الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الترحال» يعكس التحولات الراهنة برؤية سبعة فنانين

«الترحال» يعكس التحولات الراهنة برؤية سبعة فنانين
9 ديسمبر 2011 21:39
(الشارقة) - في تظاهرة لافتة للفن والإبداع شكلها مركز مرايا الفنون في قصباء الشارقة، ومن خلال فعالياته المتميزة بعروضها الفنية على مدار السنة، قام نخبة من الفنانات والفنانين العرب بالمشاركة في معرض فني نوعي لإنتاج أفلام الفيديو بعنوان “الترحال”، والذي بدأ فعاليته منذ 21 من نوفمبر وسيستمر لغاية 18 من ديسمبر الجاري. تعبير حر استعرض الفنانون المشاركون خلال معرض “الترحال” مجموعة من أفلام الفيديو التي تعكس رؤيتهم الشخصية، واستكشافاتهم الخاصة لمفاهيم جديدة وأفكار مختلفة تدور حول معاني العواطف، والأحلام، والواقع، وكل ما تثيره هذه الكلمات من أحاسيس ومشاعر تمثل نقاط تحول في الحياة، محاولين بأسلوبهم الفني المعّبر صياغة مفردات جديدة تفسر تطورات المشهد الاجتماعي والسياسي في الشرق الأوسط منذ سقوط بغداد في 2003، ومرورا بـ”الربيع العربي”، لتعبر عن رؤاهم ووجهة نظرهم الشخصية ضمن هذا الإطار. ومن خلال مجموعة أعمال فنية متميزة من أفلام الفيديو القصيرة شكلت استعراضا لافتا رصد أهم التحولات الراهنة التي شهدتها المنطقة، لتعكس رؤية خلاقة لسبعة فنانين عرب شهدوا التقلبات الاجتماعية والسياسية التي أفرزتها الظروف الراهنة في العالم العربي، وكيف أثرت مجرياتها هذه على النزعة الإنسانية والتوجهات الفكرية والطموحات المستقبلية لسكان المنطقة. إلى ذلك، يقول يوسف موسكاتيلو، مسؤول المعارض في مركز مرايا للفنون “نحاول دائما في مركز مرايا الفنون استقطاب جملة من المعارض النوعية التي تشكل ظاهرة فنية جديدة أو تحمل معاني وتفاصيل ذات أبعاد إنسانية وثقافية، ومعرض “الترحال” يندرج تحت هذا العنوان، كونه يطرح شكلا مغايرا من الفن، فهو يوثق من خلال مجموعة من المشاهد واللقطات صورت باستخدام كاميرات الفيديو تسجيلات درامية لأحداث وقعت في السنوات الأخيرة وكان لها بالغ الأثر على الكثير من الناس، آمالهم، أحلامهم، ونظرتهم للمستقبل، لتكون هذه الأفلام القصيرة شاهدا من شواهد العصر، وأداة فعالة للتواصل مع المجتمع تبعث برسائل مشفرة تحمل مضامين تبث الأمل والحلم”. التحول الذهني شاركت الفنانة نرمين همام من مصر في معرض “الترحال” بفيلم فيديو بعنوان “ميتانويا”، وتضمن تسجيلا لزياراتها الشخصية إلى مستشفى الأمراض العقلية في القاهرة، ومقابلاتها مع المرضى هناك، وتفاعلها مع ما يعانونه من أمراض نفسية واضطرابات عقلية، حكمت عليهم بالعزلة القسرية عن المجتمع عاطفيا وإنسانيا، كما استعرضت في الفيلم لوحات الملاجئ التي تمت معالجتها رقميا ببراعة، وتناولت فيها الفكرة المنسية أو البداية الأولى “للميتانويا” وهي كلمة يونانية قديمة تعني التحول الذهني، وقد أدى ذلك إلى إعداد هذا الفيديو الذي يصور مسرحية موسيقية تتضمن سلسلة متتالية من السياقات الدرامية التي تتأرجح ما بين المشاعر المتضاربة من الرومانسية إلى الخوف والاضطراب، لترصد الفنانة من خلاله السخرية الكامنة للسعادة والمثالية في مواجهة الرعب، والخوف، والحرب. والفنان الفلسطيني كريم الحسيني شارك بعملين في المعرض، أحدهما يمثل لوحة فنية مجسمة بعنوان “السعادة الجنوبية” أو “سعادتي القصوى” التي استحضرها بما فسره برقعة من السماء ليترجم من خلالها مفهومه الخاص للسعادة وتصوره للجنة، مشكلا نجمة ثمانية إسلامية بقناني الزجاج المعبئة بورود وأزهار ورقية ملونة، والعمل الثاني كان عبارة عن فيلم فيديو بعنوان “الدرس”، يتساءل الفنان من خلاله إذا كنا قد استوعبنا الدرس؟ وهو يمثل توثيقا لوقائع حلقة دراسية لأولئك الحريصين على تعلم وتبني فكرة نكران الذات، معتمدا على مشاهد واقعية من الانتفاضة الأخيرة في مصر ليقدم شهادة على إرادة التغيير التي أظهرها الشعب المصري خلال ثورة الـ 18 يوما، مع وضع زهرة للشهداء الذين سقطوا هناك. كما أسهمت الفنانة آسيا لخليف من المغرب بالفيلم المعبّر “بحلم بيك”، والذي أظهر تضاريس لجبل تشكل على هيئة انحناءات مستوحاة من جسد المرأة، ليضيف عليها شخصيات تم تصميمها لتشبه قتال الكتائب على ذلك الكفاف المنحني، مع كلمات لأغنية عبد الحليم حافظ في خلفية الفيلم، ليبدو الوطن وكأنه حلم رومانسي بالمحبوبة البعيدة، الذي يحمله كل جندي يتملكه الحنين والشوق توقا للعودة. وشارك الفنان يونس رحمون من المغرب بعملين الأول بعنوان “الحبة” يحمل مقاطع من الرسوم المتحركة، تحكي قصة حبة نبات تسافر عبر فضاء الأرض، لتبحث عن مكان مثالي تنمو فيه، وبفيلم فيديو ثان بعنوان “الزهراء” ويركز فيه رحمون على النقطة الحمراء المشتركة في كل زهرة من مجموعة 77 زهرة صورها، بحيث تحل كل واحدة وبشفافية مكان تلك التي سبقتها. فتظهر بتصميم فريد، ليمثلوا جميعا في المحصلة الدورة الطبيعية للحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©