الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أربعة فنانين عراقيين يقدمون تجارب تشكيلية ونحتية في لاهاي

أربعة فنانين عراقيين يقدمون تجارب تشكيلية ونحتية في لاهاي
27 مارس 2009 04:21
افتتح على قاعة غاليري '' الزاوية '' في مدينة لاهاي مؤخرا معرض فني لأربعة فنانين عراقيين درسوا جميعهم الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد في بداية ووسط سنوات الثمانينات وغادر قسم منهم العراق في التسعينيات والقسم الآخر بعد الغزو الأميركي للعراق· ثلاثة رسامين ونحات قدموا أعمالا فنية مختلفة الأساليب والتقنيات وبأحجام صغيرة وكبيرة في هذا المعرض الذي تنوعت فيه أيضا المدارس الفنية بين الأكاديمية والواقعية والتعبيرية وتأثيرات الفن العراقي القديم والتجريد · بعد افتتاح المعرض الذي يستمر لغاية منتصف ابريل المقبل بيعت أربع لوحات للفنانين سلام جعاز وعماد الزهيري · يستخدم الزهيري في تنفيذ أعماله مجموعة من التقنيات والمواد المختلفة مثل الخشب وعجائن تغطي طبقة الخشب وصمغ للصق كل ذلك وبالتالي الحفر على هذه السطوح وتلوينها بحيث تبدو بعض لوحاته وكأنها رليفات بارزة · كما يقوم باستخدام بعض الأدوات في الحك والحفر على سطح اللوحة لإظهار طبقات لونية مختلفة للتخلص من هيمنة الألوان الطاغية على مجمل أعماله مثل البرتقالي والأحمر والبني ولإبراز بعض الخطوط · الفنان رعد الزبيدي يمزج بين الواقعية والتعبيرية حين يرسم وجوه الرجال والنساء التي تبدو أحيانا أقنعة أكثر منها وجوها · ولأنه يستخدم طبقات كثيفة من الزيت وبعض الأصباغ تبدو بعض أعماله كما لونها منفذة بتقنية السيراميك بسبب الألوان البراقة التي تظهر على سطوح لوحاته بأشكالها البارزة · أما الألوان مثل الشذري الغامق والترابي والأحمر الخفيف مع الإشكال والثيمات فتذكر بالفن العراقي القديم الذي لم ينج من هيمنته أي فنان عراقي معاصر· أما النحات عدي العبيدي ينتقل من الواقعية والأكاديمية إلى التعبيرية ثم التبسيط مقتربا من حافة التجريد بشكل منهجي حيث يستخدم الكتلة ورموزها الشكلية وفراغاتها وظلالها كتعبير حسي مباشر وليس كوسيلة مجردة لايصال فكرة ما · كانت أعماله متأثرة بالنحت العراقي القديم الذي يركز على واجهة العمل أكثر من التركيز على جوانبه الأخرى لكنه استطاع أن يجد أسلوبه الخاص بعد اقترابه من الأساليب الحديثة في النحت · أعماله تتمحور حول الإنسان وعوالمه الفكرية والحسية حيث يهتم كثيراً بالعوالم الداخلية للإنسان وغالبا ما تكون متفاعلة داخل الخط الخارجي لذلك الشكل الرمزي للانسان لذلك يعتمد على خط خارجي هادئ التكسرات متناغم ترى في داخله أشكالا وانحناءات وفراغات فضاء اكثر انفعالا وصخبا· بمعنى آخر إن ثيمة العمل تأتي من داخل العمل متجهة إلى خارجه بتفاعل صامت احيانا وصارخ هامس في أحيان أخرى او بتعبير هادئ مدغم ومرهف يقتنص حالة ما (زمنية او حسية او حركية) لشخص ما وغالبا ما يكون هذا الشخص هو ذات الفنان حصرا وعوالمه الداخلية· يشتغل الفنان عدي العبيدي على الخامات الطبيعية وغير المصنعة ويعتمد حين يعمل على الخشب خطا تكوينيا على الكتلة والفراغ مع تبسيط الكتل ، على العكس من البرونز الذي يقدم له حرية اكبر على السطوح الملساء التي يستخدمها كوحدة تعبير إضافية فوق الكتل والفراغات · فيما الفنان الرابع سلام جعاز فهو يعمل على تقنية بسيطة تجمع بين الكثافة والشفافية من اجل إيجاد عمق لعمله الفني من خلال البحث في خلفية اللوحات والمناطق المحيطة بالشخصية الرئيسية أو الموضوع الرئيسي في اللوحة · فهو يبرز الشكل في عمله من خلال إضافات كثيفة وتضاريس كثيرة من الخارج وعشوائية من الداخل لإبراز الشخصية وتصويرها بقصد إلغاء التفاصيل الصغيرة التي تنبني عليها هذه الشخصية أو الموضوع· والمعرض فرصة حقيقية لتقديم أسماء جديدة من الفنانين العراقيين إلى الجمهور الهولندي الذي اعتاد على بعض الأسماء المعروفة برغم إن هؤلاء الفنانين شاركوا في معارض كثيرة في هولندا لكنها لم تكن المنطلق الأساسي للبعض منهم · والحضور الكثيف في الافتتاح مع شراء بعض اللوحات من المعرض سيعزز موقع هؤلاء الفنانين في المستقبل كما حدث مع زملاء لهم سبقوهم في المجيء إلى المنفى لكن عليهم إن ينتبهوا إلى هذا المنفى الذي يأخذ ويعطي لكن ما يأخذه هذا المنفى لا يمكن إن يستعاد أبدا·
المصدر: لاهاي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©