الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الشؤون الاجتماعية» تطلق أول خدمة ذكية لأطفال التوحد والإعاقة الذهنية

«الشؤون الاجتماعية» تطلق أول خدمة ذكية لأطفال التوحد والإعاقة الذهنية
8 ديسمبر 2013 00:48
سامي عبدالرؤوف (دبي) - أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية باكورة التطبيقات والخدمات الذكية للأشخاص ذوي الإعاقة في الدولة وتحديداً أطفال التوحد والإعاقة العقلية والأطفال غير المعاقين الأقل من 5 سنوات، وذلك على أجهزة “آي باد” وبرامج “أبل استور”. وقالت وفاء حمد سليمان، مديرة إدارة المعاقين بالوزارة، في تصريح لـ “الاتحاد”، “وفرنا يوم الخميس الماضي أول خدمة ذكية للمعاقين في الدولة، تحتوي على 20 قصة اجتماعية وتربوية لأطفال التوحد والإعاقة العقلية، وتهدف إلى تطوير المهارات الاجتماعية عند طلبة التوحد وزيادة تواصلهم الاجتماعي”. وأضافت: “تعمل هذه القصص الذكية على التخلص من المشكلات السلوكية التي يواجهونها وتزويدهم بالسلوكيات المرغوب فيها حول الموقف الذي يواجهه الطفل أو سيواجهه، وتعديل السلوك الاجتماعي، والتعرض للتغيير والتمهيد لتقبله والتكيف معه”. وكشفت سليمان، أن الوزارة تعمل أيضاً على تطوير تطبيق تعليمي يمكن طلبة التوحد من التواصل عن طريق الصور، لحل المشكلات اللغوية التي يعاني منها طلبة التوحد من تحقيق تواصلهم مع البيئة المحيطة والتعبير عن احتياجاتهم شفهياً”. وقالت سليمان، “تنبع أهمية إطلاق خدمة القصص الاجتماعية الذكية، من كونها الأولى باللغة العربية الموجه لأطفال التوحد بالأسلوب القصصي المصور، وهو يتميز باعتماده على التعلم البصري عن طريق الصور”. وأضافت “الصور المتضمنة في القصص متسلسلة بشكل منظم ومدروس، وتوصل الفكرة الرئيسية للطفل بانطباع صورة ذهنية عن الموضوع في ذهنه واستخلاص نتيجة القصة، والسلوك المرغوب المقبول اجتماعياً”. وذكرت أنه يمكن أن يستفيد من هذه القصص الكثير من أطفال التوحد والإعاقة العقلية من مختلف الفئات العمرية وتبعاً لقدراتهم، وحتى الأطفال غير المعاقين الذين أعمارهم دون السنة السابعة من العمر تقريباً يمكنهم الاستفادة من هذا التطبيق لسهولته وسرعة توصيله للمعلومة بطريقة مباشرة وشيقة، حيث يمكن اختيار القصة تبعاً للسلوك الخاص بكل طفل. وأشارت سليمان، إلى أن الوزارة بالإضافة إلى توفير هذه القصص كخدمات ذكية، طبعت أكثر من 2000 نسخة من هذه القصص وتم توزيعها على مراكز المعاقين الحكومية والخاصة على مستوى الدولة المعنية بهذا النوع من الإعاقات، بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم وجمعيات المعاقين. ويتميز هذا التطبيق باحتوائه على العديد من المواقف التعليمية والتربوية والسلوكية والاجتماعية التي يمكن تنميتها لدى الأطفال. ولفتت مديرة إدارة رعاية المعاقين بوزارة الشؤون الاجتماعية، إلى أن هذه المواقف هي مقننة حسب البيئة الثقافية والاجتماعية في الإمارات ومناسبة للبيئة العربية. وأوضحت أن القصص الذكية تتميز على الطبعات الورقية بقدرة الطفل على التحكم الأمثل في القصة عند تقليب الصفحات على جهاز “الآي باد”، مع وجود صوت تلقائي مرافق للصورة، مما يعطي الطفل الفرصة للتعلم الذاتي بدلاً من اعتماده الكلي على المعلمة أو الأسرة في قراءة القصص. وحسب الإحصائيات الرسمية التي حصلت عليها “الاتحاد”، يوجد في الوقت الحالي نحو 750 طفلاً يعانون من اضطرابات التوحد في مختلف المراكز الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، بخلاف من يعانون من الإعاقات العقلية والذهنية الذين يعتبرون من أكثر الإعاقات انتشاراً. تطبيقات مستقبلية وحول الخطة المستقبلية لتحويل الخدمات التعليمية المقدمة للطلبة المعاقين في المراكز إلى خدمات ذكية تنسجم مع توجهات الحكومة الاتحادية، قالت سليمان، “تعمل الوزارة حالياً على تطوير تطبيق تعليمي يمكن طلبة التوحد من التواصل عن طريق الصور”. وأضافت: يؤدي هذا التطبيق إلى حل مشكلة التواصل والمشكلات اللغوية التي يعاني منها طلبة التوحد من تحقيق تواصلهم مع البيئة المحيطة والتعبير عن احتياجاتهم شفهياً، وذلك عبر الإشارة إلى الصورة المناسبة التي تمثل احتياج الطفل أو رغبته بالقيام بأي سلوك اجتماعي أو ترفيهي أو غيره من الاحتياجات الأخرى. وأفادت سليمان، أن تطبيق التواصل يحتوي عبر الصور على مدى كبير جداً من الصور التي تمثل مختلف المواقف الاجتماعية، التي يمكن لطفل التوحد أن يتعرض لها، والمواقف التعليمية التي تتم في إطار المدرسة والبيئة المنزلية والمجتمعية”. وأشارت إلى أنه يحتوي كذلك على مجموعة كبيرة من الصور التي تعبر عن أفعال يمارسها الطفل أو الآخرون من حوله. وبينت سليمان أن هذا التطبيق بعد الانتهاء منه سيمكن لمعلمة الفصل الدراسي أو الأم في المنزل أن تستفيد من هذا التطبيق في تنظيم البيئة التعليمية أو الاجتماعية المحيطة بالطفل، ووضع برنامج يومي للطفل قائم على الصور، بحيث يتضمن البرنامج الإجراءات والمهام اليومية التي سيقوم بها الطفل. ترتيبات التطبيق من جانبه، قال روحي عبيدات، الباحث بوزارة الشؤون الاجتماعية، مؤلف القصص الـ 20 لأطفال التوحد، لـ “الاتحاد”، “إنتاج 20 قصة اجتماعية ذكية لأطفال التوحد والإعاقة العقلية، يتواكب مع اتجاه عالمي حديث في تعليم أطفال التوحد، يعتمد أساساً على القصور في نظرية العقل Theory of Mind الموجود عند أطفال التوحد”. وأكد عبيدات، أن هذه القصص تساعد الطفل في تفهم وجهة نظر الطرف الآخر، واستشعار ردود فعل الآخرين نحو موقف معين، بما يُمكِّن طفل التوحد من ردة الفعل المناسبة لكل موقف. وكشف أن الصور الموجودة في تلك القصص، ستكون بمثابة دليل لما سيقوم به من إجراءات مربوطة بعنصر الوقت لكل مهمة، وبالتالي يساعد هذا البرنامج على تذكير أطفال التوحد بالمهام المطلوب منهم القيام بها سواء في الأسرة أو في البيت، كوقت الطعام، وقت غسيل الأسنان، وقت النوم، وقت اللعب، نظراً لأن هؤلاء الأطفال يميلون إلى اتباع الروتين في تصرفاتهم اليومية. وقال مؤلف القصص، “يتميز هذا التطبيق الذكي بالباقات الكرتونية، ويسهل للطفل أو المعلمة أو الأم عملية البحث عن الصورة المناسبة في الموقف المناسب، حيث من الصعب على الطفل ومرافقيه حمل كم كبير من البطاقات التي تشكل عبئاً على الطفل في حياته اليومية وتنقلاته”. وأشار عبيدات، إلى أن التطبيق الذكي يوفر كماً هائلاً من الصور التي يسهل البحث عنها، وتعبر عن مختلف المواقف الحياتية، ومرسومة للطفل بشكل جاذب بعيداً عن المشتتات. ونوه، إلى جدوى القصص في تعليم التواصل الاجتماعي مع الآخرين ومهارات الاعتماد على الذات والمهارات الحياتية اليومية والتعرف على البيئة المحلية المحيطة ومكوناتها الاجتماعية. وبين مؤلف مجموعة القصص الذكية لأطفال التوحد، إلى أنه تم تدريب مراكز المعاقين الحكومية والخاصة على مستوى الدولة على التعامل مع هذه القصص وجدواها، وكذلك تم تدريب أولياء الأمور وأخصائي الخدمات المساندة والمعلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©