الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تكثف جهودها في التنقيب عن النفط

19 مايو 2007 01:46
مريم أحمد: تسعى الصين ، التي تستورد حوالي 44% من احتياجاتها النفطية من الخارج ، إلى تكثيف جهودها في التنقيب عن النفط وتنمية الحقول القائمة· وفي الآونة الأخيرة اكتشفت الحكومة حقلا نفطيا في منطقة بوهاي باي شمالي الصين له أهمية كبيرة لاستراتيجية الأمن النفطي الصيني في بكين، والتي تعد المفتاح الرئيسي للحفاظ والإبقاء على التنمية الاقتصادية للبلاد· وكانت شركة بتروتشاينا، الذراع اليمنى لشركة الصين الوطنية للبترول المملوكة للحكومة الصينية، أعلنت عن أن الحقل الجديد الذي تم اكتشافه مؤخرا يملك احتياطياً يبلغ حوالي مليار طن، أي ما يقارب 7,35 مليار برميل من النفط، ما يجعله أحد أكبر الاكتشافات في الصين منذ أربعة عقود· ويقع الحقل النفطي الجديد '' نانبو '' في مدينة تانغشان بشمال مقاطعة هيبي الصينية· وقال '' هو وينروي ''، نائب الرئيس في شركة بتروتشاينا، أنه بعد هذا الاكتشاف للحقل النفطي الجديد، قررت شركة الصين الوطنية للبترول زيادة إنتاج النفط في حقل جيدونغ ليصل الى 2,2 مليون طن هذا العام· ومن ثم سيزيد الإنتاج النفطي لحقل جيدونغ بمعدل مليون طن سنويا ليصل الى 10 ملايين طن بحلول عام ·2012 وأشار وينروي الى أن بلوغ مقدرة الإنتاج النفطي السنوي الى 10 ملايين طن سنويا يعد المرحلة الأولى من الخطة الصينية الجديدة· وباحتياطي لا يقل عن مليار طن من النفط، فقد تصل القدرة الإنتاجية لحقل نانبو في النهاية الى 25 مليون طن سنويا، لكنه أكد على: '' المدى الذي سيتمكن فيه الحقل الجديد من تلبية احتياجات البلاد من النفط، وعلى الكيفية الذي ستعتمد بها طريقة تطوير الحقل على استراتيجية التنمية الشاملة التي تتبعها شركة بتروتشاينا النفطية·''· وقد تمت الإشارة الى أن تطوير حقل نانبو سيساهم في استقرار وزيادة الإنتاج النفطي في الصين الشرقية، كما أكد جيا شينغزاو، نائب رئيس آخر في شركة بتروتشاينا· ومن الوهلة الأولى، قد يبدو أن زيادة الإنتاج النفطي في حقل جيدونغ أنها مجرد قطرة في دلو بالمقارنة مع النمو السريع في الطلب الصيني على الطاقة· ويُذكر أن إجمالي الاستهلاك الصيني للنفط قد بلغ حوالي 320 مليون طن في العام الماضي، وبهذا المستوى من الاستهلاك، فإنه في حال تم استخراج احتياطي النفط في حقل نانبو والبالغ حوالي مليار طن بأكمله، فمن المحتمل أن يتمكن من تلبية احتياجات الصين من النفط لثلاثة أعوام فقط· ومع ذلك، يقول المحللون إن اكتشاف حقل نانبو النفطي يعد بالغ الأهمية لاستراتيجية الطاقة الأمنية في الصين، كما أنها زادت من فرص واحتمالية المزيد من الاكتشافات النفطية· وعلى هذا علق زاي غانغمينغ، الرئيس السابق في موقع حقل جيدونغ النفطي الصيني، وأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة، بقوله: '' استنادا الى البُنية الجيولوجية للمنطقة، فإن من المرجح اكتشاف المزيد من حقول النفط الكبيرة، رغم صعوبة عمليات التنقيب والاكتشاف·''· ومما تجدر الاشارة إليه أن حقل داكينغ النفطي الواقع في شمال شرق الصين، والذي تم اكتشافه في عام ،1962 يملك احتياطيا لا يقل عن 2,2 مليار طن من النفط، إلا أنه تم استخراج ما يزيد عن خمسة مليارات طن من النفط· ويتوقع البعض أن الإنتاج الفعلي لحقل نانبو الجديد ربما يزيد عن الرقم المؤكد حاليا للاحتياطي، والبالغ مليار طن· وقال هان زيغونغ الأستاذ في معهد التدريب التابع لشركة الصين الوطنية للبترول لصحيفة آسيا تايمز :'' حسب علمي، فقد أكدت شركة بتروتشاينا على وجود كميات كبيرة من النفط في منطقة نانبو، لكنها لم تعلن بعد عن تلك الاكتشافات الكبيرة· وهذا يعني أن من المحتمل أن يكون هنالك المزيد من حقول النفط المُكتشفة حديثا في انتظار الإعلان عنها قريبا· ومن هذا المنطلق، يمكنني القول بإن الصين على وشك أن تشهد ذروة جديدة في الاكتشافات النفطية·''· وفي الوقت الذي لم يتم فيه الإعلان عن أية اكتشافات ذات أهمية منذ أربعة عقود، ظل الإنتاج النفطي السنوي للصين في حدود 160 مليون طن في الأعوام الأخيرة· وبناءً على ذلك، كان على الصين أن تزيد من وارداتها النفطية منذ عام 1993 باطراد، وذلك لتلبية النمو السريع في الطلب الصيني المتزايد على الطاقة والنفط· ويقول محللون إن حقل نانبو الجديد، قد يمثل في حال بدء إنتاجه انطلاقة كبرى في قطاع إنتاج النفط الراكد في الصين· علاوة على ذلك، يُذكر أن اكتشاف الحقل الجديد جاء في الوقت الذي تكثف فيه الصين من جهودها لبناء استراتيجية فعالة لاحتياطي النفط بهدف تقوية وتعزيز أمن الطاقة لديها· وقد أصبحت الاستراتيجية الأمنية للطاقة بوجه عام، واستراتيجية النفط الأمنية بوجه خاص، شاغلا هاما ورئيسيا للصين في السنوات الأخيرة· ويُذكر أن متوسط معدل الاحتياطي العالمي يساوي 40,5 كل عام، أما في الصين، فإن المعدل نفسه يساوي 13,4 كل عام· علاوة على ذلك، لا يستطيع الإنتاج النفطي الصيني تلبية الطلب المتزايد بسبب النمو المتسارع لاقتصادها· ونتيجة لذلك، أصبحت الصين معتمدة بشكل كبير على وارداتها النفطية· وتشير أرقام العام الماضي الى أن حوالي 44 في المائة من النفط الذي تم استهلاكه في الصين كان مستوردا من الخارج، ما يجعل الصين أكثر عرضة وتأثرا بتقلبات أسعار النفط العالمية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©