الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أسرة مواطنة تعجز عن دفع إيجار منزلها والديون تحرمها من الحصول على مسكن حكومي

أسرة مواطنة تعجز عن دفع إيجار منزلها والديون تحرمها من الحصول على مسكن حكومي
8 ديسمبر 2013 01:02
شروق عوض (دبي) - تعيش المواطنة عائشة عبدالله (40 عاماً)، وأسرتها حالة من القلق المستمر، بعد أن كانت سفينة حياتها الزوجية تسير بأمان واستقرار، بلا عواصف ومنغصات. تراكمت هموم عائشة مع تراكم الديون على زوجها الموظف الحكومي الذي اضطر للاستدانة من عدة بنوك في سبيل علاج 4 من الأبناء داهمتهم إعاقات وتشوهات خلقية وأمراض. بدأت حالة الزوج المالية تسوء أكثر فأكثر وبشكل خاص مع بداية شهر نوفمبر الماضي، حيث لم يتبق من راتبه الشهري أي درهم نتيجة استقطاع البنوك المبالغ المستحقة عليه؛ الأمر الذي تسبب بعجزه عن سداد القيمة الكاملة لإيجار منزل العائلة التي بات أفرادها في قلق وتوتر، لا يغمض لهم جفن خشية قيام الجهة المؤجرة التابعة لإحدى الجمعيات التعاونية بدبي بطردهم؛ نتيجة انتهاء عقد إيجارهم ومن ثم اقتراب موعد إخلاء المنزل. إلا أن الطرد من المنزل، الذي يقبع في مردف بدبي، واستقرت فيه الأسرة منذ عامين، ظل هاجساً يؤرقها؛ ما دعا الأم إلى تجهيز خيمة تؤويها وأبناءها في حال حدث ذلك المكروه. تروي عائشة قصتها مع الحزن، الذي يتوالى لحظة بعد لحظة، ولم تكن وفاة ابنها عبدالله، البالغ من العمر 18 عاماً، إلا أحد فصوله، حتى أنها لم تستطع تلقي العزاء في المنزل الذي يضيق بساكنيه. وتقول: بدأت المشكلات تداهمنا من كل حدب وصوب، حيث أنذرنا المؤجر لإخلاء المنزل في غضون شهر، وبات زوجي ملاحقاً من قبل جهتين، إحداهما: المحكمة التي أصدرت حكماً يلزمه بتسديد قيمة الإيجار كاملة بعد شكوى الجهة المؤجرة، حيث سدّد الزوج 12 ألف درهم فقط من 80 ألف درهم. والثانية: ذات الجهة المؤجرة للمنزل التي قامت بدورها بالتهديد والوعيد بالطرد عند انتهاء عقد الإيجار ولم تمنحنا إلا شهراً إضافياً لإخلاء المنزل. لم تكتف الجهة المؤجرة بقرار المحكمة، تقول عائشة، بل تقدمت بشكوى إلى مخفر الراشدية تتهم فيها الأب بتحرير شيك من دون رصيد بقيمة 20 ألف درهم حرره الزوج بدافع حسن النية ريثما يتدبر أموره. تشعر عائشة بالعجز لأنها لم تحصل على شهادة دراسية تخولها دخول معترك الحياة الوظيفية والحصول على راتب يمكّنها من مجابهة قسوة الظروف، حيث كان تزويجها في عمر الـ 13 عاماً السبب الأساسي في عدم متابعة الدراسة. وتشير إلى تعاطف “جمعية بيت الخير” مع حالة أسرتها بصرفها مبلغ 1800 درهم شهرياً، إلا أنّ هذا المبلغ لا يكفي لإعالة أبنائها الثلاثة الذين يقطنون معها حالياً. وتؤكد أنها لم تترك باباً، إلا ولجأت إليه، إلا أنها لم تحصل إلا على وعود، أو مبلغ زهيد لا يكفي لسد مستلزمات يوم واحد؛ ولذلك فقد قررت شراء خيمة ووضعتها بباحة المنزل لتؤوي أسرتها في حال طردت من المسكن. وتلتمس عائشة العذر للأقارب الذين لديهم من المسؤوليات ما يكفيهم، ولا يعقل أن يتحملوا أوضاع أسرة كاملة، كما تراعي ظروف والدتها المسنة المقيمة عند أختها والتي تحتاج هي الأخرى إلى من يقدم لها المساعدة. وتشير إلى أوضاع أبنائها الخمسة، وتقول: توفي عبدالله(18 عاماً) قبل شهر نتيجة تشوه في القلب، حاول زوجي، الذي لم تؤمن له وظيفته التأمين الصحي وابني المتزوج حمد (21 عاماً) معالجته بشتى السبل لكن القدر كان أقوى. وتقول: أما ابني البكر محمد (27 عاماً) فقد أصيب لحظة ولادته بشلل دماغي وشلل ونصفي نتيجة خطأ طبي، بينما تعاني ابنتي الصغرى ماريا (8 سنوات)، طالبة، من مرض التصاق الكلى بالمثانة وثقب بالقلب، بينما تعاني شمة (13عاماً) من مرض السكري. لم تتعاطف إدارة المدرسة الخاصة ولم تراع أوضاعها الصحية وظروفنا المالية الصعبة، منعت شمة من متابعة دروسها نظراً لعدم قدرتنا على تسديد أقساطها، ما أدى إلى عجزنا عن تسجيلها في إحدى المدارس الحكومية التي لا تقبل تسجيل أيّ طالب جديد دون ورقة انتقال من مدرسته القديمة. والآن، وقد بدأت مضاعفات مرض السكري تؤثر على بصرها وحركتها، تقول عائشة: إنّ أسرتها مهددة بالتشرد والطرد من المنزل الذي يؤوي أبناءها المرضى لعدم قدرة زوجها الملاحق أمنياً على تسديد المتأخرات الإيجارية، والديون المستحقة لبنوك عدة. وتضيف: أحلم بمسكن خاص كحال أي مواطنة، يحميني من المؤجرين، حيث لم تبخل الدولة يوماً على أبنائها المواطنين فمنحتهم الأراضي والقروض لإقامة المساكن، متطلعة إلى لم شملها مع زوجها المطارد وعودته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعيّ وسط أبنائه المرضى، لافتة إلى أنه تقدم بطلب سكن في العام 2008، إلا أنه قوبل بالرفض لارتفاع مديونيته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©