الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"الأولمبي" ضحية الحسابات الخاطئة

17 مايو 2007 23:13
منير رحومة: تبخرت أحلام منتخبنا الأولمبي وضاعت بطاقة التأهل إلى الدور الثاني من التصفيات الأولمبية بعد أن كانت قريبة جدا منا ·حيث قلبت الخسارة أمام أوزبكستان الموقف تماما في المجموعة السادسة وأصبح المنتخب الاوزبكي الأوفر حظا في مرافقة كوريا الجنوبية إلى الدور الثاني بعد أن أزاح منتخبنا من المركز الثاني ورفع رصيده إلى تسع نقاط مقابل تجمد رصيدنا عند النقطة السادسة والتراجع إلى المركز الثالث ·وخيب الأولمبي الآمال المعلقة عليه باستغلال إقامة المباراة بالإمارات والاقتراب من التأهل بنسبة كبيرة لينقاد إلى خسارة غير متوقعة كشفت سوء تقدير واضح لهذه المباراة الحاسمة وحسابات خاطئة لم تعط اللقاء أهميته ولم يوفر الظروف المواتية للفوز الأمر الذي كلفنا توديع المسابقة مبكرا· وبالعودة إلى الحسابات الخاطئة تبرز ستة عوامل رئيسية وراء ضياع بطاقة التأهل أولها أجندة اتحاد الكرة وعدم مراعاة برنامج المنتخب الأولمبي بدقة في وضع روزنامة الدوري حيث جاءت مباراة أوزبكستان بتاريخ 16 مايو الجاري أي بعد ثلاثة أيام من مشاركة لاعبي المنتخب الأولمبي مع أنديتهم في الدوري بتاريخ 13 مايو الأمر الذي لم يسمح بالتدرب سوى يومين فقط وخوض حصص خفيفة لا تفي بالحاجة ولا تساعد الجهاز الفني على تطبيق برنامجه ·وبالتالي لم تؤجل لجنة المسابقات الأسبوع العشرين بتاريخ 13 مايو ومن جهته لم تمنع اللجنة الفنية لاعبي الأولمبي المشاركة مع أنديتهم الأمر الذي حال دون إقامة معسكر طويل لتجميع اللاعبين والتدرب قبل المباراة الحاسمة · اما العامل الثاني فهو تشتت ذهن اللاعبين بين الأندية والمنتخب حيث لم يستطيعوا الخروج من أجواء الدوري وما تشهده الأسابيع الأخيرة من تسابق وتلاحق إما للفوز بالدوري أو لتفادي الهبوط حيث بقيت عقول لاعبي الأولمبي مع أنديتهم وغاب التركيز خلال لقاء أوزبكستان خاصة وأن هؤلاء اللاعبين أمامهم مشاركة جديدة اليوم أي بعد يومين فقط من المشاركة مع الأولمبي ، الأمر الذي سمح للمنافس بفرض مستواه والسيطرة على الملعب واستغلال حالة عدم التركيز في صفوف منتخبنا لإحراز هدفين والخروج بالنقاط الثلاث · وبان بالكاشف أن الإعداد الذهني لمباراة الأولمبي كان ضعيفا ودون المطلوب لأنه لا يمكن التركيز في مباراة مهمة خلال يومين فقط خاصة وأن أغلب اللاعبين من الشباب ولا يملكون الخبرة والتجربة الدولية الكبيرة · وبخصوص العامل الثالث فظهر واضحا للعيان وهو إرهاق اللاعبين وضعف لياقتهم البدنية بفعل تأثر حرارة الطقس والمشاركات المكثفة خلال فترة قصيرة · حيث كان قرار إقامة المباراة في عز الحر وفي درجة حرارة مرتفعة غير صائب وغير مدروس باعتبار أن منتخبنا هو الذي تأثر من هذه الأجواء وليس المنافس حيث لم يتدرب لاعبونا في نفس التوقيت سوى مرتين فقط بينما استعد المنافس جيدا لعامل الطقس فانقلب السحر على الساحر ودفع لاعبونا فاتورة هذا القرار الخاطىء ·وشاهدنا على الملعب أشباحا وليس لاعبين لأنهم افتقدوا القوة للجري واللعب وبعد عشر دقائق بالضبط رفعوا الراية البيضاء واستسلموا للمنافس حيث كان لاعبو أوزبكستان أكثر جاهزية وأكملوا المباراة بقوة وكانوا قادرين على رفع الفارق لأكثر من هدفين · وغابت عن مسؤولي المنتخب الأولمبي أن أوزبكستان تشهد حرا كبيرا في الصيف وان لاعبيها متعودون على مثل هذه الأجواء · وبالنسبة للعامل الربع فيتمثل في ضعف الجهاز الفني وبالتحديد المدرب الفرنسي الكس ديبون الذي لم يظهر أية لمسات على المنتخب ولم يساعد اللاعبين على الظهور بحقيقة مستواهم بالرغم من أن القائمة ضمت أفضل المواهب الصاعدة بالدولة ·وظهر ديبون ضعيف الشخصية كذلك لأنه لم يفرض برنامجه على اتحاد الكرة واستسلم لضغط الأندية واكتفى بإعداد ضعيف الأمر الذي تسبب في الخروج المبكر ·ولم نشهد أي أسلوب فني يميز المنتخب الأولمبي في طريقة لعبه وكان اللعب اكثر فردية ودون انسجام يذكر بين مختلف الخطوط الأمر الذي سهل من مهمة المنافس في اختراق صفوفنا والوصول الى مرمى الحارس علي خصيف · وفيما يتعلق بالعامل الخامس فهو مسؤولية الجماهير التي تخلت عن المنتخب الأولمبي ليس في مباراة اوزبكستان فقط وانما في بقية المباريات وبالتحديد منذ انطلاقة التصفيات حيث لعب الأولمبي أمام ملاعب خالية تماما من المشجعين الأمر الذي جعل اللاعبين يشعرون بالغربة وهم في بلدهم واكبر دليل على ذلك عدد مشجعي كرويا الجنوبية واليمن واوزبكستان في المباريات التي اقيمت بالإمارات كان اكبر بكثير من العناصر الوطنية التي تحولت لمشاهدة المبارايات ·وبالتالي افتقد منتخبنا الى عاملي الارض والجمهور طوال التصفيات وليس خارج الإمارات فقط بسبب تقصير الجماهير واقتصار دورهم على الانتقاد فقط · ونختتم العوامل الستة بالحديث عن المنتخب الاوزبكي والذي كان أفضل من منتخبنا لأنه أعطى المباراة الأهمية التي تستحق وحضر إلى الإمارات قبل أربعة أيام وتدرب جيدا وركز كما ينبغي لحسم النقاط الثلاث خاصة وأنه يعرف جيدا أن الجولة قبل الأخيرة ستحدد مصير البطاقة الثانية · وإضافة الى ذلك فإن المنتخب الاوزبكي يضم نخبة من اللاعبين المميزين وأصحاب الخبرة من بينهم أربعة لاعبين محترفين بروسيا وأوكرانيا الأمر الذي يوفر عامل الخبرة في حسم مثل هذه المواجهات المصيرية ·وأمام كل هذه العوامل وجد منتخبنا الأولمبي نفسه في مأزق نتيجة حسابات خاطئة الأمر الذي عصف بأحلامه وكلفه توديع التصفيات من الدور الأول ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©