الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمل لفنان مواطن يدخل مشاهديه في تجربة الغرق

8 ديسمبر 2013 21:02
أبوظبي (أ ف ب) - في غرفة شبه مظلمة لا يظهر فيها إلا امتداد لا متناه للبحر مع صوت موجه المتكسر على حافة قارب، يشعر الداخل إلى الغرفة بأنه ضائع في عرض البحر، ولا يعرف في أي اتجاه يمضي القارب، وكأنها تجربة في الغرق، أو التأرجح على حافة الغرق، فيما يحاكي الواقع المضطرب الذي تعيشه المنطقة. هذه هي أجواء العمل الفني «اتجاهات 2005-2013»، الذي يقدمه الفنان الإماراتي محمد كاظم في معرض «تعابير إماراتية، رؤية تتحقق»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للعام الثالث على التوالي، في منارة السعديات، ويستمر حتى 18 يناير المقبل. ويقوم المعرض هذا العام على فكرة تقديم الدعم لستة إماراتيين من رواد الفن المفاهيمي، القائم على كسر الأشكال التعبيرية التقليدية، لاستكمال مشاريع فنية متوقفة إما لحجمها الكبير أو لاعتبارات لوجستية وقال كاظم «في هذه المرحلة من العمل يشعر المشاهد وكأنه جزء من العمل حيث يخترق الحدود الجغرافية والسياسية مثل لوح خشبي مفقود في البحر»، مشيرا إلى أن اللوح الخشبي المتأرجح على سطح الماء يرمز إلى عدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة. ويحاكي كاظم في هذا العمل تجربة حقيقية خاضها بنفسه عندما سقط من قارب من دون أن يشعر به رفاقه، وظل تائها في البحر عدة ساعات حتى عثروا عليه. واستخدم كاظم في عمله هذا رمالا وصخورا مجمعة من أربعة أماكن مختلفة في الإمارات، وسجل عليه بأحرف وأرقام مسبوكة الأحداثيات الأصلية لأماكن التقاطها، بالعودة إلى جهاز تحديد المواقع الجغرافية «جي بي أس». ويحاول كاظم في أعماله عموماً إظهار اهتمامه وتفاعله الشخصي مع البيئة سواء الجغرافية أو الاجتماعية، ويطرح تساؤلات عميقة عن الهوية في ظل التحولات المتسارعة في المدن. ويعتقد كاظم أن «هذا النوع من الأعمال قد تعرضه دور العرض، لكنها لا تتبناه، في حين أن المؤسسات هي المعنية بتبنيه ليعرض مثلاً في الميادين العامة، وفي الغرب تكلف المؤسسات الرسمية الفنانين بتنفيذ أعمال عالية التكلفة في الأماكن العامة، فالبنوك والمطارات والموانئ لابد أن تتبنى الفكر الفني المعاصر وتعكسه للناس، وأعتقد أن هناك تصورات قادمة في هذا الاتجاه مع قرب افتتاح المتاحف العالمية الكبرى في البلاد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©