في مؤتمره الصحافي السنوي المتلفز في موسكو بمناسبة نهاية العام، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الصحافيين بإيجاز عن الأزمة الأوكرانية والحرب الأهلية في سوريا والتعامل مع تنظيم «داعش» الإرهابي، واستعادة العلاقات مع تركيا، التي أسقطت طائرة روسية على الحدود السورية، والاقتصاد الروسي المترنح، والانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأشار بوتين إلى المرشح الرئاسي الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب.
ووصفه بأنه «رجل نشيط جداً وموهوب من دون شك»، بحسب وكالة «إنترفاكس» الإخبارية.
وأضاف «إن ترامب هو المتصدر للسباق الرئاسي من دون منازع». وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستعمل مع «أي شخص تختاره الولايات المتحدة»، لكنه أولى اهتماماً خاصاً بقطب العقارات الأميركي والشخصية التلفزيونية الشهيرة.
بوتين أضاف: «إن ترامب يتحدث عن أنه يرغب في مستوى آخر من العلاقات الأوثق والأعمق مع روسيا، فكيف لا نرحب بذلك»، مستطرداً: «إننا بالطبع نرحب بذلك».ولا يزال دونالد ترامب المرشح المتصدر للمنافسات التمهيدية في الحزب «الجمهوري»، وحلّ في مقدمة استطلاعات الرأي بعد المناظرة الخامسة للجمهوريين يوم الثلاثاء الماضي. وشعار «ترامب» «أن نجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، لا يختلف كثيراً عن أجندة بوتين الرامية إلى إعادة تأكيد دور روسيا كقوة عسكرية واقتصادية مهيمنة.
وتحدث «ترامب» في الماضي صراحة عن دفء العلاقات الأميركية الروسية مع بوتين، وعلى رغم أنه يزعم أنهما مختلفان، إلا أنه يقول إنهما يتقاسمان أوجه شبه قليلة، وخصوصاً بغضهما المتبادل للرئيس باراك أوباما.
وأضاف «ترامب» أثناء مناظرة «الجمهوريين»: «أعتقد أنني سأتعاون مع بوتين، ومع آخرين، وسنرسي دعائم استقرار أكبر في العالم»، موضحاً «سأتحدث إليه، وسأتعاون معه».وتحدث المرشح «الجمهوري»، فيما بدا إطراءً ساخراً لسياسات بوتين في سوريا، قائلاً: «إنه سيحبذ الجلوس ومشاهدة روسيا تسقط في فخ نصبته لنفسها بمواصلة ضرباتها الجوية في سوريا مساندة للأسد».وأخبر «ترامب»، أثناء ظهوره في برنامج «وجه الأمة» على قناة «سي بي إس» في شهر أكتوبر الماضي، مضيفه المذيع جون ديكرسون بأنه «سيؤيد تماماً إذا هاجمت روسيا سوريا».وأوضح إذا أراد بوتين قصف تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما بدأ يفعله، فدعه يقصفه، وأعتقد أننا ربما سنتعاون بدرجة أكبر بكثير مما هو عليه الوضع الآن.
وتوترت علاقات بوتين مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، إذ فرض الرئيس باراك أوباما عقوبات ضد روسيا بسبب ضم شبه جزيرة القرم، واعترض بشكل دائم على مساندة بوتين لنظام بشار الأسد في سوريا.
لكن المرشح «الجمهوري» في انتخابات الرئاسة الأميركية من جانبه انتقد سياسات أوباما الخارجية. ومثلما كتب «ألان رابيبورت» في صحيفة «نيويورك تايمز»، فإنه يبدو أن الثنائي غير المرجح سيشكل شيئاً ما مثل «علاقة وطيدة لكنها متباعدة». ولعل ذلك «الإعجاب عن بعد» بين بوتين وترامب لا يشكل مفاجأة على الإطلاق، لأن ترامب سعى إلى إظهار الصرامة من خلال حملته الانتخابية، وكذلك بوتين الخبير في لعب رياضة الجودو، والذي يظهر ممتطياً الجواد من دون قميص، يبدي صورة مماثلة على طريقته الخاصة.
*مادي كرويل*
*محلل سياسي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
عدد اليوم
