القاهرة (الاتحاد)- قضت محكمة جنح مستأنف سيدي جابر بالاسكندرية برئاسة المستشار شريف حافظ رئيس المحكمة أمس ببراءة 7 فتيات قصر من حركة “7 الصبح” وتخفيف الحكم عن 14 آخريات بالحبس لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ بدلاً من 11 عاماً وشهر.
يذكر أن محكمة جنح سيدي جابر برئاسة المستشار أحمد عبدالنبي كانت قد قضيت يوم “الأربعاء” قبل الماضي، بحبس 14 فتاة من حركة “7 الصبح” لمدة 11 سنة وشهر واحد، وقررت إيداع 7 فتيات أخريات قاصرات دور الرعاية الاجتماعية والحبس غيابياً لمدة 15 سنة على 6 من قيادات جماعة الإخوان المحظورة الهاربين، بتهم التجمهر واستخدام القوة والانضمام إلى جماعة مخالفة لأحكام القانون والتحريض على العنف وحيازة منشورات تحريضية وتوزيعها وقطع الطريق. وهتف أهالي الفتيات بالتكبير فور النطق بالحكم، وسادت حالة من الفرحة العارمة في مختلف أرجاء قاعة المحكمة.
وسجد طلاب الإخوان بجامعة الاسكندرية بساحة كلية الطب والصيدلة شكراً لله بعد سماع الحكم الصادر على الفتيات، وهتف الطلاب بالساحات: “حرية الأحرار” و”الله أكبر النصر قادم” و”النصر للفتيات” و”الطالبات طالعة النهارده”. ورفع الطلاب صور الفتيات، مؤكدين أن الاعتصام والفوضى بالجامعات كانت الخطوة المقبلة في حال عدم خروجهم من المحكمة. ورددت فتيات حركة “7 الصبح” الـ21 خلال الجلسة أناشيد وأغاني خاصة بجماعة الإخوان المسلمين، وهن ممسكات بورود حمراء في أيديهن، داخل قفص الاتهام، خلال نظر محكمة جنح مستأنف سيدي جابر الطعن على سجنهن. وأدى ذلك إلى حالة من الفوضى في قاعة المحكمة، فيما قامت قوات الأمن، بتشديد الإجراءات الأمنية داخل قاعة الجلسة وحول محيط المحكمة. وألقت قوات الأمن القبض على 2 من الإخوان أمام المحكمة، بدعوى “رفعهما علامة رابعة ومحاولتهما تكدير الأمن العام وإثارة الفوضى”.
ومُنع دخول وسائل الإعلام إلى داخل قاعة المحاكمة، فيما تكدست أسر فتيات الإسكندرية خارج القاعة بعد منعهم من الدخول.
ودخلت المتهمات الراشدات محجبات وموثوقات الايدي الى قفص الاتهام ويحملن وردة فيما كتبن على باطن كفوفهن كلمة “حرية”.
وقال محاميهن أحمد الحمراوي أمام الجلسة: “حتى في فترة حكم مبارك كان هناك بعض درجات الأخلاقيات” أمام القضاء، حيث إن النساء والفتيات كن يشكلن “خطاً أحمر ولم تكن تتم محاكمتهن”.
ثم أعلن حمراوي في وقت لاحق لوكالة فرانس برس أن “الحكم مرضٍ إلى حد ما ونرى فيه بعداً إنسانياً وتقديرات قانونية صحيحة ولكننا سنستأنف أمام محكمة النقض”.
من جهتها قالت مسؤولة منظمة هيومن رايتس ووتش في مصر، هبة مورياف إن الفتيات كان يجب ألا يصدر بحقهن أي حكم. وأضافت: “لم يكن لديهم أي دليل على أن الفتيات ارتكبن أعمال عنف”. ومن قفص المتهمين قالت آية عادل الطالبة لوكالة فرانس برس: “لدينا الحق في التظاهر، إنه حق دستوري”، مضيفة: “نحن سجينات سياسيات”. واتهم مكتب النائب العام الفتيات بأنهن حملن سكاكين، ورشقن الحجارة خلال مواجهات 31 أكتوبر.
وانتشرت قوات الأمن بكثافة في محيط محكمة الاستئناف، حيث حضر حوالي مئة شخص، ورددوا هتافات مطالبة بـ”إنهاء النظام العسكري”.
في غضون ذلك، برَّأت محكمة مصرية أمس 155 من أعضاء جماعة الإخوان من تهم إثارة الفوضى وممارسة أعمال شغب وعنف خلال احتفالات ذكرى السادس من أكتوبر. وكانت نيابة قصر النيل أحالت المتهمين، بعد تحقيقات قام بها فريق من المحققين، برئاسة المستشار سمير حسن، للمحاكمة بتهمة إثارة الشغب والتعدي على أفراد الشرطة وإتلاف ممتلكات عامة وممارسة البلطجة، خلال أحداث عنف شهدها ميداني رمسيس والتحرير بوسط القاهرة خلال الاحتفال بالذكرى الأربعين لحرب السادس من أكتوبر. وأمر النائب العام المصري امس ببدء تحقيقات عاجلة بأعمال عنف شهدتها مناطق عدة في مصر أمس الأول، وأسفرت عن إصابة مدنيين، وعناصر أمن، وتحطيم ممتلكات عائدة لمصريين. وقالت مصادر قضائية إن النائب العام المستشار هشام بركات كلف فريقاً من النيابة العامة ومجموعات عمل من النيابات في عدة محافظات بالتحقيق في أحداث العنف والانتقال إلى مواقع اشتباكات وقعت أمس الأول بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من جهة وبين معارضيه وعناصر من قوات الأمن من جهة أخرى. كما دعا النائب العام المصري وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية إلى الانتهاء من عمل التحريات اللازمة حول أعمال العنف، والانتقال إلى المستشفيات، التي يتواجد بها مصابون سقطوا خلال أعمال العنف.
الى ذلك، دعا ما يسمى “التحالف الوطني لدعم الشرعية” المؤيد لجماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي من سماهم “الأحرار والحرائر” إلى مواصلة تنظيم الفعاليات في الأسبوع الذي أطلق عليه اسم “الثورة صاحبة القرار”، لتأييد “فتيات الإسكندرية”، وذلك باستمرار الحشد “وغزو الميادين لحين تحرير حرائر ومعتقلي جماعة الإخوان المسلمين، وإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم”، داعيًا جموع المصريين للمشاركة في فعاليات اليوم الأحد المخصصة للعمال تحت شعار “العمال ذراع الثورة ورمز الصمود”.
وقرر التحالف رفع شعار “مبادئ مانديلا ستنتصر” خلال الأسبوع الجاري، وذلك “تحية لأيقونة الصمود والكرامة الأفريقية نيلسون مانديلا”، قائلاً إن “الرئيس الشرعي المختطف محمد مرسي وأنصار الشرعية ورافضي الانقلاب في مصر يسيرون على نهج نضال “مانديلا” ويتمسكون بصموده، وإن مانديلا لو كان في مصر لقتله من يعزّون فيه باسم الانقلاب”.
عدد اليوم
