محمد سيد أحمد (أبوظبي) - لا أحد ينكر الدور الذي يلعبه «الفنان» إسماعيل مطر مع المنتخب أو الوحدة، فهو صاحب قدرات خاصة وملكات فريدة وموهبة نادرة في الملاعب، وتاريخه الطويل حلقات من مسلسل «إبداع وسحر مطر»، وتجده في أحيان عديدة يشارك في المباريات متحاملاً على نفسه من أجل عيون «العنابي» و«الأبيض».
وتحت وطأة الإصابة في العضلة، قام «سمعة»، بالدور المطلوب منه على أكمل وجه، عندما دفع به المدرب بيسيرو في الشوط الثاني لمباراة فريقه مع الشباب في الجولة التاسعة لدوري الخليج العربي، وبفضله تمكن «العنابي» من إبقاء «فرقة الجوارح» في ملعبها، مع فرص خطيرة للوحدة، أسهم مطر في صناعتها بشكل فعال، منذ دخوله إلى أرض الملعب بدلاً من زميله سالم صالح في الدقيقة 65.
وتألق إسماعيل مطر بصورة لافتة في الـ25 دقيقة التي لعبها، رغم أن تعافيه من الإصابة لم يكتمل بصورة تامة، كما أنه منذ العودة من المنتخب الوطني الأول، لم يلعب سوى 9 دقائق فقط، في لقاء الجولة الثامنة أمام الوصل، وكان قبلها غاب عن لقاء الجزيرة بسبب وفاة شقيقه، لكنه أكد أنه «القلب النابض» في فرقة «أصحاب السعادة» و«قائد محنك»، قادر على صناعة الفارق في كل الظروف، رغم أن التوفيق لم يحالفه في التسجيل أو يحالف زملاءه المهاجمين في استثمار الفرص العديدة التي صنعها لهم.
وكاد مطر أن يقود «العنابي» إلى استعادة نغمة الانتصارات التي ظلت «عصية» على «أصحاب السعادة» لمدة 68 يوماً، بعد آخر فوز للفريق في الجولة السابعة على فريق الإمارات.
ويحسب للمدرب بيسيرو الذي دفع بمطر في هذا التوقيت من عمر المباراة، وما صاحب ذلك من تبديلات داخلية، وتغيير في طريقة اللعب التي تحولت إلى 4 ـ 3 ـ 2 ـ 1 بوجود مطر مع دياز خلف تيجالي، كما يحسب له تبديله الاضطراري في الدقيقة 27 عندما سحب عادل عبدالله المصاب ودفع بالشاب محمد سيف مكانه.
وبرر بيسيرو تأخير الدفع بقائد الوحدة حتى الدقيقة 65 بعدم وجوده في التدريبات لفترة، بسبب ظروف وفاة شقيقه، ثم إصابته البسيطة التي كان حريصاً على أن لا تتفاقم بإجهاده في اللعب من البداية، مؤكداً أن دخول مطر في أي وقت يصنع الفارق للفريق؛ لأنه لاعب قائد، ويملك الخبرة والمهارة، وهو ما قام به بعد الدفع به، الذي صحبه تغيير في طريقة اللعب بالاعتماد على 3 لاعبين في الوسط المدافع؛ لأن الصبغة الهجومية تطغى على أداء مطر ودياز وتيجالي.
ويضيف مدرب الوحدة أن مطر نفذ المطلوب منه تماماً بعد دخوله وساهم في تحسين منظومة الأداء؛ لأنه لاعب ذو قيمة فنية عالية.
من جانبه، اعتبر ياسر سالم الدولي السابق والمحلل الرياضي الحالي أن دخول النجم إسماعيل مطر جعل شكل أداء الوحدة الذي اتسم بالبطء في الشوط الأول يأخذ طابع السرعة، في صناعة اللعب عبر اللمسات الجيدة للنجم الوحداوي الذي كان ينظر إلى الأمام باستمرار، ويرسل الكرة إلى الزميل الذي يوجد في وضعية جيدة، وهو ما فشل دياز في القيام به خلال الشوط الأول، بسبب ميله إلى اللعب الفردي، والبطء الواضح الذي لازمه في الكثير من الحالات.
وأضاف: مطر استطاع أن يربط بتميز بين خطي الوسط والهجوم وبتمريرات بينية شكلت خطورة كبيرة على مرمى الشباب إلى عيسى سانتو ومحمود خميس على الأطراف أو إلى دياز وتيجالي، وهذا أجبر الشباب على التمركز في ملعبه، وبالتالي خفف الضغط على دفاع الوحدة، كما أن وجود مطر منح دياز فرصة التقدم أكثر لمساندة تيجالي، وأعتقد أن ما قام به مطر كان مؤثراً كبيراً في سرعة إيقاع لعب «العنابي»، والأداء الجماعي الذي تميز به في الشوط الثاني.
ويرى ياسر سالم أن عودة إسماعيل مطر سيكون لها انعكاساتها الإيجابية الكبيرة على فريق الوحدة، من حيث المستوى والنتائج، خاصة أنه في هذا الموسم استعاد الكثير من مستواه، وظهر ذلك خلال مشاركته مع ناديه في عدد من المباريات أو مع المنتخب الوطني.
يذكر أن النجم إسماعيل مطر عانى من الإصابات، لأكثر من موسمين، وأثر ذلك عليه كثيراً قبل أن يعود بقوة في الموسم الحالي.
عدد اليوم
