الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خدمة الوطن قولاً وعملاً

19 مايو 2007 01:26
خدمة الوطن كلمتان مترابطتان لا يعرف معناهما جيداً إلا قلة من الناس خدمة الوطن من الضرورات التي يجب أن توجد في كل دولة، خدمة الوطن صورة مشرقة لدول متقدمة في مجالات عدة ومتميزة عن الدول الأخرى، والتميز لا يأتي إلا من خدمة الوطن، ولو علمنا المعنى الحقيقي لهما لوجدنا دولتنا من أفضل دول العالم بل لانحسرت المشاكل الكثيرة التي تواجه المسؤولين كل يوم، وما أروعهما من كلمتين وخاصة عندما تسمعهما من شخصية مهمة وكبيرة وهو يقول أنت هنا في خدمة الوطن، فخدمة الوطن واجب على كل شعوب العالم، ولكن يجب أن ننتبه ألا نكرر الكلمة لفظاً وننسى الفعل، فهناك من ألسنتهم تعبت من تكرار الكلمتين من دون فعل ولا عمل، والسؤال المهم والذي نبحث عنه في كل مكان هو هل أنت في خدمة الوطن؟ وهل تعرف معنى هذه الكلمة؟ فبالله عليكم أخبروني ما هي خدمة الوطن؟ عندما تذهب ولأول مرة في حياتك للدوائر الحكومية وتجرب التعامل مع أغلب الموظفين لوجدت اختلافاً كبيراً في تعامل كل دائرة، فهذا موظف محترم، وذلك موظف متكبر، وتلك الموظفة تعاملها رائع بينما تلك ترفع رأسها وتصرخ على المراجعين، والمدير خلال عمله في خمس سنوات مشغول ولا يمكن الدخول عليه إلا بالفيتامين الخاص، ومدير آخر مكتبه مفتوح طوال فترة العمل لجميع المراجعين، تلك الفئات وغيرها نشاهدها ونتعجب من هذا الاختلاف في تلك المعاملات، حتى قال أحد المراجعين انه يجب على المسؤولين النظر والاستفادة من المؤسسات الأخرى في تعاملها مع المراجعين حيث وجد التعامل المحترم والتنظيم وعدم التأخير في خدمة المراجع، هذه آراء والآراء تختلف حتى المسؤولون أنفسهم البعض منهم في أحد البرامج يتحدث ويصرح في الصحف عن دائرته والتعامل الممتاز مع المراجعين الى آخره من الكلام ولكن عندما تقوم بزيارته فإنك بحاجة لأيام وربما أسابيع وشهور لمقابلته، وهنا نتساءل لماذا هذا الاختلاف؟ لماذا لا نجد التنافس في تقديم التعامل المحترم مع المراجعين وخروجهم من المكاتب مبتسمين وراضين، والجواب ببساطة ''خدمة الوطن''· هناك أمر ربما لاحظه الجميع وخاصة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وبالتحديد البرامج التي تكون حلقة وصل بين الجمهور والمؤسسات والمحاولة للوقوف على مشاكلهم وحلها والملاحظة هي خوف بعض المسؤولين من الحديث للإعلام والتهرب من المواجهة بطرق مختلفة منها عدم الرد على الاتصالات التي تأتي من الإعلام، بل بلغ بأحدهم أنه أغلق الهاتف على الإعلامي الذي يقوم بدوره في البرنامج الإذاعي والذي يتابعه الجمهور، ماذا ستشعر عندما تسمع أو ترى هذا التصرف، هناك احتمالان الأول أن هذا المسؤول على خطأ ويخشى أن يفضح وخاصة ان بعض المذيعين لديهم أسلوب قوي في التحاور وإظهار الحق، والأمر الآخر ان ذلك الشخص مع كل الاحترام والتقدير لا يملك ''خدمة وطن''· خدمة الوطن تحتاج الى شخصيات بمواصفات معينة، فليس كل شخص يعمل ويجتهد لديه خدمة وطن، فالمواصفات المطلوبة أهمها الخوف من الله تعالى أولاً وأخيراً، ومن ثم الإخلاص في العمل والاجتهاد على تأديته على أكمل وجه وعدم أكل حقوق الآخرين ولا حتى حقوق المراجعين، وأيضاً الاحترام في التعامل ومواجهة الجمهور في جميع الأمور دون التفكير في إغلاق الأبواب في وجوههم حتى لو وقع المسؤول في الخطأ، فالإنسان غير معصوم من الخطأ، والخطأ الأكبر أن تخطئ وتهرب خوفاً من أن تُفضح أو خشية من محاسبة الآخرين لك، خدمة الوطن بحاجة لأشخاص يحملون هذه المواصفات، بل إن أخطأ يقف أمام الجميع يعترف بخطئه، لهذا أجمل ما في التعامل مع الآخرين هو الاعتراف بالخطأ بدلاً من الإصرار على أنك على حق وأنت في الأصل على خطأ وما يرسم البسمة على وجوهنا هو وجود شخصيات تحمي الوطن ولله الحمد، شخصيات لا تخشى في الله لومة لائم بل تسعى لإظهار الحق وعدم الهروب، وإن شاهدوا الخطأ حاولوا تعديله والوقوف على أسباب ظهوره، فهؤلاء هدفهم أولاً مرضاة الله تعالى ومن ثم خدمة الوطن، وما علينا إلا أن نقول الله يكثر من أمثالهم· عبيد الكعبي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©