الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ترميم المباني التاريخية والأثرية في العين بمواصفات عالمية

ترميم المباني التاريخية والأثرية في العين بمواصفات عالمية
17 مايو 2007 01:49
العين - صالحة الكعبي: بتوجيهات ومتابعة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من أجل المحافظة على تراث دولة الإمارات والمباني التاريخية في مدينة العين، تسعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى خطة عمل لترميم المباني الأثرية في مدينة العين، سعياً للوصل بها إلى المعايير الدولية التي وضعتها اليونيسكو· وكانت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ممثلة بإدارة البيئة التاريخية بدأت مشروع ترميم وإعادة تأهيل مسجد الجاهلي، ويقع المسجد محاذياً لقلعة الجاهلي، حيث يتصل بالقلعــة اتصالاً تاريخياً وثيقاً منذ بناء القلعة أواخر القرن التاسع عشر· وقد سبقت المشروع عملية توثيق هندسية دقيقة لحالة المسجد الآن والإضافات التي حدثت له، بالإضافة لعملية التوثيق التاريخية، ويهدف المشروع إلى إرجاع المسجد إلى حالته الأصلية، وذلك من خلال إزالة جميع الإضافات الحديثة والمشوهة للمسجد، وتدعيم الحوائط من الأسفل، وإعادة بناء الأجزاء التي اندثرت أوالتي تكون بحالة سيئة جداً، ومعالجة الأجزاء التي يمكن معالجتها وفقاً للمعايير الدقيقة للترميم والحفاظ العمراني· كما بدأت الهيئة بمشروع الحفاظ والترميم لبيت حمد بن هادي الدرمكي الواقع بواحة الهيلي، وهو بيت تاريخي مبني من الطين يعتقد أنه يعود للقرن الثامن عشر، ويتميز البيت بموقعه الجميل في وسط الواحة محاطاً بمزارع النخيل وبقيمته التاريخية حيث يعكس نمطاً سائداً في البناء في ذلك الوقت، ويهدف المشروع إلى ترميم البيت التاريخي وفقاً للمقاييس العالمية، وبطريقة تضمن استمراريته واستدامته، وذلك بالتعاون مع مختصين دوليين في البناء الطيني شاركوا في عملية الترميم الكبيرة التي حدثت في مدينة بام الإيرانية بالتعاون مع اليونسكو· وقد تم وضع خطة واضحة للمشروع لعدة مراحل تبدأ بعملية المسح الهندسي والأثري والتدعيم للحوائط الطينية، والقيام بالتجارب المخبرية لمادة الطين المستخدمة ومعالجة الحوائط والأجزاء المتضررة، ووضع تصور للاستخدام المستقبلي للبيت التاريخي· متحف قصر العين كما تعمل هيئة الثقافة والتراث على إعادة ترميم متحف قصر العين، وهو قصر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''، والذي يعود إلى سنة ،1973 وتم تحويله إلى متحف في سنة ،1998 وفتح أبوابه للجمهور في سنة ·2001 فالهيكل الأصلي يشتمل على مقر إقامة خاص للرئيس وعائلته داخل مجمع من الأفنية تمنح الخصوصية بعيداً عن الشؤون الملحة للدولة، وكان القصر مركزاً للشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' في العين بين سنة 1966/ ·1973 فالأناقة البسيطة التي يمتاز بها البناء ممزوجة مع الحدائق المنعشة والمنعزلة وأشجار النخيل الخلابة في الناحية الغربية من واحة العين، تقدم استقبالاً لا يمحى من الذاكرة لهؤلاء الذين سافروا عبر الصحراء المحيطة بالمكان في ذلك الوقت· فالأفنية الخارجية تحتوي على مجالس مختلفة وغرف اجتماعات، حيث كان الشيخ زايد رحمه الله يستقبل الوجهاء المحليين والأجانب· والمناطق الجانبية المخصصة لاستقبال الزوار المحليين مؤثثة تقليدياً بالوسائد الأرضية، بينما تمتد مناطق الضيافة لغير المواطنين إلى مناطق تم تأثيثها بطابع أوروبي في الغالب· كما تم توفير مناطق منفصلة للنساء فقط تم تخصيصها لاستقبال ضيفات القصر· وبمحاذاة ذلك توجد غرفة معد القهوة الذي يتوجب عليه العناية بطلبات الضيوف الذين يمكن أن يقدم لهم وفرة من المشروبات والتمور والمأكل التي تعكس الكرم في قصر سموه· وهناك فناء داخلي يحتوي على المطبخ الرئيسي وغرفة التخزين، وبمحاذاتها يوجد المصدر الحيوي للماء وهو البئر· أما الخيمة الكبيرة على أرض القصر فهي عبارة عن ارتباط ايقوني مع الحياة البدوية· لقد كان الشيخ زايد ''رحمه الله'' فخوراً بالاجتماع هناك مع الضيوف والشخصيات المهمة· سيارة لاند روفر وأحد الرموز الأخرى لالتزام الشيخ زايد مع شعبه يتمثل في سيارة اللاندروفر التي جال فيها مختلف المناطق عبر الصحراء لزيارة القبائل وتفهم واحترام الظروف التي كانوا يعيشونها· ويوجد نموذج لسيارة اللاندروفر الخاصة بالشيخ زايد معروضٌ حالياً في المتحف· ويحتوي المتحف على عدة صور رائعة للعائلة الحاكمة وشجرة العائلة التي توضح الأصول العريقة لنسب الشيخ زايد رحمه الله · وهناك غرفة الدراسة وتحتوي على مجموعة من الطاولات وسبورة قديمة، وهي الغرفة التي كان يتم فيها تدريس أبناء العائلة الحاكمة وتعليمهم على يد مدرسين خاصين· أما الحياة الروحية للعائلة الحاكمة فكانت تمارس في غرفة القرآن الكريم· من الناحية المعمارية، يتكون قصر العين من جميع خصائص الأبنية المهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة· فجدرانه الخارجية الضخمة تحتوي على فتحات شرفات مثلثة الشكل مخصصة بشكل خاص كوسيلة دفاعية بالنسبة للحراس، ومن ناحية أخرى تقوم قلعة مكونة من أربع طبقات بحماية البوابة الرئيسية· أما البوابة الخارجية الكبيرة فهي الممر الذي من خلاله يترك الزوار وراءهم ضجة وحركة المدينة العصرية· ومباشرة توجد روح من الهدوء حيث يتم الدخول إلى كل واحد من الأفنية الستة من خلال أبواب منقوشة وممرات مبردة· وفي زمن لم يكن فيه تكييف الهواء معروفاً، كان يتم تبريد المباني من خلال إضافة شرفات عريضة ومربعة لتظليل الغرف الرئيسية بمناخل مصنوعة من الحجر أومن الخشب المنقوش بطريقة رائعة، حيث تسمح بمرور الهواء البارد· وهذا هو الطابع المميز للتصميم، حيث إن ذلك يشكل مسحة جمالية رائعة من خلال الألوان والصفة المميزة للمواد المحلية الممزوجة مع الظلال العميقة والمنقوشة بصورة هندسية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©