الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ما بين الغارات ونيران الاقتتال غزة في قبضة الرعب

19 مايو 2007 02:14
غزة - ا ف ب : يعيش سكان قطاع غزة في قبضة رعب غير مسبوق منذ تجدد المواجهات بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' والغارات الإسرائيلية، وتقول أم حسام ''الموت يأتينا من كل مكان·اسرائيل تقتلنا من الجو و''حماس'' و''فتح'' تقتلانا على الأرض''· وتضيف هذه المرأة البالغة 29 عاما ''طوال أيام الاسبوع نعاني من الاشتباكات بين الحركتين والآن جاء دور الاحتلال الاسرائيلي ليزيد الطين بلة·اين العالم ليرى مأساتنا ونكبتنا الجديدة''؟ ·واطلق عشرات المسلحين الرصاص بغزارة في الهواء قرب مستشفى الشفاء ما اضطر أم حسام التي تسكن قرب المستشفى الى إغلاق نوافذ منزلها· اما ماجد الطفل ذو الاعوام العشرة فانفجر في البكاء بعدما اصر على المجيء الى مستشفى الشفاء لالقاء نظرة الوداع على ابن عمه الشهيد احمد صيام، وهو من عناصر كتائب ''القسام'' وقتل في غارة إسرائيلية فجرا· وقال ''كفى، لا نريد أن نسمع الرصاص، في كل مكان اطلاق نار من اليهود والعرب''، وذلك بعدما اطلق عشرات المسلحين النار في الهواء والقيت قنبلة صوتية أمام المستشفى حيث كان يستعد مئات لتشييع الشهداء الذين قتلوا في الغارات الاسرائيلية· وبينما كان شبان يحملون جثث قتلى الغارات الاسرائيلية لتشييعها، كان مسلحون محسوبون على حركتي ''فتح'' و''حماس'' منشغلين بالاشتباكات التي تجددت في منطقة الجامعات في حي تل الهوى الساحلي جنوب مدينة غزة· ويسود رعب وخوف غير مسبوق السكان المدنيين في قطاع غزة خصوصا في منطقتي تل الهوى والرمال اللتين تشهدان عادة عمليات اطلاق نار متقطع· وما زاد خوفهم تكثيف الطيران الاسرائيلي للغارات الجوية· لكن الطبيب عبد الستار وهو من سكان تل الهوى اعتبر أن الغارات الإسرائيلية رغم انها توقع شهداء وجرحى ودمارا الا انها اخف وطأة على نفوسنا من الاحداث القذرة بين الاشقاء المتناحرين· ومعاناة الاطفال تبقى الأكثر ايلاما· فاحمد (5 أعوام) يحاول مواجهة الخوف بالصراخ كلما سمع اصوات الرصاص أو القذائف فيما يختبئ مع والديه وشقيقيه في ممر بيتهم القريب من مقر الامن الوقائي في تل الهوى· وتقول وفاء العيسى (30 عاما) وهي أم لاربعة أبناء ''احاول طمأنة اطفالي اثناء اطلاق النار، لكن دائما اكون اكثر خوفا منهم وما يزيد الرعب صوت الطائرات الاسرائيلية التي تحلق باستمرار والصواريخ التي تطلقها وتهز جدران المنزل''· وتضيف ''الاطفال بدون مدارس اذ أن امتحانات نهاية العام تعطلت ولا نذهب الى العمل ولا نستطيع حتى احضار مستلزمات البيت الضرورية، انها حياة من قلة الموت''·وباتت الحياة في مدينة غزة مشلولة تماما مع إغلاق كل المؤسسات الحكومية والاهلية والتعليمية والمحال التجارية، حتى البسطات غابت من الطرق· ولا يستطيع عمال النظافة الخروج من منازلهم على غرار السكان المدنيين، ما جعل القمامة تتكدس في الشوارع· وتنبعث الروائح الكريهة من الشوارع ما يهدد بانتشار الامراض والاوبئة، ولكن ''اين الحل ؟ المسلحون يسيطرون على كل حياتنا'' على قول مسؤول في بلدية غزة· ولم يتمكن الكثير من الفلسطينيين من التوجه للمساجد لاداء صلاة ظهر الجمعة بسبب الوضع المتردي· ويعبر استاذ اللغة الانجليزية محمد الحلو عن غضبه ويقول ''الخروج من البيت يعني الموت والبقاء في البيت لا يعني انك غير معرض للموت، حياتنا جحيم''· ويضيف ''اصبحنا نخجل من كوننا فلسطينيين اصحاب اقدس قضية''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©