في قطاع المنتجات العالية التقنية، حيث يتضمن على سبيل المثال جهاز هاتف ذكي واحد، نحو 200 ألف براءة اختراع وملكية فكرية، وللحصول على حق استخدام هذه التقنيات في كل بلد، يترتب على شركات صناعة الهواتف المحمولة التوقيع على اتفاقيات ترخيص متبادلة وشراء براءات الاختراع أو دفع قيمة معينة مقابل استخدامها. وتتميز الأسواق التي تتمتع بالمزيد من حماية الملكية الفكرية مثل، أميركا وألمانيا وبريطانيا، بتحديات أكبر بالنسبة للقادمين الجدد مثل شياومي، بالمقارنة مع الأسواق الناشئة التي تضعف فيها هذه الحماية. ويقول هيوجو بارا نائب الرئيس الدولي لشركة شياومي: لا يختلف وضعنا كثيراً عن الأخرين عندما يتعلق الأمر ببراءة الاختراع، وتقدمت الشركة للحصول على عدد من هذه البراءات في الصين وإبرام اتفاقيات ترخيص في الخارج، وتخفيف المخاطر ليس بالعامل الحاسم في اختيار شياومي لأفضل الأسواق لعمليات التوسع في الخارج. ويؤكد الخبراء العاملون في القطاع أنه من الضروري للشركات الصينية التصدي للتحديات القانونية في الأسواق الخارجية عند اتخاذها لقرارات التوسع، وتعتبر أميركا، أكثر الأسواق حدة من الناحية القانونية بالنسبة لشركات التقنية العالمية. ويعتبر الحصول على براءات الاختراع، العامل الرئيسي وراء الاستحواذ الأخير لشركة لينوفو على موتورولا موبيلتي الأميركية مقابل 2,91 مليار دولار، وببيعها لهواتف تحمل علامة موتورولا في الأسواق الأميركية، يمكن لشركة لينوفو استغلال الملكية الفكرية للشركة الأميركية بجانب علامتها التجارية. ودفعت شركة زد تي إي نحو 17,4 مليار دولار للشركات الأميركية، مقابل الحصول على التراخيص وشراء التقنيات والمنتجات على مدى الأربع سنوات الماضية، وتقدر عائدات الشركة في 2014 بنحو 75,2 مليار يوان (12,2 مليار دولار). كما على الشركات الصينية، أن تنأي بنفسها بعيداً عن الاهتمامات الخاصة بعمليات المراقبة الالكترونية التي تقوم بها حكومتها، التي كثيراً ما يتهما الغرب بالتجسس الإلكتروني. وكشفت شركة إي سيكيورتي الفنلندية العاملة في أمن الكمبيوتر، بعد فحصها لأحد هواتف شياومي، أنه يقوم بإعادة إرسال بيانات غير مشفرة لمُخدمات في بكين. ودفاعاً عن نفسها، عللت الشركة إرسال البيانات بأنه جزء من خدمة الرسائل السحابية وقامت بإصدار برنامج لتحديث تشفير البيانات. ولا تزال صورة الصين مشوهة في الخارج، حيث كان ذلك يتعلق في بادئ الأمر ببراءة منتجاتها، لكنه تحول في الوقت الراهن إلى حرب التجسس الالكترونية بين بلدان مختلفة. وتستمر العديد من شركات صناعة الهواتف المحمولة الصينية في المعاناة، نتيجة عدم شهرتها في الخارج، حيث تضمنت قائمة مؤسسة إنتربراند لأفضل 100 علامة تجارية عالمية، علامة صينية واحدة فقط احتلتها هواوي عند المرتبة 94. وفي ظل انتشار الهواتف الرخيصة، اعتبر العديد من خبراء القطاع الوعي بالعلامة التجارية أمراً بالغ الأهمية. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©