الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النصر يحقق الإقناع والإمتاع بطريقة هجومية «منضبطة» أمام الوصل

النصر يحقق الإقناع والإمتاع بطريقة هجومية «منضبطة» أمام الوصل
7 ديسمبر 2013 23:43
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب «دورينا» أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري الخليج العربي، يفتح «ستاد الاتحاد» أبوابه، ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم، رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً للعام الثالث على التوالي، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير، مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع، في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وتشرح طرق اللعب، والتغييرات التي أدت إلى الفوز أو الخسارة، ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة، من خلال طريقة اللعب والمتغيرات الأخرى، أثناء مجريات اللقاء، ليجد القارئ نفسه أمام المباراة مرة أخرى، ولكن في شكل جديد. دبي (الاتحاد)- وصل أداء النصر في مباراته أمام الوصل إلى درجة الإقناع والإمتاع، وهو ما يعد تأكيداً على ما يمكن أن يقدمه الفريق هذا الموسم، وذلك بعد تخطي الجزيرة في الجولة الماضية في أبوظبي، والتمكن من الفوز بسداسية على الوصل في هذه الجولة، وهو ما يعني تشكيل «العميد» لشخصيته الجديدة تحت قيادة الصربي إيفان يوفانوفيتش، مدرب الفريق، الذي يلعب بنزعة هجومية، مع الحفاظ على حالة الثبات والتوازن الدفاعي في الوقت نفسه. ونجح النصر أمام الوصل في الاستحواذ الرائع، الذي يرفع به معنويات لاعبيه، ويستهلك من خلاله جهد الفريق المنافس، ويحبط معنوياته، وذلك مع وجود السرعة الكبيرة في التحرك والتمرير، والقدرة على التحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس، وتغيير إيقاع اللعب حسب ظروف اللقاء، وذلك مع وصول اللاعبين إلى حالة «الحدة البدنية» التي تجعلهم الأسرع والأقوى والأكثر تحكماً أمام المنافس، مع وجود حالة من الوعي الخططي لمعظم اللاعبين في التحرك وخلق الفرص واستغلالها. وبالفعل كانت هناك بعض المؤثرات التي ساعدت النصر، مثل الحصول على ضربة جزاء والتقدم منها مبكراً، وهي التي أثرت نفسياً على لاعبي الوصل، لكن بعد ذلك ظل مستوى لاعبي «العميد» في ارتفاع، من خلال الأداء المنضبط، رغم توالي الأهداف، وذلك بالقدرة على التمرير الحاسم في عمق دفاعات الوصل، وعلى الجانبين أيضاً، واستغلال الثغرات الكثيرة في دفاع المنافس وخلف لاعبيه، وهو ما أفقد لاعبي «الأصفر» تماسكهم الخططي والنفسي معاً. وأخطأ الأرجنتيني كوبر مدرب الوصل في اللعب برأسي حربة رغم علمه بقوة خط وسط النصر، وكان يجب التضحية بمهاجم من الاثنين، لمصلحة الزيادة العددية في وسط الملعب، وزاد الخطأ بعد طرد ياسر سالم، حيث كان يجب استبدال مهاجم والدفع بلاعب مدافع، ومحاولة تقليل الخسائر، فلا يعقل اللعب باثنين من المهاجمين، في ظل النقص العددي، وتفوق المنافس في كل شيء، وفي ظل استمرار أخطاء الدفاع الفردية والجماعية، من خلال عدم القدرة على غلق المساحات أو مواجهة مهارة لاعبي النصر. كما أن استخدام دوندا كلاعب ارتكاز أخل بالواجبات الدفاعية من الوسط، وتحمل محمد جمال وحده عبء مواجهة لاعبي النصر أمام الرباعي الدفاعي، خاصة أن المنافس لعب بطريقته المعروفة 4-2-3-1، مع القدرة على تغيير اللاعبين لأماكنهم بشكل «ديناميكي» جيد، والتعامل مع الموقف بجدية شديدة واحترافية عالية طوال زمن المباراة، رغم التقدم المبكر والسيطرة الكاملة على مجريات اللعب، وهو دليل كبير على وصول الفريق إلى مرحلة جيدة من تحمل المسؤولية. وتميز خط وسط النصر بقيادة حبيب الفردان، ومعه إيدير وبريت هولمان، ثم علي حسين وليما في أداء الواجبات الهجومية والدفاعية في الوقت نفسه من العمق ومن الجانبين، وهو ما كان بمثابة الدعم الكبير للظهيرين محمود حسن وحسن أمين، حيث كانت التحركات وفق نظام جيد ودون عشوائية رغم توالي الأهداف، وبكثافة كبيرة في كل المواقف الدفاعية والهجومية، وهو ما أكد التصاعد المستمر لمستوى الفريق منذ مباراة بني ياس ثم العين رغم الخسارة، ومن بعدها الجزيرة والوصل. وللمرة الثانية نشعر بأن اللاعبين أنفسهم في حالة استمتاع وهو يلعبون المباراة، مثلما حدث أمام الجزيرة في الجولة الماضية، وكأنهم لا يريدون للمباراة أن تنتهي، وهو ما كان على النقيض تماماً في حالة لاعبي الوصل، الذين تمنوا لو انتهت المباراة بعد ربع الساعة الأولى، في ظل الارتباك الكبير الذي ضرب صفوف الفريق مبكراً، ورغم الطرد فإن هناك الكثير من الفرق التي تستطيع تعويض النقص العددي، وتقديم الأداء المتوازن، واللعب على تحقيق أفضل نتيجة، بل أن هناك من يتفوق على نفسه ويحقق الفوز وهو يلعب ناقصاً. لعب الوصل بطريقة 4-4-2، والتي تحولت بعد طرد ياسر سالم إلى 4-3-2، مع إصرار غريب من المدرب على الاحتفاظ برأسي الحربة على أمل الضغط الهجومي، وهو أمر كان صعباً أمام تفوق مدافعي النصر فنياً وبدنياً، وكان يجب محاولة الحفاظ على التوازن، حتى تمر الدقائق التي تلت الهدف الأول والطرد، لكن ذلك لم يحدث، وزادت حالة عدم الاتزان في المهام الدفاعية، كما لم يكن الأداء الهجومي على المستوى الذي يجبر لاعبي النصر على البقاء في الخلف للدفاع عن مرماهم، حيث اختفى دور سانجاهور تماماً، وأيضاً لم يقدم محمد ناصر المطلوب منه. وكان من الممكن الاستغناء عن سانجاهور، والإبقاء على عبد الله كاظم للحفاظ على التوازن في وسط الملعب، لتصبح طريقة اللعب 4-3-1-1، وكان من الممكن تفادي اتساع الفارق باللعب كوحدة واحدة في مواجهة انطلاقات لاعبي النصر، والاهتمام بالأدوار الدفاعية بصورة أكبر، مع وجود معاناة كبيرة وصعوبة شديدة في تطوير الهجوم، ولكن يمكن القول إن مباراة النصر بالنسبة للوصل كانت بمثابة «الكابوس» في يوم للنسيان. وأكدت المباراة حاجة فريق الوصل لتبديل لاعبيه الأجانب الأربعة في الانتقالات الشتوية خلال يناير المقبل، وذلك لإثراء حالة كل خطوط اللعب وتنشيطها، خاصة أن وضع الفريق الحالي لا يمكن أن يحقق طموح جماهيره، كما أكدت تفوق المدرب الصربي يوفانوفيتش في قراءة المباراة ووضع التشكيل الأمثل، بدليل نجاحه في تعويض غياب توريه بمشاركة حسن محمد، ونجح في تعويض غياب طارق أحمد المطرد في الجولة الماضية. وأيضاً تعويض ليما بعد إصابته، وذلك من خلال «الجماعية»، بعد أن أصبح البدلاء في حالة جاهزية دائمة للمشاركة. درجات اللاعبين «من 10» النصر يوسف الزعابي محمود حسن هلال سعيد راشد مال الله حسن أمين ليو ليما علي حسين هولمان حبيب الفردان إيدير حسن محمد الوصل أحمد ديدا عثمان الهامور وحيد إسماعيل ياسر سالم غانم بشير محمد جمال دوندا فهد حديد عبد الله كاظم محمد ناصر سانجاهور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©