هالة الخياط (أبوظبي)- يستهدف مركز خدمات المزارعين في أبوظبي العام المقبل ألفي مزرعة لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة لمزارع النخيل، بما يحافظ على النخيل كثروة وطنية مستدامة، منتهجا الطرق الحيوية والابتعاد قدر المستطاع عن الطرق الكيماوية وتقليل استخدام المبيدات إلى الحد الأدنى، لما في ذلك من أثر على سلامة البيئة وصحة الإنسان.
وفي الوقت الذي بلغ عدد المستفيدين من المشروع العام الحالي 855 مزرعة يستمر المركز في تنفيذ المشروع ليستهدف العام المقبل ألفي مزرعة، موضحا أن توظيف الإدارة المثلى للعمليات الزراعية الخاصة بخدمة أشجار النخيل ساهمت في الحد من انتشار الآفات الزراعية، بالإضافة إلى ما حققه ذلك من ارتفاع الإنتاج وتحسين نوعية التمور المنتجة.
وفي إطار برنامج الإدارة المتكاملة لأشجار النخيل، فقد نجح البرنامج العام الحالي في مكافحة مليوني سوسة نخيل من خلال تقديم الخدمات لما يزيد عن ستة ملايين و500 ألف نخلة، حيث يستهدف المشروع الذي سيستمر حتى نهاية العام المقبل، كل مزارع إمارة أبوظبي البالغة نحو 23050 مزرعة.
وتضمن مشروع الإدارة المتكاملة لمزارع النخيل إشراك العمال الذين يعملون في مزارع النخيل والمشرفين عليها في دورات تدريبية لإكسابهم مهارة القيام بالعمليات الزراعية الخاصة بخدمة أشجار النخيل على الوجه الصحيح الذي يضمن الحد من انتشار الآفات الزراعية، إلى جانب رفع الإنتاج وتحسين نوعيته.
وأفاد المركز أنه التحق خلال الشهر الماضي حوالي ألف عامل من المزارع، التي وقع أصحابها على عقد خدمات النخيل مع مركز خدمات المزارعين على مستوى إمارة أبوظبي، في الدورة التدريبية التي أقامتها كافة المراكز في منطقة العين وفي المزارع مباشرة لتدريب العمال على عمليات تكريب النخلة وتسميدها وريها بالطرق الصحيحة التي تضمن الحد من انتشار الآفات الزراعية، وتقليل الهدر في مياه الري حفاظا عليها كثروة وطنية، فضلا عن الحد من انتشار الأمراض الفطرية على النخيل خاصة مرض اللفحة السوداء (المجنونة).
ولفت المركز إلى أن إدارة المشروع تبعث وبشكل دوري برسائل نصية إلى أصحاب مزارع النخيل تتضمن نصائح وتوجيهات إرشادية حول الطرق والوسائل التي ينبغي استخدامها للحد من انتشار الآفات التي تهدد هذه الثروة الوطنية كتشغيل وصيانة المصائد الضوئية التي تلعب دورا مهما في الحد من انتشار حفار العذوق ( العاكور ) وحفار ساق النخيل. وكذلك المصائد الفرمونية التي تعتبر وسيلة مهمة من وسائل مكافحة سوسة النخيل الحمراء والتقليل من استخدام المبيدات، إلى جانب إرشادات مهمة عن العمليات الزراعية الخاصة بخدمة أشجار النخيل والمواعيد المناسبة للقيام بها.
وكان مركز إدارة النفايات قد عقد العامين الماضيين أكثر من 50 ندوة في الأندية والقاعات العامة وحتى في مجالس المواطنين بهدف التواصل مع المزارعين تم فيها إلقاء المحاضرات العلمية حول إدارة مزارع النخيل بشكل متكامل يعمل على المحافظة على النخيل وعلى البيئة في آن واحد.
يشار إلى أن مركز خدمات المزارعين بدأ بتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة لمزارع النخيل عام 2010-2011 حيث شارك في المشروع 50 مزرعة فقط من مزارع المنطقة الغربية (ليوا) لكن العدد ارتفع إلى 330 مزرعة في عام 2011-2012 بعد شمول منطقة العين بخدمات مركز خدمات المزارعين، ثم تزايد الإقبال على الانضمام للمشروع حيث ارتفع إلى 855 مزرعة عام 2012-2013.
واتخذ أسلوب مكافحة الآفات في الفترة الأخيرة اتجاهاً يعتمد على تخطيط متكامل وطويل الأمد يشار إليه بالإدارة المتكاملة للآفات والتي تعتمد على مبادئ أيكولوجية تتكافل فيها طرق وتقنيات متعددة بحيث تشكل عملية فعالة، اقتصادية ووقائية متضمنة الحفاظ على الصحة العامة والبيئة إذ تهدف المكافحة المتكاملة إلى ترشيد وتضييق نطاق استعمال المبيدات الكيميائية بما يسمح بفاعلية أكثر والمكافحة عن طريق الخدمة الحقلية والبستانية لمزارع النخيل باعتبارها من أهم وسائل مكافحة النخيل وتشمل تكريب وتنظيف قواعد الأشجار وإزالة بقايا العذوق والجريد اليابس وكذلك الفسائل الكثيفة حول قاعدة النخيل.
كما يتم تنظيف أحواض الري من الحشائش وتقليب التربة، الري والتسميد المتوازن، صيانة المصائد الفرمونية والضوئية وإزالة وإبادة أشجار النخيل متقدمة الإصابة والتي لا جدوى من علاجها، وذلك عن طريق تقطيعها وطحنها والاستفادة منها في تصنيع السماد العضوي.
عدد اليوم
