مقتل جنديين في كمين لـ «القاعدة» شرق اليمن

عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل جنديان وأُصيب أربعة آخرون، أمس الأربعاء، في هجوم شنه مسلحون، يشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة المتطرف، على قافلة عسكرية، مكلفة بتأمين المنشآت النفطية، بمحافظة مأرب، شرقي البلاد، وقال محافظ مأرب، ناجي الزايدي، إن جنديين قتلا وأصيب أربعة آخرون “في اعتداء غادر استهدف حملة أمنية ما بين منطقة صافر”النفطية ومدينة مأرب، شرق صنعاء، مشيرا إلى أن الحملة الأمنية كانت “في طريقها لإزالة التقطعات التي تقوم بها عناصر تخريبية لقاطرات النفط والغاز”. وأضاف الزايدي، لموقع وزارة الدفاع “26 سبتمبر”: “قامت مجموعة مسلحة بنصب كمين للحملة وإطلاق الرصاص على الجنود الذين تصدوا لهم وأصابوا عددا منهم”، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية “تقوم حاليا بملاحقة من ارتكبوا هذا الاعتداء الإجرامي”. ولم يستبعد محافظ مأرب تورط تنظيم القاعدة في هذا الهجوم، وكانت الحكومة الانتقالية، التي ترأسها المعارضة، بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، وجهت، الثلاثاء، وزارتي الدفاع والداخلية، بتأمين عملية نقط النفط من منشأة صافر إلى العاصمة صنعاء، وبقية المدن اليمنية، التي تعاني من أزمات نفطية متكررة منذ مايو الماضي. وينظم اتفاق “المبادرة الخليجية” انتقالا سلميا وسلسا للسلطة من الرئيس علي عبدالله صالح، إلى نائبه عبدربه منصور هادي، الذي رشحته الأطراف الموقعة لهذا الاتفاق، وذلك عبر انتخابات رئاسية مبكرة تجرى في الـ21 من الشهر الجاري. ودعا هادي، الذي يتولى منذ 12 يوما كافة صلاحيات الرئيس صالح، إلى “بذل أقصى الجهود لمواجهة التحديات والصعوبات” من أجل الوصول إلى “يمن متطور ومزدهر تسود فيه العدالة الاجتماعية والوئام والسلام”. واعتبر هادي، خلال استقباله أمس الأربعاء، بصنعاء، وكيل وزارة الخارجية البريطانية، سايمون فريزر، أن “مخلفات الأزمة” الراهنة “كبيرة وصعبة”، معربا عن ثقته بأن تكون المرحلة الانتقالية، التي تستمر حتى فبراير 2014، “مرحلة صنع التحولات والمتغيرات المواكبة لمشارف القرن الواحد والعشرين بكل المعاني والأبعاد الموضوعية”. وأكد القائم بأعمال الرئيس اليمني ضرورة تعاون المجتمع الدولي، في إخراج اليمن من أزمته التي وضعته، خلال الشهور الماضية، على شفا حرب أهلية. وقال المسؤول البريطاني إن بلاده “ستدعم اليمن بكل ما هو ممكن على مختلف المستويات”، وأنها “ستعمل على حشد الدعم الدولي لنجاح المرحلة الانتقالية” التي تبدأ فترتها الثانية، مع انتخاب هادي، أواخر الشهر الجاري، رئيسا توافقيا لمدة عامين. واعتبر فريزر الانتخابات الرئاسية المبكرة “المخرج العملي والواقعي من الظروف الصعبة إلى المستقبل المأمول”. وينشد كثير من اليمنيين في أن ينهي انتخاب هادي مسلسل الاضطرابات وأعمال العنف التي يعاني منها بلدهم، من جانب آخر ، اعلن وزير الكهرباء اليمني صالح سميع أمس أنه تم الإفراج عن عمال الإغاثة الأجانب المخطوفين في اليمن إضافة إلى السائقين اليمنيين الاثنين. وقال الوزير الذي تولى جهود الوساطة للإفراج عن المخطوفين في تصريح لوكالة فرانس برس إنه تم الإفراج عن العمال الأجانب وهم كولومبي والماني وعراقية وفلسطينية وسائقان يمنيان في وادي ألأهجر على بعد نحو 50 كلم شمال غرب صنعاء ، وهي المنطقة نفسها التي خطفوا فيها أمس الأول . وكان ستة من العاملين في مجال الإغاثة الدولية باليمن، بينهم أربعة أجانب، مخطوفين، منذ الثلاثاء، لدى مسلحين قبليين في محافظة المحويت، شمال شرق صنعاء، يطالبون بإطلاق سراح أحد أقاربهم معتقل منذ حوالي عشرة شهور. وتفاوض السلطات الأمنية والمحلية في المحويت، منذ يومين، الخاطفين، الذين ينتمون إلى بلدة “الأهجر”، من أجل إقناعهم بإطلاق سراح الرهائن، وهم ألماني، كولومبي، عراقية، وفلسطينية، إضافة إلى يمنيين اثنين، وجميعهم يعملون لدى منظمة دولية تقدم مساعدات إنسانية للنازحين من القتال بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي الشيعية المسلحة، الذي دار في محافظة صعدة (شمال)، خلال الفترة ما بين أغسطس 2008 وفبراير 2009. وعلمت (الاتحاد) من مصدر أمني قريب من المفاوضات، أن الخاطفين يطالبون، قائد الفرقة الأولى مدرع، اللواء المنشق علي محسن الأحمر، بإطلاق سراح “علي غانم الزبيدي”، المعتقل لديه، منذ عشرة شهور، لاتهامه بالتورط في الهجوم الدامي الذي استهدف مخيم الاحتجاج الشبابي، بصنعاء، في 18 مارس الماضي، وخلف 51 قتيلا في صفوف المحتجين.ويتهم اللواء الأحمر، الذي انشق عن الرئيس صالح بعد يومين من هذا الهجوم، أقارب للرئيس اليمني بالتخطيط والتدبير لهذه الحادثة، التي عُرفت باسم “مذبحة جمعة الكرامة”، وتسبب بانشقاقات كبيرة داخل الحكومة اليمنية وحزب “المؤتمر” الحاكم آنذاك. وقال المصدر الأمني إن الخاطفين يطالبون اللواء الأحمر بإطلاق سراح الزبيدي”، مؤكدا أن الخاطفين أبدوا استعداهم إطلاق سراح “المرأتين” من بين الرهائن الستة “كبادرة حسن نية”.