رضا سليم (عجمان)- تغطية مباريات دوري الخليج العربي لكرة القدم لا تقتصر على رصد النتائج، وتصريحات مختلف عناصر اللعبة، خاصة الأجهزة الفنية واللاعبين، وأيضاً التحليل الفني للقاءات كل جولة، ولكن هناك أيضاً العديد من الجوانب التي تحتاج إلى إلقاء الضوء، مثل «سوبر ستار» الذي يركز على النجم الأول في الجولة، مع التركيز على أهم لحظات التحول في اللقاءات، ورصد الأحداث التي تمثل خروجاً عن النص، واللاعب الذي يجلس على دكة البدلاء ويسهم دخوله في قلب الموازين رأساً على عقب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى التي ترصدها «الاتحاد» عقب نهاية كل جولة.
سقط عجمان بطل كأس المحترفين لكرة القدم، في دوامة الهبوط مبكراً، بعدما تراجع إلى المركز قبل الأخير في جدول الترتيب برصيد 6 نقاط، جمعها في 9 جولات، بفوز «يتيم» على الوصل، والتعادل في 3 مباريات والخسارة 5 مرات منها 3 لقاءات على التوالي، ولا يبتعد «البرتقالي» كثيراً عن الشعب الأخير وله 4 نقاط، في الوقت نفسه لم ينجح «البركان» في التفوق على منافسيه في صراع «القاع» حتى الآن، بعدما خسر أمام دبي بهدفين مقابل هدف في الجولة الأخيرة، ليقفز «الأسود» فوقه في الترتيب بفارق نقطة.
وضع بطل كأس المحترفين في الموسم الماضي نفسه في موقف صعب، بل أصبح علامة استفهام كبيرة، في تراجع المستوى قبل النتائج، وتحول «الحصان الأسود» في آخر موسمين، بعد عودته من دوري الدرجة الأولى إلى «الأضواء والشهرة»، إلى «حمل وديع»، يخسر بسهولة، ويهدر النقاط بطريقة سهلة، وهو ما حدث في مباراة الشعب، حيث خسر نقطتين في آخر دقيقة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، بعدما كانت الجماهير تنتظر الاحتفال بالفوز الثاني، وهو ما تكرر أمام دبي، وبدلاً من أن يحافظ الفريق على سلسلة التعادلات الأخيرة التي تحققت في مباراتي الشعب والظفرة، تحت شعار نقطة أفضل من الخسارة، سقط في دوامة الخسارة أمام منافس مباشر له في «حرب القاع».
تفتح «الاتحاد» ملف الفريق «البرتقالي»، الحصان الأسود سابقاً، وطرحت الأسئلة وعلامات الاستفهام عن سر التحول الكبير في أداء الفريق، وهبوطه الاضطراري في المستوى والنتائج، خاصة أن هجومه سجل 15 هدفاً، ويحتل المركز العاشر في ترتيب أقوى هجوم في الدوري، واهتزت شباكه 19 مرة، ليكون خامس أضعف دفاع، ويتفوق فقط على الشعب والإمارات ودبي والوصل، فهل أصابت عجمان لعنة الفوز بكأس المحترفين، أم أن «عين الحسود» أصابته في مقتل، ودفعته إلى المركز قبل الأخير؟!.
من جانبه، اعترف خليفة الجرمن، رئيس مجلس إدارة نادي عجمان، بدخول فريقه دائرة الخطر، في منطقة الهبوط أسفل جدول الترتيب، وهو ما يحتاج إلى سرعة تعديل الوضع، مع تقارب النتائج بين الفرق الأربعة التي تحتل قاع الترتيب، كما اعترف بتراجع مستوى «البرتقالي» هذا الموسم، وقال: «الفريق لا يظهر بمستواه الحقيقي هذا الموسم، والذي اعتاد أن يقدمه في كل المباريات، بصرف النظر عن النتائج، ودائماً يحقق النتائج المقترنة بالعروض الجيدة في الموسمين الماضيين، عندما عاد من الدرجة الأولى، إلا أن الأداء غير مقنع هذا الموسم، ليس للاعب بعينه بل الجميع.
وكشف الجرمن عن الأسباب الحقيقية، وراء تراجع المستوى، وقال: «ظروف كثيرة واجهت الفريق منذ بداية الموسم، في مقدمتها الإصابات التي طاردت الفريق من أول مباراة، بل أن بعض اللاعبين غابوا عن الجولتين الأولى والثانية، بعد أن داهمهم شبح الإصابات في «الودية» قبل بدء الدوري، وهو ما أسفر عن التغييرات الكثيرة في التشكيلة وعدم ثباتها، والمعروف أن أي فريق يلعب كل مباراة بـ «توليفة» مختلفة، يعاني من عدم الانسجام بين اللاعبين، ولو أن أحد فرق المقدمة تعرض لمثل ظروف «البرتقالي»، فمن الطبيعي أن يتأثر سلباً.
وأكد رئيس مجلس إدارة نادي عجمان أن الفرق أصبحت تتعامل مع «البرتقالي» بشكل مختلف عن المواسم الماضية، بعدما حقق كأس المحترفين، وباتت الأنظار متجهة إليه، وتلعب بكل قوة أمامه من أجل الفوز على البطل، والمؤكد أن كأس المحترفين ليست «لعنة»، أو أن «عين الحسود» أصابت الفريق بعد الفوز باللقب، وطبيعي أيضاً أن تنظر فرق الدوري إلى عجمان على أنه بطل، وتتعامل معه على هذا الأساس، ونحن ندرك ذلك، ولكن الظروف المختلفة أثر بالسلب على نتائج الفريق.
وأشار الجرمن إلى أن انخفاض مستوى الأجانب ليس فقط سر تراجع الأداء، بل كل أفراد الفريق، ولا يمكن أن نحمل لاعباً أو اثنين مستوى فريق بالكامل، والحقيقة أن الإصابات المتكررة للمغربي إدريس فتوحي مشكلة كبيرة، في الوقت الذي ننتظر فيه ردة فعل قوية من سيمون، إلا أنه تعرض للإصابة في المباراة الأخيرة.
وأوضح الجرمن أن تجديد الثقة في الجهاز الفني، بقيادة العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، وعدم إقالته أمر طبيعي، نظراً لأن إدارة النادي تدرك المشاكل التي يواجهها الفريق، والتي ليس للمدرب ذنب فيها.
وقال عبدالله أحمد، إداري الفريق: إن ما يحدث الآن من سوء نتائج للفريق، يعود إلى أسباب كثيرة، في مقدمتها الإصابات التي لحقت باللاعبين، لدرجة أن الفريق عندما يستعيد خدمات لاعب، يخرج منه ثلاثة للإصابة، وهو ما حدث من بداية الموسم، ويكفي أن فتوحي أصيب مرتين، وغاب منذ الجولة الأولى، وهناك لاعبون لعبوا مباراتين، من الجولات التسع، بجانب الغيابات في الدفاع فقد أصيب مبارك حسن وعبيد خليفة ويوسف الحمادي وأحمد إبراهيم، أي الخط بأكمله، وفي الوسط أصيب فتوحي وجاسم علي وسيمون وعبدالله الخديم، وهذه ليست مبررات للفريق بقدر ما هو الواقع الذي نعيش فيه.
وأضاف: إن المركز الأخير يكشف واقع الفريق بدخوله مرحلة الخطر وكلما دخلنا في الدوري زادت المشكلة، خاصة مع خسارة المباريات، لأن الضغوط سوف تزداد ويفقد اللاعبون تركيزهم، وهو ما حدث بالفعل في المباريات الأخيرة لدرجة أن بعض اللاعبين لم يلعب تمريرة صحيحة طوال المباراة.
خالد إسماعيل: اللاعبون تشبعوا من خطط المدرب
عجمان (الاتحاد)- قال خالد إسماعيل، لاعب النصر والمنتخب الوطني السابق: إن الفوز بكأس المحترفين ليس مقياساً للحكم على مستوى أي فريق، وتحديداً في الدوري، ولا يمكن أن نربط النتائج في مسابقات الكؤوس بمستوى «البطولة الأم»، لأن الكأس «قصيرة النفس»، ومن السهل أن يفوز بها أي فريق، بينما يحتاج الدوري إلى نفس طويل ودكة احتياط قوية، من أجل مواصلة المسيرة.
وأضاف: إن عجمان من الفرق التي تملك إمكانيات متوسطة على المستويين الفني والمادي، ولكنها امتازت بالعروض القوية، ودائماً تترك بصماتها في المباريات، وهو ما ظهر الفريق عليه، بعد عودته من الدرجة الأولى، وعلى مدار سنوات طويلة اشتهر «البرتقالي» بالمفاجآت ويكفي أنه في عام 1983 لعب أمام النصر في نهائي الكأس، وكانت التوقعات فوزنا بنتيجة كبيرة، إلا أن عجمان فاز 4-1، وهو ما حدث لنا أمام بني ياس أيضاً وخسرنا في نهائي الكأس، وهو ما يؤكد أن مثل هذه البطولة لا يمكن الحكم من خلالها على الفريق، لأن النصر في هذا التوقيت في أفضل حالاته.
وأرجع خالد إسماعيل تراجع أداء ونتائج عجمان هذا الموسم إلى أسباب كثيرة، في مقدمتها تشبع اللاعبين من طريقة عمل المدرب، وقال: «بعض اللاعبين يتشبعون من خطط المدرب، في حالة استمراره لسنوات عدة مع الفريق، ويؤدي ذلك إلى حالة سلبية للاعبين في الأداء والنتيجة، بالإضافة إلى أن «دكة» عجمان ليست بمستوى الفرق الأخرى، ومن الممكن أن نقول: إن الإمكانيات متوسطة في الجانب الفني للاعبين الأجانب والمواطنين، وهو لا يسعف الفريق في استكمال المشوار، أو يمنح المدرب فرصة للتغيير».
جاسم علي: نتحمل المسؤولية
عجمان (الاتحاد)- قال جاسم علي، لاعب عجمان: إن جميع اللاعبين يتحملون مسؤولية وضع الفريق الآن، ودخوله في منطقة الخطر، ومع ذلك فإن النقاط متقاربة، وبالتالي من الممكن أن نرد بكل قوة، بشرط أن نعود إلى مستوانا الذي اعتدنا أن نقدمه في المواسم الماضية، واستحق عجمان وقتها لقب «الحصان الأسود»، وهذا المستوى لم نقدمه إلا أمام الجزيرة هذا الموسم، وخرجنا منها بنقطة التعادل، والجميع راضون عن مستوانا، وبالفعل فريقنا كان يستحق الفوز باللقاء، ومن بعده تراجعنا وعلينا أن نعيد حساباتنا، إذا أردنا أن نخرج من «الدائرة الضيقة».
وأضاف: ما يحدث للفريق وارد أن يحدث لكل الفرق، وأحيانا تفوز ببطولة، وبعدها يتراجع المستوى في الموسم الثاني، ولكن الفريق أضاع نقاطاً كثيرة غير منطقة، ولا يمكن أن تضيع منه، ولو نجح في الحصول عليها لأصبح في وضع مريح بجدول الترتيب، خاصة مباراة الشعب التي خسرناها بخطأ الحائط البشري في الدقيقة 92 والتعادل مع الظفرة على ملعبنا والخسارة في الدقيقة الأخيرة أمام دبي، وهذه الفرق من المفترض أن نفوز عليها، لأنها في مستوانا نفسه وعندما فقدنا نقاطاً أمامها ووجدنا أنفسها في هذا الوضع بجدول الترتيب.
واعترف جاسم بأن وضع الفريق خطير للغاية، مؤكداً أن الإصابات الكثيرة التي واجهت الفريق لا يصدقها عقل، فكلما عاد لاعب من الإصابة تعرض لاعبين أو ثلاثة للإصابة في المباراة نفسها، لدرجة أنه في إحدى المباريات غاب 3 لاعبين من المدافعين للإصابة وهم أحمد إبراهيم وعبيد خليفة ويوسف الحمادي، والآن الإصابات موجودة، ويبدو أن هناك شيئاً غريباً يحدث لم نعهده.
13 لاعباً في قائمة الإصابات
عجمان (الاتحاد)- شهدت صفوف عجمان إصابة 13 لاعباً على مدار 9 جولات، وبدأ الفريق الموسم، دون المغربي إدريس فتوحي للإصابة مرتين، والمدافع يوسف الحمادي في «ودية» قبل بدء الموسم، ومبارك حسن وعبيد خليفة وخلف إسماعيل وأحمد إبراهيم وطلال مبارك، وفي الوسط محمد الخديم وعبدالله أحمد وجاسم مبارك وسيمون وهداف عبدالله ولا يزال الثلاثي الأخير غائب عن «البرتقالي»، بجانب علي خميس من الموسم الماضي ويخضع للعلاج.
نتائج عجمان في 9 جولات:
عجمان - بني ياس 3-4
عجمان - العين 1-2
عجمان - الشارقة 1-2
عجمان - الجزيرة صفر- صفر
عجمان - الوصل 4-2
عجمان - الشباب 1-3
عجمان - الشعب 4-4
عجمان - الظفرة صفر- صفر
عجمان - دبي 1-2
عدد اليوم
