السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السرطان الأدبي

18 مايو 2007 00:13
السرطان: تعريفه العلمي الطبي هو: مرض تتكاثر فيه الخلايا دون ضبط أو نظام ويتلف النسيج السليم ويعرض الحياة للخطر ومن أنواع السرطان: - سرطان الرئة· - سرطان المعدة· - سرطان القولون· - سرطان المريء· - سرطان الكبد· - سرطان الغدد الليمفاوية· وثقافتي المحدودة وقلة علمي وكفاءتي المحصورة في مجال معين لا تمنحني القدرة والمؤهل للولوج الى عالم السرطان من ناحية طبية·· لذلك قررت ان يكون موضوعي ''مسرطن أدبياً'' وليس طبياً، وقولي مسرطن لا يعني انني أصف الأدب بـ''السرطان''·· حاشى لله ان يخط قلمي أو يفكر عقلي بمثل هذا التفكير الاعوج المنبثق من ثقافة عرجاء كسيحة·· ولكنني بصدد الحديث عن سرطان تفشى بين الأقلام فشل الحروف·· انها سرطنة ادبية تغلغلت الى بعض الاقلام ووجب علينا التطرق إلي هذا الموضوع ومناقشته من زاوية المبصر·· المستنبط·· والمعالج· تعريف السرطان الأدبي من عدسة مجهري هو مرض يصيب الاقلام فيقلل من مناعتها·· فتكون كالقارب بين الامواج العاتية·· تتخبط بين الرياح والامواج·· فتارة يميل يميناً وتارة يميل يساراً·· من عوارضه ان القلم يصبح تابعاً ''لكل شيء'' فلا تفرق عنده الكتابة الرديئة من الجيدة·· يسيطر عليه نوع من النزعة الملوثة·· يتخلى عن كل مبادئه وقيمه فيصبح تابعاً لعاصفة الخداع والزيف·· تابعاً للمادة وبالمادة··! لا يخفى على الجميع ان مجتمعنا العربي به كثير من الأدباء والكتاب العباقرة·· والمفكرين والمحللين والنقاد··من جميع الأجناس وجميع الجنسيات·· وفي جميع المجالات سواء سياسية·· تاريخية·· جغرافية·· اقتصادية·· مالية·· دينية·· وغيرها الكثير من المجالات· تساؤلات عديدة تختلج في خاطري·· متى تصاب الاقلام بالسرطان وما هي الظروف التي تتسرطن عندها الأقلام؟ إلى أين وصل الكتاب في كتاباتهم؟ هل نستطيع ان نقول ان ''معظم'' الكتاب كتاباتهم سليمة من ناحية المضمون؟ أم انها فئة قليلة لا تصف بـ''المعظم''· هل نستطيع القول إن زماننا فرض على بعض الكتاب ان يكتب ما لا يكتب·· ويصيغ مالا يصاغ·· ويكون كالسفينة بلا شراع؟ لأصدقكم القول فلست ممن يلتهمون الكتب باستثناء الكتب الدراسية·· بعد هذه التساؤلات اللا منتهية دعونا ننتقل الى المحطة قبل الأخيرة الا وهي غاياتنا، غاياتنا هي الا تصاب اقلامهم بالسرطان، ألا تصبغ عقول كتابنا بالغزو الفكري فينجرفون وراء اللا مفيد·· قبل ان يجف الحبر وتتطاير الكلمات أود ان أهمس ببعض الكلمات في أذن كل قارئ·· لو نظرت الى أصابع يدك فلن تجد تماثلا بينها·· ولو نظرت الى نجوم السماء فلن تجدها جميعا بارقة·· ولو نظرت الى الشجرة فلن تجد ثمارها كلها ناضجة·· كذا الحال مع الكتاب والقراء·· باسمة عباد المرقب جامعة الإمارات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©