السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المستثمرون يتذوقون حلاوة السكر

19 مايو 2007 01:46
إعداد - محمد عبد الرحيم: لطالما عرفت منطقة الشرق الأوسط باحتياطياتها الهائلة من النفط وبما تزخر به من المصافي البترولية إلا أنها أصبحت موعودة ببناء المزيد من المصافي، ولكن تلك الخاصة بتكرير السكر هذه المرة· فهناك العديد من مشاريع التكرير الرئيسية التي بدأت تتخذ مواقع لها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف ردم الفجوة التي تبلغ 6 ملايين طن في سوق السكر الأبيض بعد أن عمدت منظمة التجارة العالمية إلى خفض الصادرات من الاتحاد الأوروبي المنتج السابق الأكبر في العالم للسكر الأبيض· وكما ورد في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' مؤخراً، فإن دول الشرق الأوسط التي درجت على استهلاك حوالي نصف صادرات الاتحاد الأوروبي بدأت تتجه إلى إخضاع الأمور إلى سيطرتها الخاصة وتجاوز هذا النقص، حيث شرعت المنطقة في استقطاب المستثمرين الاجانب للعمل مع رجال الأعمال المحليين في محاولة لاقتناص أكبر حصة ممكنة في السوق المحلية· وبالإضافة لذلك فقد بات من المتوقع أن يقفز الطلب على السكر في منطقة الشرق الأوسط بمعدل 10 في المائة سنوياً خلال فترة السنوات القليلة المقبلة، كما يشير جمال الغرير المدير الإداري لشركة الخليج للسكر· وقد ظلت مصافي التكرير مثل شركة الخليج تزيد من سعتها التكريرية في محاولة لمقابلة الطلب المتنامي بما فيها كبريات الشركات العالمية مثل شركة كارجيل انترناشونال في مبنيسوتا في أميركا والشركات البريطانية مثل ''ئي دي آند اف مان شوقار'' المحدودة وشركة تيت آند ليل التي اندفعت جميعها في استثمارات في داخل أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط· وذكر أحد الأشخاص المهتمين بالصناعة أن مبلغاً يصل إلى نصف مليار دولار قد تم استثماره حتى الآن في انتاج السكر في المنطقة· اذ يقول إيان موتي أحد التنفيذيين في مصرف ستاندارد تشارتر في دبي: ''بعد أن انخفضت كميات السكر الأبيض المستوردة من الاتحاد الأوروبي أصبحت هناك حاجة طارئة لبناء المزيد من السعة الجديدة، وقد علمت أن هناك ثلاثة مشاريع رئيسية تم بناؤها في فترة الأشهر الستة الماضية''· والى ذلك، فقد انهمكت شركة كارجيل في بناء مصفاة للتكرير في سوريا بالتعاون مع بعض المستثمرين المحليين والبرازيليين، بينما تعكف شركة تيت آند ليل البريطانية على بناء مصنع في مصر في تعاون مع الصناعات المحلية، كما تخطط شركة ''ئي دي آند اف مان'' لبناء مصنع آخر في إسرائيل في الوقت نفسه الذي تهدف فيه مجموعة من كبريات الشركات المنتجة المحلية مثل الخليج وشركة ''سيفيتال اس بي ايه'' في الجزائر ومجموعة صافولا المصنعة للمنتجات الغذائية في السعودية لتوسعة إنتاجها إلى أقصى حد ممكن· وتقدر منظمة السكر العالمية أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استهلكت ما مقداره 15,4 مليون طن من السكر في العام 2006/2007 بينما ذكرت شركة الخليج أن المنطقة تنتج كمية لا تزيد على 6 ملايين طن سنوياً· وفي هذه الأثناء فقد ظلت شركة سيفيتال التي يديرها رجل الأعمال المعروف سعد ربراب تنتج السكر للسوق الجزائرية إلا انها شرعت الآن في بناء مصنع آخر بالقرب من ميناء بجاية والذي من المقرر ان يتم انجازه في أوائل العام ،2008 علماً بأن المصنع الحالي ينتج 650 ألف طن سنوياً قبل ان تقفز هذه السعة الى 1,6 مليون طن بعد اكتمال المصنع الجديد· أما في سوريا فقد تحالفت شركة كارجيل مع المستثمر المحلي نجيب عساف وشركة كريستال سيف البرازيلية ومجموعة ويلينجتون الاميركية في كانساس بهدف بناء أول مصفاة لتكرير السكر في الدولة والتي ستدخل السوق بانتاجها في الوقت نفسه الذي ستتم فيه توسعة مصنع شركة سيفيتال في الجزائر· وسوف تنتج هذه المصفاة مليون طن من السكر الابيض وبشكل سيتيح لسوريا ان تصبح دولة مصدرة بالكامل لهذه السلعة، علماً بأن سوريا تستهلك 800 ألف طن سنوياً ولكنها لا تنتج حالياً سوى 150 ألف طن من المطاحن المحلية· وسوف يذهب معظم انتاج المصفاة الى الاسواق المحلية على ان يتم تصدير الفائض الى لبنان والاردن والعراق وفقاً لما صرح به داؤود ليلجاويد مدير المشاريع في شركة كارجيل· وفي هذه الأثناء فقد عمدت شركة تيت آند ليل التي كانت تعتبر الشركة الأكبر في العالم في مجال تكرير السكر الى اغلاق بعض مصانعها في الاتحاد الأوروبي والانتقال الى مناطق خارجة في انتاج السكر· الى ذلك، فإن بناء مصفاة لتكرير السكر يكلف مبلغاً يتراوح ما بين 50 و100 مليون دولار· لذا فقد ظلت الشركات تعتبر ان استيراد قصب السكر من دول مثل البرازيل قبل تكريره في مصانعها أكثر فائدة وجدوى اقتصادية من استيراد السكر المكرر والجاهز من مناطق أخرى· ويرى يوسف الجمال احد التجار المستوردين للسكر في الأردن ان المنطقة تتمتع بمميزات ايجابية بسبب توافر اعداد ضخمة من السفن الناقلة الأمر الذي سينعكس في تخفيض الاسعار والتكاليف·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©