السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العرب في سنجار.. ترقب وخوف من عدوين

العرب في سنجار.. ترقب وخوف من عدوين
18 ديسمبر 2015 00:23
سينجار (أ ف ب) خرج مسلحو تنظيم داعش الإرهابي الذين احتلوا سنجار العراقية العام الماضي وذبحوا أبناء الأقلية الإيزيدية واستحيوا نساءهم، من المدينة بعد أن طردتهم القوات الكردية والمسلحين الإيزيدين مدعومين بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة الشهر الماضي. بيد أن العرب السنة الذين كانوا يعيشون جنباً إلى جنب مع الإيزيدين على مدار أجيال يرون أن الكابوس لم ينته بعد، ويخشى كثير منهم من هجمات الانتقام، بينما تشير تقارير إلى عمليات تخريب متعمد وسرقة لمنازل السنة هناك. وقال عمر عيدو، وهو مسلم سني مولود في سنجار ويعيش الآن في مخيم للاجئين، مستنكراً: «هل جميع السنة داعش؟»، مضيفاً: «فررنا مع الإيزيديين بسبب التنظيم الإرهابي، ونحن في نفس الموقف، ولا سبب يدعو إلى سرقة منازلنا وتخريبها». وخلال العام الماضي بأسره، عاش عيدو، البالغ من العمر 42 عاماً مع أسرته في مخيم هارشام للنازحين في ضواحي العاصمة الكردستانية إربيل. ومثل كثير من سكان المخيم، يؤكد أنه يخشى من الميلشيات الإيزيدية، بقدر ما يخاف من تنظيم داعش. ورغم ذلك، لا دليل على أن القوات الكردية أو الإيزيدية ارتكبت جرائم مماثلة لما فعله التنظيم الإرهابي الذي اختطف وقتل آلاف الإيزيديين في سنجار إضافة إلى آلاف المسلمين السنة الذين عارضوا حكمه في سوريا والعراق. وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من التقارير بشأن انتهاكات بحق العرب السنة في أجزاء من العراق تم تحريرها من قبضة «داعش». وأشارت المفوضية التي تتخذ من جنيف مقراً لها، إلى أن «التقارير تفيد أن قوات أمن عراقية وأخرى كردية وميلشيات تابعة لهما مسؤولة عن سرقة وتدمير ممتلكات خاصة بالعرب السنة، إضافة إلى عمليات تهجير قسري وخطف واحتجاز غير قانوني، وفي بعض الأحيان عمليات قتل خارج الإطار القضائي». وفي يناير الماضي، قالت منظمة العفو الدولية إن 21 من سكان سنجار قتلوا، وتم خطف العشرات وأحرق عدد من المنازل على يد ميلشيات إيزيدية في القرى العربية بالقرب من سنجار، في هجوم انتقامي واضح. ومن جانبهم، أقر مسؤولون أكراد وإيزيديون أن عمليات سرقة قد حدثت أثناء حالة الفوضى التي عمت إثر المعركة مع «داعش»، ولكنهم يؤكدون أن الإيزيديين كانوا يستردون ممتلكاتهم. وقال «شيخ شامو»، وهو عضو إيزيدي في البرلمان الإقليمي الكردستاني: «إن هذه الأمور ستحدث في كل مرة تغيب فيها السلطة، أو عند تحرير المناطق»، مضيفاً: «دائماً ما يوجد مرضى نفوس يستغلون مواقف مثل هذه ويسرقون الأشياء». وأفاد «خايدي بوزاني»، وهو ممثل إيزيدي لوزارة الأوقاف الكردستانية، بوقوع قتلى بين المدنيين في الأيام الأولى بعد تحرير المدينة، وسرقة منازل وإحراقها، لكنه لم يقدم أرقاماً محددة. وذكر قائد أحد الميلشيات الإيزيدية، «شامو آيدو»، أن السكان المسلمين في المدينة الذين لا تربطهم علاقة بداعش مرحب بعودتهم، ويصر على أن كثيراً من العائلات أقدمت على ذلك بالفعل. ويؤكد كثير من النازحين أنهم يشعرون بأنهم محتجزون بين داعش والإيزيديين، وكلاهما يعتبرونهم خائنين. وتشير ابتسام أحمد، البالغة من العمر 33 عاماً، والتي غادرت سنجار وتعيش الآن في «مخيم هارشام»: «كان لدينا عدو واحد هو داعش، والآن أصبحنا أمام عدوين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©