الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل تنسف الجدول الزمني الأميركي لمفاوضات السلام

8 ديسمبر 2013 01:11
علاء المشهراوي، الاتحاد (رام الله)- نسف وزير الخارجية الإسرائيلي الخطة الأميركية التي تقضي بإعطاء محادثات السلام مهلة 9 أشهر يجب التوصل خلالها إلى حل. وأعرب عن اعتقاده بضرورة امتداد المباحثات إلى ما بعد العام المقبل، وصاحب ذلك رفض إسرائيل الضمانات الأمنية التي تقدم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي تقضي بأن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح ووصفتها بأنها لا تكفي، فيما جددت حركة “حماس” رفضها للمفاوضات معتبرة أن تصريحات كيري الأخيرة المتفائلة مجرد بيع أوهام جديدة للفلسطينيين. وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بأنه من غير المرجح أن تفضي مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى نتيجة خلال 9 أشهر، وعلى الرغم من ذلك أكد أن الحوار يجب أن يستمر. وتتناقض تصريحات ليبرمان مع ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول مؤكداً أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أصبحا “أقرب ما يكون إلى السلام”. وقال ليبرمان في خطاب ألقاه في مركز “سابان” للشرق الأوسط في واشنطن ووضع على الموقع الإلكتروني للمركز “اليوم.. الثقة بين الجانبين معدومة”. وأضاف “من المستحيل إحلال السلام من دون مصداقية.. وأعتقد أنه لن يكون ممكنا العام المقبل”، وتابع “يجب التوصل إلى حل كامل لتحقيق تقدم، لكنني أعتقد أن مواصلة الحوار أمر أساسي”. وأوضح أن “هذا الحوار ضروري لأنه إذا لم نكن قادرين على تسوية النزاع فمن المهم إدارته”. وكان كيري قال أمس الأول بعد لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس “أعتقد أننا أصبحنا أقرب إلى السلام والازدهار والأمن الذي يستحقه كل سكان هذه المنطقة، ونحن أقرب ما يكون إلى ذلك منذ سنوات”. وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قالت مساء أمس الأول نقلاً عن مصادر إسرائيلية مقربة من المفاوضات إنه تم نقاش تمديد فترة المفاوضات مع كيري خلال جولته الأخيرة. من جانبها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن الأسبوعين الأخيرين شهدا عقد 5 لقاءات تفاوضية في القدس المحتلة وأريحا، لم تحدث فرقاً. ولم تكن إلا فرصة للفلسطينيين للتنفيس عن غضبهم. وأضافت أن كيري والمبعوث الأميركي مارتن إنديك يخشيان من تفجر الأوضاع واندلاع انتفاضة ثالثة، مضيفة أن إنديك يسخر كافة طاقاته للعمل على اقتراح جديد مكمل لموضوع الترتيبات الأمنية التي عرضها كيري في زيارته الأخيرة، بعدما رفضتها إسرائيل. وكانت القناة الثانية الإسرائيلية ذكرت نقلاً عن مصادر أمنية مساء أمس الأول أن الترتيبات الأمنية التي اقترحها كيري في زيارته الأخيرة “ليست كافية”، وأن إسرائيل طالبت “بحرية عمل كاملة”. وكان كيري اقترح أن تكون الدولة الفلسطينية في حالة إقامتها منزوعة السلاح. وقالت “هآرتس” إن “التسوية الدائمة التي تؤدي لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية نراها الآن مجرد خيال، ونشك في أنه لا يزال أحد يؤمن بها غير جون كيري”. ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل ستضطر خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة للإفراج عن المجموعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين، وتوقعت أن تعقب عملية الإفراج الثالثة موجة استيطان كثيفة، كما حدث بعد عمليتي التحرير السابقتين، وهو ما قد يؤدي إلى تفجير المحادثات بالكامل هذه المرة. وقالت الصحيفة إنه “على كيري الذي يحاول جاهداً إبقاء محادثات السلام على قيد الحياة، إقناع نتنياهو بكبح جماح الاستيطان وإقناع عباس بالكف عن التهديدات بتفجير المحادثات والتوجه للأمم المتحدة”. وحذرت من أنه “في هذا الواقع يصبح موعد نهاية الأشهر الـ9 التي خصصت للمفاوضات قنبلة موقوتة سيتضرر الطرفان من انفجارها، ولكن الضرر الذي قد يلحق بإسرائيل قد يكون أكبر، بدءا باعتراف الدول الغربية بالدولة الفلسطينية وتعاظم عزلة إسرائيل السياسية، وانتهاء بموجة مقاطعات وعقوبات دولية، وقد يطال هذا الفشل حكومة نتنياهو التي ستصبح قنبلة سياسية ستنفجر أيضا. وجاء هذا بالتزامن مع تصريحات كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التي قال فيها إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه رسالة رسمية مؤخراً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، جاء فيها “إنه إذا أصر الجانب الفلسطيني على تقديم الطلب الرسمي والتوقيع على الانضمام للمنظمات الدولية، فإنه يكون بذلك قد تعدى كل الخطوط الحمراء وهدد المصالح الأميركية في المنطقة”. على صعيد متصل، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة “حماس” إن كيري لا يحمل أي جديد للشعب الفلسطيني، إنه يبيع الأوهام ويعمل في مهمة تضليل ممنهجة، تأتي جنباً إلى جنب مع تهويد القدس والمقدسات الإسلامية وبناء المستوطنات في الضفة المحتلة، ليكسب مزيداً من الوقت، بعيداً عن تحقيق حقوق شعبنا وأمنه لصالح الاحتلال. وأضاف أن هذه التصريحات يجب أن تكون مدعاة لاتخاذ السلطة الفلسطينية قراراً بإنهاء المفاوضات بشكل نهائي. وحول تهديدات أوباما للرئيس عباس قال برهوم إن “التهديدات الأميركية والإسرائيلية لن تتوقف لأي فلسطيني سواء كان قائداً أو مسؤولاً أو مواطناً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©