الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حرائق منازل الشارقة ·· الإهمال وسوء التصرف وراء اندلاعها

19 مايو 2007 01:53
تحقيق - أحمد مرسي: تكررت الحرائق المنزلية في الشارقة بصورة لافتة خلال الفترة الماضية، حيث علت أصوات سيارات الإطفاء والإسعاف بصورة تكاد تكون يومية في شوارع الإمارة تسابق اللحظات للوصول لمواقع الأحداث ومحاولة إنقاذ الأرواح وانتشالهم من الفزع والرعب خلال ثوان قد تحسب في حساباتهم ساعات· الإهمال والجهل بطرق استخدام بعض الأجهزة وكذلك اللجوء لممارسة بعض العادات والتقاليد والطقوس الدينية التي يلجأ إليها القلة، أسباب رئيسية وراء زيادة أعداد تلك الحرائق، وهو ما تطلب دورا أكبر من إدارة الدفاع المدني في الشارقة في التركيز على التوعية للحد منها نتعرف عليها خلال هذا التحقيق· وأشار حسن خليل إبراهيم، محاسب في إحدى شركات القطاع الخاص بالشارقة، إلى عدم وجود وسائل أمان كافية في المنازل حال حدوث أي حريق في أي جزء من أرجاء المنزل، منوهاً إلى أن غالبية، إن لم يكن كل، الاسطوانات الخاصة بالإطفاء في أروقة البنايات منتهية الصلاحية وعفا عليها الزمن لانتهاء مفعول مواد الإطفاء بها وعدم متابعة القائمين عليها بتزويدها أو تبديلها· وأضاف أن هناك مسؤولية مشتركة بين الأهالي والدفاع المدني والجمعيات النسائية في زيادة التوعية تجاه الحرائق وكيفية تدارك أخطارها والتعامل معها حال حدوثها، وذلك من خلال تنظيم المحاضرات والندوات التوعوية وحرص الأهالي على حضورها· عادات وطقوس من جانبها قالت زينب عبدالرحمن محمد، ربة منزل، إن هناك جهلا كبيرا لدى غالبية الناس بكيفية التعامل مع الحرائق حال حدوثها ومنع انتشارها في بقية أرجاء المنزل، مضيفة أن معظم الحرائق المنزلية تبدأ صغيرة من المطبخ، ولكن مع رهبة الموقف وعدم وجود فكرة بالتعامل معها بصورة سريعة وسليمة تتزايد حجمها وتؤدي إلى كارثة· وأضافت أن تنوع الجنسيات في مجتمع الإمارات ووجود بعض العادات والتقاليد والطقوس الدينية المختلفة والتي تستخدم فيها الشموع زادت من حوادث الحرائق المنزلية، خاصة أن تلك الأسر قد تنسى نيران تلك الشموع وتخلد للنوم، إلا أنها في كثير من الأحيان تستيقظ على كارثة قد تلحق الضرر بجيرانهم· وذكر عبدالرحمن أمين البنهاوي، يعمل في شركة مقاولات، أن تواجد العزاب بأعداد كبيرة في سكن واحد قد يكون سببا فاعلا لحوادث الحرائق المنزلية التي تتكرر بصورة مستمرة خلال أشهر الصيف، وذلك لانتشار الوسائل المساعدة على الحرائق بصورة أكبر في تلك المنازل، مضيفاً أن أخطاء العزاب وعدم معرفتهم بكيفية التعامل مع تلك الحالات قد يساهم في زيادة حجم الكارثة· متابعة مستمرة وأوضح محمد الزرعوني، صاحب بناية في الشارقة، أن الحرائق المنزلية أمر خارج عن إدارة الجميع، ولكن هناك تصرفات وسلوكيات اعتاد عليها الناس في حياتهم قد تسبب ممارساتها حدوث تلك الحرائق، منوهاً إلى أنه يتابع بصورة مستمرة مدى صلاحية أجهزة الإطفاء في أروقة طوابق البناية وعدم الإهمال فيها، خاصة أن حاجتها تتضح في حال حدوث مكروه لا قدر الله· وأضاف أن المتتبع لغالبية الحرائق المنزلية خلال الفترة الماضية يدرك تماماً الدور الذي تقوم به إدارة الدفاع المدني في سرعة الوصول لمكان الحادث والتعامل معه بالطرق العلمية السليمة، ومن ثم السيطرة عليه وعدم تفاقم المشكلة، مضيفاً أن سوء تصرف بعض الأفراد نتيجة لعدم درايتهم بالطرق التي يجب أتباعها في مثل هذه المواقف قد ينتج عنه كارثة، وخير دليل على ذلك عندما شب حريق بأحد المنازل في الشارقة وقيام سيدة بإلقاء طفليها من الطابق الثامن ليلقى واحد منهم مصرعه على الفور وتتلقف أيدي الناس الآخر في حين نجت هي من الموت بعد أن أنقذها الدفاع المدني من خلال رافعة كانت موجودة بالقرب من مكان الحادث· من جهته أشار جورج تيه، يدير شركة لمعدات الحرائق والسلامة في الشارقة، إلى أن التعليمات التي تحتويها أي أسطوانة للغاز بسيطة ويسهل التعامل معها من قبل أي فرد، كما أنها تتضمن علامات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية تشرح كيفية الاستخدام وبشكل سريع، مضيفاً أن مدة صلاحية الغاز المستخدم فيها واضحة ولابد من تغييرها في الموعد المحدد تفادياً لاندلاع أي حريق في أي لحظة وخاصة في أشهر الصيف· سلوكيات خاطئة وحول أسباب الحرائق وكيفية الوقاية منها يقول مساعد أول عبدالله سالم أبو مهير بمكتب التدريب والتوعية في إدارة الدفاع المدني بالشارقة إن هناك أسبابا رئيسية وراء اندلاع الحرائق في مجتمع الإمارات منها الماس الكهربائي الناتج عن أخطاء فنية في التركيب وممارسة بعض السلوكيات من قبل قلة من الأفراد تتعلق بالعادات والتقاليد والطقوس الدينية في استخدام الشموع· وأضاف أن ارتفاع الإيجارات في الآونة الأخيرة أدى إلى تكدس العزاب من العمال بشكل أكبر في مساكن لا تصلح لاستيعاب هذا العدد، حيث يقومون باستخدام العديد من الأجهزة الكهربائية والتحميل بصورة أكبر على لوحة المفاتيح الغير مؤهلة لاستقبال هذا الضغط، مما يؤدي في غالب الأحيان إلى حدوث حريق، وكذلك تركيب نوعية رديئة أو غير مطابقة للمواصفات المطلوبة من الأسلاك قد يتسبب أيضاً في مثل هذه الكوارث· ونوه إلى أن هناك مواصفات جودة يجب أن تلتزم بها جميع شركات المقاولات خاصة بتركيب نوعية معينة من الأخشاب لأبواب المطابخ مقاومة للحريق مع ضرورة الالتزام بوجود كاشفات للهب والدخان وأجهزة إنذار وتزويدها باسطوانات الحريق ومتابعتها بصورة مستمرة للتأكد من صلاحية الغاز الموجود بها· وحول دورة الدفاع المدني في التوعية أكد أبو مهير أن هناك فعاليات توعوية مستمرة من قبل الإدارة في المصانع والشركات وكذلك مدارس الدولة بمختلف فئاتها وبلغات مختلفة، إضافة إلى وجود رقم مجاني 997 خاص بالإدارة طوال اليوم يتكفل بالرد على استفسارات وتساؤلات الجماهير للتوعية والتعامل السليم مع مثل هذه الحرائق· هناك نوعان من المباني حديثة وقديمة، لكل منها مواصفاتها الخاصة وهي مرتبطة بشكل كبير للحرائق، هكذا يقول محمد عبدالله الحوسني مهندس الوقاية والسلامة في إدارة الدفاع المدني في الشارقة، إن المباني القديمة لا تتوفر فيها درجة الأمان الكافية للسلامة، حيث تستخدم ''سلندرات'' غاز عادية، كما تضم أسقفا خشبية، وفي حال وجود تسرب غاز يتم فتح النوافذ، ومع تواجد أي شرارة يحدث الحريق، حيث توجد ثلاثة عوامل رئيسية وراء اندلاع الحرائق: الوقود، والأوكسجين المتواجد في الهواء، والشعلة، بينما يستخدم النوع الثاني من المباني (الحديث) قواطع أتوماتيكية عند تسرب الغاز، وهو يعتبر أكثر أماناً لحياة الناس ضد الحرائق·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©